محاولات إسرائيلية لخطف فلسطينيّين في القدس والضفّة

04 يوليو 2014
واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على الفلسطينيين (الأناضول/Getty)
+ الخط -
لم يكتفِ الاحتلال الاسرائيلي أو المستوطنون بعملية خطف وقتل وحرق الشهيد، محمد أبو خضير، بل سعوا إلى خطف المزيد من الفتية، لكن محاولاتهم باءت بالفشل. وفي وقت تتواصل فيه الاعتداءات الاسرائيلية، واصل الفلسطينيون مقاومتهم.

ونجح أهالي بلدة شعفاط، شمالي القدس المحتلة، ليل الخميس - الجمعة، في إحباط محاولتي اختطافٍ لطفلين من البلدة على أيدي المستوطنين، بعد يومين على استشهاد الطفل، محمد أبو خضير، على أيدي المستوطنين وحرق جثته.

وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن "أهالي بلدة شعفاط أحبطوا محاولة خطف فاشلة لطفل من عائلة المشني من شعفاط، وطفل آخر من عائلة الكسواني بالقرب من مستوطنة بسغات زئيف، المقامة على أراضي القدس المحتلة، وقامت شرطة الاحتلال باستجواب اثنين من المشتبه بهما في محاولة الاختطاف".

كما أحبط أهالي قرية بيتللو، شمال غرب رام الله، محاولة اختطاف الفتى عمر محمود (15 عاماً)، على يد مجموعة من المستوطنين الإرهابيين. وأفادت مصادر من القرية، لـ"العربي الجديد" أن "سيارتين للمستوطنين تسلّلتا إلى القرية، وكان عمر في الشارع فحاولوا اختطافه، لكن بعض الشبان تنبّهوا وحالوا دون ذلك".

وأشارت إلى أن "الشبان هاجموا السيارتين، فهرب بعض ركابها، واحتُجز ثلاثة منهم في بيت المواطن زياد رضوان، قبل أن يهرع جيش الاحتلال ويُطلق سراحهم، مما تسبب باندلاع مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال".

وحسب الأهالي، فإن المستوطنين الإرهابيين الذين حاولوا اختطاف الفتى محمود، يسكنون في مستوطنة "نحلائيل" المقامة على أراضي بيتللو.

ويعيش أهالي قرى الضفة الغربية حالة من التأهب غير مسبوقة، حيث باتوا لا يغادرون الشوارع وساحات قراهم حتى الصباح، تحسباً لأي هجوم من المستوطنين الإرهابيين.


"المستعربون" في الميدان

ميدانياً، لا تزال المواجهات مستمرة في مخيم شعفاط، حيث اندلعت، مساء الخميس، مواجهات عنيفة وسط إطلاق كثيف للرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، وهاجم الشبان خلالها الأبراج العسكرية المقامة على مدخل البلدة بالزجاجات الحارقة.

إلى ذلك ارتفع عدد المعتقلين في المواجهات المستمرة في شعفاط، إلى 14، تم اعتقالهم من قبل وحدات مستعربة، وفق ما أفادت به مصادر محلية في البلدة لـ"العربي الجديد".

وأشارت المصادر إلى أنه "من بين المعتقلين طفل لم يتجاوز الـ11 من عمره، فيما أصيب ثلاثة منهم بكسور في مختلف أنحاء الجسد، بعد تعرّضهم للضرب العنيف والوحشي".
إلى ذلك، أحرق شبان فلسطينيون محطة القطار في منطقة السهل في بلدة ‏شعفاط، في وقت ألقت فيه قوات الاحتلال على عمارات الأبراج قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع بشكل مكثف.

وفي بلدة العيسوية، سيطر شبان غاضبون على الشارع الواصل بين مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي المقدسيين وبين مدينة القدس المحتلة، وألقوا الزجاجات الحارقة على الحافلات الإسرائيلية وسيارات المستوطنين، وقاموا بتعطيل حركة السير.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن "قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي بكثافة، بعد أن تمكن شبان في بلدة العيسوية، من نصب كمين محكم لقوات المستعربين التابعة لجيش الاحتلال".

وأُصيب الشاب، علي أبو سمرة، بعيار ناري في قدمه بعدما أطلق أحد المستوطنين النار في اتجاهه، قرب مفترق بلدة الرام شمالي القدس قبل أن يفرّ، ووصفت حالة الشاب بـ"المستقرة".
وعلى حاجز قلنديا، شمالي القدس، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز، حيث رشق الشبان جنود الاحتلال بالحجارة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

في هذه الأثناء، فرضت شرطة الاحتلال قيوداً على دخول المصلين إلى الأقصى في الجمعة الأولى من رمضان، وذلك بمنع من هم دون الـ50 عاماً من الوصول إلى الأقصى للصلاة فيه.

وتأتي هذه الإجراءات في ظل التصعيد المتواصل في القدس، إذ اندلعت في عين اللوزة بسلوان، مواجهات بين مجموعات كبيرة من الشبان وقوات الاحتلال، التي أرسلت مزيداً من عناصرها إلى هناك، بينما أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إصابة مواطنة بعيار مطاطي في الظهر.

وأُصيب أحد أفراد شرطة الاحتلال بجروح خلال المواجهات المستمرة في حي الصوانة، في حين أصيب ستة شبان خلالها.

إلى ذلك، هاجم شبان غاضبون الليلة، منزلاً استولى عليه المستوطنون في حي الأشقرية بالقدس، وأمطروه بالزجاجات الحارقة، قبل أن تطاردهم قوات كبيرة من جيش الاحتلال، وتطلق عليهم الرصاص الحي.

وفي شارع الواد، بالبلدة القديمة من القدس، تجددت المواجهات العنيفة مع جنود الاحتلال، وتم الإبلاغ عن اعتقال 12 شاباً.

وفي حين أصيب شاب في حي جبل المكبر، جنوبي القدس، بجروح متوسطة بعد الاعتداء عليه بوحشية من قبل جنود الاحتلال، اعتلى جنود الاحتلال عدداً من أسطح المنازل في منطقة باب حطة بالقدس القديمة، واندلعت مواجهات عنيفة في المنطقة، لم تسفر عن إصابات.

في الوقت ذاته، أفاد مواطنون لـ"العربي الجديد" بأن عشرات المستوطنين يرتدون قمصاناً كتب عليها "انتقام"، اعتدوا على العمال العرب في المركز التجاري بالقرب من مقبرة مأمن الله في القدس الغربية.