محطات في عهد مبارك الذي لم ينتهِ

محطات في عهد مبارك الذي لم ينتهِ

05 مايو 2014
(عماد حجاج ــ العربي الجديد)
+ الخط -

لا عجب أن 23 في المئة فقط من المصريين، أدلوا بأصواتهم في انتخابات الرئاسة عام 2005، فالرئيس المخلوع، محمد حسني مبارك، جاء في المركز الخامس عشر في قائمة أسوأ السيئين لعام 2010 باعتباره "حاكماً مطلقاً مستبدّاً، يعاني داء العَظَمة وشغله الشاغل الوحيد، أن يستمر في منصبه، ويشك حتى في ظله وهو يحكم البلاد لما يقرب من ثلاثين عاماً بموجب قانون الطوارئ"، بحسب ما جاء في تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأميركية التي تنشر سنوياً مؤشراً لـ"الدول الفاشلة".

في مثل هذه الأيام قبل 86 عاماً، ولد مبارك في قرية كفر مصلحة، بمحافظة المنوفية، بدلتا مصر، والتحق بالكلية الحربية، وتخرج منها في فبراير/ شباط عام 1949، وتولى رئاسة مصر باستفتاء شعبي عام 1981، بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وتوالت الاستفتاءات الشعبية على بقائه في السلطة حتى العام 2005 الذي شهد أول انتخابات بين أكثر من مرشح، وحصل فيها على نسبة ‏88.571‏ في المئة من الأصوات، وذلك في أول انتخابات تعددية لرئاسة الجمهورية في تاريخ مصر.

رحل مبارك عن الحكم، وبقي أثره وميراثه الرث من الفساد والفقر والجوع، كما بقيت أذرعه السياسية والإعلامية تعبث في ما تبقى من "شباب" ثورة 25 يناير، لذلك وجب التوقف عند أبرز المحطات في عهده:

البداية... أكيلي لاورو

بعد تولي مبارك الحكم بأربع سنوات، وتحديداً في أكتوبر/ تشرين الأول 1985، اختطف 4 فلسطينيين تابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية، السفينة السياحية أكيلي لاورو، عقب إبحارها من ميناء الإسكندرية، مقابل الإفراج عن بعض الفلسطينيين المحتجزين، وتوسطت مصر بين فلسطين وتونس من أجل تسفير المختطفين ومنحهم اللجوء السياسي في تونس، ولكن الطائرة المصرية، التي أقلتهم إلى تونس، اختطفتها القوات الأميركية وأجبرتها على الهبوط في جزيرة إيطالية، وحكم عليهم بالسجن هناك.

1999.. الرحلة رقم 990:

في أكتوبر 1999، قتل 217 شخصاً في تحطم طائرة "بوينغ بي 767-300" تابعة لـ"شركة مصر للطيران"، على متن الرحلة رقم 990، قبالة سواحل ماساتشوستس الأميركية بعد نحو ساعة من إقلاع الطائرة. ولم ينج من الحادث أحد من ركاب الطائرة التي كان على متنها وفد عسكري مصري مؤلف من 33 شخصاً من بينهم ثلاثة خبراء في الذرة، و7 خبراء في النفط، فضلاً عن قيادات عسكرية مصرية.

أصرّت التقارير الأميركية على أن طاقم الطائرة المكوّن من أحمد الحبشي وجميل البطوطي وعادل أنور ورؤوف محي الدين، عمدوا إلى إسقاط الطائرة، فيما تؤكد أسر طاقم الطائرة، استهدافها من قبل الاستخبارات الحربية الأميركية.

2002.. بداية كوارث القطارات:

اندلعت النيران في إحدى عربات القطار رقم ‏832 المتوجه من القاهرة إلى أسوان،‏ في 20 فبراير 2002. أكد الناجون أنهم شاهدوا دخاناً كثيفاً ينبعث من العربة الأخيرة للقطار‏، ثم اندلعت النيران فيها وامتدت بسرعة إلي باقي العربات الأخيرة‏، والتي كانت مكدّسة بالركاب المسافرين لقضاء عطلة عيد الأضحى في مراكزهم وقراهم في صعيد مصر‏.‏ ارتفع عدد ضحايا كارثة القطار المصري إلى أكثر من 350 قتيلاً في أسوأ كارثة قطار تشهدها مصر.

2005.. ذكرى فخر السلام 95:

في 17 أكتوبر 2005، غرقت العبّارة "فخر السلام"، المملوكة للشركة صاحبة "السلام 98"، في البحر الأحمر بعد اصطدام الشاحنة المُسجّلة في قبرص بها، ما أسفر عن عشرات القتلى والمصابين، وغرقت العبّارة في ثلاث دقائق ونصف.

2006.. عبّارة الموت:

في 2 فبراير 2006، غرقت عبّارة السلام 98، وهي في طريقها من ضبا السعودية، إلى سفاجا المصرية، وكانت السفينة تحمل 1312 مسافراً و98 من طاقم السفينة. غرقت السفينة في اليوم التالي، واختفت على بعد 57 ميلاً من مدينة الغردقة المصرية على ساحل البحر الأحمر.

