مجلس طبرق يرفض حكومة الثني الجديدة

مجلس طبرق يرفض حكومة الثني الجديدة

18 سبتمبر 2014
78 قتيلاً في طرابلس من جراء الاشتباكات(محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
رفض مجلس النواب الليبي، المنعقد في طبرق اليوم، الخميس، التشكيلة الوزارية، التي قدّمها رئيس الحكومة المستقيلة، عبد الله الثني، وحدّد له مهلة أقصاها عشرة أيام، لتشكيل "حكومة أزمة مصغرة"، تتكون من عشر وزارات، مبدياً رفضه حكومة مؤلفة من ثماني عشرة وزارة، كما قدّمها الثني، وكذلك تسمية وزراء من حكومته السابقة، أو وزراء يحملون جنسيات أخرى.

وكادت خلافات قبليّة وجهويّة أن تعصف باستقرار واستمرار مجلس النواب الليبي، إذ طالبت قبائل من شرق ليبيا، مؤيّدة لعملية الكرامة، التي يتزعّمها اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، منذ السادس عشر من شهر مايو/أيار الماضي، بحقائب وزاريّة كشرط لاستمرار دعمها مجلس النواب.

وأفادت مصادر لـ "العربي الجديد"، من داخل مجلس النواب، بأنّ الحكومة المصرية طلبت من المجلس غضّ الطرف عن الخلافات حول توزيع الوزارات، وقصر الاهتمام على تشكيلة حكوميّة مصغّرة، معنيّة بالدرجة الأولى بإدارة المعركة السياسيّة والعسكريّة.

وقالت المصادر إنّ البرلمان في طبرق يشعر أنه في "سجن صغير"، حيث لا يستطيع نواب "الشعب" التحرّك إلا في محيط 150 كلم فقط، ومن هنا جاءت المطالبة بحكومة "حرب"، أو كما يسمّيها البرلمان "حكومة أزمة"، خصوصاً أنّ أسماء الحقائب الوزاريّة، التي تتناقلها المصادر، كوزارة الحربية والجيش، ووزارة الإعلام والتعبئة العامة، ووزارة الصحة وشؤون جرحى الحرب، كلها تعزّز حرص نواب طبرق على تشكيل حكومة حرب، تحسم المعركة على الأقل في بنغازي، ثاني أهمّ مدينة بعد طرابلس.

من جهته، أصدر حزب تحالف "القوى الوطنية"، برئاسة محمود جبريل، بياناً اليوم الخميس، اعترف فيه بأنّ له أعضاء في مجلس النواب، رغم أنّ قانون انتخابات المجلس منع الأحزاب من خوض الانتخابات، وجعلها على أساس فردي.

وأعرب الحزب عن استيائه من محاولة رئيس الوزراء السابق، علي زيدان، إقناع أعضاء مجلس النواب بترشّحه لرئاسة الحكومة، مطالباً بأن تضمّ حكومة الثني الجديدة كل أطراف الصراع في ليبيا، والابتعاد عن المحاصصة والجهوية والاعتماد على الكفاءة، التي غابت عن التشكيلة المقدّمة من الثني.

في سياق آخر، طالب رئيس أركان الجيش الليبي، المكلف من قبل مجلس النواب في طبرق، عبد الرزاق الناظوري، منتسبي القوات المسلحة، من ضباط وضباط صف وجنود، بضرورة الالتحاق بأعمالهم، ذلك عبر تسجيل صوتي بثته قناة محلية، أمس الأربعاء، متوعداً من يتخلف عن الانضباط العسكري بعقوبات وصفها بالقاسية.

وفي التطورات الميدانية في بنغازي، قال المتحدث الرسمي باسم مجلس "شورى ثوار بنغازي"، جلال المخزوم، لـ "العربي الجديد"، إن قواته تتمركز على كوبري بنينا المقابل للقاعدة الجوية، مبدياً استغرابه من تصريحات المتحدث باسم قوات حفتر، محمد الحجازي، قال فيها إنّ عناصره أعادت السيطرة على القاعدة الجوية بنينا.

وأشار المخزوم إلى أن قوات مجلس الشورى لم تدخل إلى القاعدة الجوية، ولم يصرحوا بذلك، مؤكداً أن القاعدة خالية من أية قوات أو آليات، نتيجة قصفها من قبل قوات مجلس شورى الثوار.

وفي طرابلس، أعلنت مصادر طبية استقبال مستشفى الزهراء في منطقة ورشفانة لسبعة وثمانين قتيلاً وقرابة خمسمائة جريح، من جراء الاشتباكات المسلحة بين قوات "فجر ليبيا" وجيش القبائل المؤيد لعملية الكرامة. كما قتل عشرة أشخاص وأصيب ثلاثون آخرون في اشتباكات بين التبو والطوارق في أوباري، جنوبي ليبيا.