متى كان الفلسطيني إرهابيا؟

متى كان الفلسطيني إرهابيا؟

02 أكتوبر 2015
+ الخط -
رحمك الله، يا أبا إياد، قلت: "أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانه وجهة نظر"، فقد كنت تتمتع ببصيره نافذة وحس وطني وانتماء لفلسطين، جعل من الاحتلال الإسرائيلي وبيد عميل له، ينفذ حكم الاغتيال بحقك، فصدقت مقولتك قولاً وفعلاً.
بات اليوم للخيانة على مستوى الوطن العربي أنظمة حكم، وإعلام يسمى عربياً للأسف، وصحافة ومطبوعات ومراكز دراسات واستراتيجيات تؤلف الكتب وتخرج بدراسات وتوصيات ما أنزل الله بها من سلطان، ونواب في البرلمانات العربية ينعقون بالخراب، وفنانين وفنانات يمثلون ويجسدون الدور اليهودي البريء. كلهم موظفون في التنظير للخيانة وتبريرها، والدفاع عن قادتها وتجميل صورة الاحتلال الاسرائيلي على أنه "ابن العم"، فعدو الأمس واليوم قد يصبح صديق المستقبل، إذا تمكنا من كسب وده، وطمأنته بإبداء حسن نيات له، تتمثل بلجم كل من يحارب إسرائيل أو يطالب بمحاربتها وقتله، فها هي الحكومة المصرية تحارب أنفاق غزه التي لم تقدر عليها دولة الاحتلال، وتغرقها بالمياه، لخنق أي محاولة إمداد لأهل غزة، بحجة منع الإرهاب في سيناء، لنسأل: متى كان الفلسطيني إرهابيا؟
أظن أنه "إرهابي"، منذ مواجهته الأولى مع إسرائيل، بشكل منظم عسكرياً وسياسياً من خلال الدوريات التي كان يرسلها إلى فلسطين المحتلة، من دول الجوار العربي، لتقوم بالعمليات الفدائية بداية الستينيات، والتاريخ شاهد وحافل على هذه العمليات ونوعيتها وأهدافها. وأظن أنه "إرهابي"، حين واجه الدبابات والطائرات الإسرائيلية في غور الأردن في قرية الكرامة، حين تصدى لها بعزيمة وثبات جعل من قيادة القوات الاحتلال تأمر عناصرها بالانسحاب، مخلّفة الدبابات والآليات المعطوبة والجنود القتلى، وأظن أنه "إرهابي"، حين دافع عن وجهة نظره في التحرير واستقلالية قراره، بعيداً عن التلاعب به، وزجّه في الصراعات العربيه، ودفع ثمنها الدم والشباب في أيلول الأسود وتل الزعتر وحصارات بيروت من المليشيات العميلة والاحتلال، من دون أن ننسى صبرا وشاتيلا ومجازر مخيم جنين وغزة التي جعلت رابين يقول: أتمنى أن أنام وأصحو، وأجد غزة قد غرقت في البحر.
نم يا رابين قرير العين، فحلمك تحقق على يد بعض العرب أنفسهم برئاسة عبد الفتاح السيسي، فقد كتبت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن السيسي هدية خاصة من الشعب المصري لدولة إسرائيل، لنكون أمام سؤال: ما هو المطلوب من غزة، حتى ينتهي احتلالها، وليس حصارها؟
هل الدخول في مشروع السلام والتسوية من حماس ورضوخها لشروط التفاوض الإسرائيلية والغرق في جزئيات الجزئيات، ومنطقه أ وب وج والتنسيق الأمني والارتباط العسكري والمدني؟ وإلقاء السلاح وتوسيع دائرة التسوية ودخول دول عربية أخرى بها، على حد وصف السيسي؟
سحقا للسياسة العربية، كلها كذب ونفاق وخيانة، إلى حد جعلت ونستون تشرشل يقول، في معرض حديثه عن الأمم: إذا مات العرب ماتت الخيانة، فالتاريخ العربي مليء بقصص الخيانة، فكل دويلة عربية حديثه قامت بموجب رضى استعماري فرنسي وبريطاني، وفق اتفاقيات سان ريمو وسايكس بيكو.
قامت الثورات العربيه التي تطالب بالحرية في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن وغيرها ضد التوريث وحقارة جهاز أمن الدوله والمخابرات والبطالة والفقر. وكانت سلمية مطلبية، وتحولت، بفعل الخيانة، إلى مجازر واقتتال في اليمن وسوريا وليبيا. وسرقت في مصر وتونس.

4AF030E9-9FA1-4638-81FB-CB9EBD12CEEC
4AF030E9-9FA1-4638-81FB-CB9EBD12CEEC
لؤي أبو جيش (فلسطين)
لؤي أبو جيش (فلسطين)