2007.. الفساد الكبير:

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2007، صدر تقرير من منظمة الصحة العالمية يؤكد أن مصر ثالث دولة في العالم كأكبر سوق لتجارة الأعضاء البشرية. كما صدر تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية في 5 ديسمبر 2007، والذي يؤكد أن 14 مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر، وأن 1 في المئة من الأغنياء يسيطرون على نصف الثروات، وأن نسبة الفقراء في البلاد تصل إلى ما يقرب من 55 في المئة من الشعب المصري.

2008... الدويقة:

في مطلع سبتمبر/ أيلول 2008، سقطت كتل صخرية على سكان منطقة جبلية تسمى "الدويقة" شرق القاهرة، وأدت إلى مصرع عشرات المواطنين، وفقد المئات تحت الأنقاض، في واحدة من أكبر الكوارث التي شهدتها مصر في المناطق السكنية العشوائية، التي تعدّ كارثة بذاتها للإهمال وفساد المحليات.

2009... الجدار الفولاذي ومؤشرات الفساد:

في الربع الثاني من 2009، بدأت مصر في بناء الجدار الفولاذي أو الجدار المصري العازل، هو جدار تحت الأرض من الحديد الفولاذي على طول حدود مصر مع قطاع غزة، وسط حالة من الرفض الشعبي والتأييد الحكومي للمشروع، وبمساعدة استشارية أميركية. بدأ المشروع بسرية تامة، وبعلم من القوات الإسرائيلية، وأنكرت الحكومة المصرية في البداية بناء الجدار، ثم عدلت عن موقفها مع نشر الصحف الإسرائيلية تقارير عن الجدار.

وأفتى عدد من شيوخ الأزهر وعلماء الدين المصريين بحرمة بناء الجدار الذي يخنق القطاع، وتقدم عدد من السياسيين والمحاميين والبرلمانيين بدعاوى ضد مبارك لوقف بناء الجدار، وخرجت سلسلة من الوقفات والتظاهرات المنددة بالمشروع في مصر وعدد من الدول العربية والأجنبية.

ومن التصنيفات "التاريخية" التي شهدها عصر مبارك، تراجُع مصر، في 2009، إلى المركز 115 لناحية الأكثر فساداً من أصل 180 دولة في العالم، بحسب تقرير منظمة الشفافية الدولية، لتحلّ في المركز الأسوأ عربياً. وتراجع ترتيب مصر عالمياً على مؤشر الفساد، إذ كانت تحتل المرتبة 115 عام 2008، والمرتبة 105 عام 2007، والمرتبة 70 عامي 2006 و2005 والمرتبة 77 عام 2004.

2010 .. وخالد سعيد:

في يونيو/ حزيران 2010، انفجرت قضية تعذيب خالد سعيد حتى الموت على أيدي اثنين من مخبري شرطة قسم سيدي جابر بالإسكندرية. ويعتبر الشباب المصري أن خالد سعيد كان "أيقونة" ثورة 25 يناير، التي مهّدت لها موجة ساخنة من الاحتجاجات العمالية والشعبية التي استشرت في عام 2010، قبل الثورة بأشهر.

وفي مارس/ آذار 2010، أفاد تقرير لـ"مركز الأرض لحقوق الإنسان" بأن أكثر من 39 مليار جنيه أهدرت في الآونة الأخيرة على حساب خزانة الدولة بسبب الفساد المالي والإداري في الحكومة المصرية، بالإضافة إلى خسائر قدّرت بحوالى 231 مليون دولار في 2009 بسبب تصدير الغاز الطبيعي إلى إسرائيل بأسعار زهيدة.

وفي مارس من العام نفسه، حذر تقرير لوزارة التجارة الأميركية بعنوان: "تنفيذ الأعمال في مصر... دليل للشركات الأميركية"، الشركات الأميركية ورجال الأعمال الأميركيين الراغبين في الاستثمار في مصر، من انتشار الفساد في الحكومة المصرية، مطالباً إياهم بالقيام بتحريات عن شركائهم قبل استثمار أموالهم هناك.

قبل الثورة بأيام:

عام 2011، وقبل ثورة 25 يناير بأيام، صدر تقرير حكومي، أعدّه 77 خبيراً مصرياً، من الوزارات والهيئات الحكومية، و3 من الخبراء الأجانب، يمثلون الجهات والهيئات المانحة، وجاء فيه أن 20 في المئة من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، وأن 1.5 مليون طفل مصري يعانون الحرمان من الغذاء، وأن نسبة الأطفال الذين يعيشون تحت وطأة الفقر استقرت عند 24 في المئة، وأن مياه النيل أصبحت تهدد الأمن الغذائي للمصريين. وقال التقرير إن قضية مياه النيل وحصة مصر منها تخضع لمفاوضات متعثرة في الوقت الذي انخفض فيه نصيب الفرد من مياه النيل من 1893 متراً عام 1958، إلى نحو 934 متراً عام 2000، أي أن هذا المعدل تراجع عن المعدل العالمي البالغ 1000 متر سنوياً.

المساهمون