كييف تهمل موسكو 48 ساعة وبدء سقوط قتلى شرقاً

كييف تهمل موسكو 48 ساعة وبدء سقوط قتلى شرقاً

24 ابريل 2014
تصرّ دونيتسك على اجراء الاستفتاء للانفصال (فرانس برس،Getty)
+ الخط -
لا تلبث الأزمة الأوكرانية أن تتنفس الصعداء، حتى تشتعل من جديد؛ وبموزاة تصاعد الاشتباكات في شرق أوكرانيا، بين القوات الحكومية ومتمرّدين موالين لروسيا، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص اليوم الخميس، عزّزت روسيا من تواجدها على الحدود مع أوكرانيا، بل وبدأت تدريبات عسكرية؛ خطوة اعتبرتها كييف تهديداً لها، فأمهلت موسكو 48 ساعة لإعطاء تفسير لتحركاتها. وقد ترافقت التحركات الميدانية مع مناوشات سياسية بين الولايات المتحدة من جهة، وروسيا من جهة ثانية.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية، إن كييف طلبت من موسكو، بموجب ترتيبات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تفسيراً وتفاصيل عن مناوراتها العسكرية قرب الحدود خلال 48 ساعة.

واعتبرت كييف، في بيان، أن روسيا تحاول التأثير على جهودها في محاربة المتشددين في شرق البلاد. وأضافت أن "من حق أوكرانيا الحصول على إعلان للأهداف والتفاصيل الأخرى للتدريبات في غضون 48 ساعة من طلبها (الذي يحل قبل ظهر يوم السبت بتوقيت غرينتش) بموجب وثيقة فيينا الصادرة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا". وشددت على أن "إجراء تدريبات روسية قرب الحدود مع أوكرانيا لا يمكن إلا أن يثير مخاوف، خصوصاً بعد التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الروسي التي تتضمن تلميحاً لا لبس فيه عن إمكانية دخول القوات الروسية أراضي أوكرانيا".

وفي وقت سابق، نقلت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قوله إن بلاده بدأت تدريبات عسكرية قرب الحدود الأوكرانية رداً على عمليات تنفذها القوات الأوكرانية ضد انفصاليين مؤيدين لروسيا. وأضاف أنه "إذا لم توقف هذا الآلة العسكرية، فسيؤدي ذلك إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى. كما أن التدريبات التي تخطط لقها قوات حلف شمال الأطلسي في بولندا ودول بحر البلطيق لا تدعم تطبيع الوضع بشأن أوكرانيا". وتابع "نحن مضطرون للرد على مثل هذا التطور في الوضع".
وتأتي التدريبات العسكرية عقب تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كييف، بعواقب لم يحددها، قائلاً إنه "إذا كانت حكومة كييف تستخدم الجيش ضد شعبها، فمن الواضح أنها جريمة خطيرة". ويبدو أن التدريبات العسكرية هي أولى خطوات تنفيذ تهديداته.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد اتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنهما حاولا القيام بـ "ثورة ملونة" جديدة في أوكرانيا "لتغيير النظام بشكل غير دستوري".
وعلى الرغم من هذه الاتهامات، نقل عن وزير الخارجية الروسي، قوله، يوم الخميس، إن روسيا تتوقع خطوات عملية لتنفيذ اتفاق دولي لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية في تحركات عملية في المستقبل القريب"، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".

أوباما يحذر موسكو
في المقابل، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي، في طوكيو، "حتى الآن شهدنا منهم عدم الالتزام بروح أو نص اتفاق جنيف". وأضاف أنه "إذا ما استمر الأمر، فستكون هناك عواقب أخرى ونحن سنفرض المزيد من العقوبات".

وفي أول تصريح يدلى به بهذا الصدد منذ لقاءات جنيف، نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن أوباما تأكيده أن الولايات المتحدة تحتاج إلى مساندة حلفائها لتمرير هذه العقوبات، وأنه يعمل لبناء هذه المساندة.

واعترف أوباما بأن العقوبات الجديدة قد لا تغير من نوايا بوتين، وبأن الأزمة في أوكرانيا قد لا تهدأ، مشيراً إلى أن "مدى التغيير في حساباته (أي بوتين) يعتمد على تعاون الدول الأخرى".

خمسة قتلى في اشتباكات الشرق
على المستوى الميداني، تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية الأوكرانية والمتمردين الموالين لروسيا، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. والاشتباكات التي وقعت اليوم، هي الأولى من نوعها منذ أن أمر القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أولكسندر تيرتشينوف، يوم الثلاثاء، باستئناف العمليات العسكرية شرقي أوكرانيا، حيث استولى مسلحون موالون لموسكو على مبان حكومية وأقاموا نقاط تفتيش على طول الطرق.

وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية، في بيان، إن الجيش وقوات خاصة من الشرطة قتلت "نحو خمسة إرهابيين"، أثناء تدمير ثلاث نقاط تفتيش على طريق شمال مدينة سلوفيانسك، التي برزت كمركز للتمرد المسلح في المنطقة. وأضافت أن أحد جنود القوات الحكومية أصيب في الاشتباك.

في المقابل، أكدت متحدثة باسم المتمردين في سلوفيانسك، ستيلا خوروشيفا، مقتل اثنين على الأقل من المقاتلين الموالين لروسيا عند نقطة تفتيش في قرية خريستيشك.

وعلى بعد كيلومترات عدة شمال سلوفيانسك، وتحديداً بالقرب من بلدة ماكاتيخا، قامت ميليشيا موالية لروسيا بإضرام النار في متاريس من إطارات السيارات في محاولة على ما يبدو للحد من الرؤية من الجو.

وفي سياق الاشتباكات، كشف وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف، أن الشرطة أخلت مجلس المدينة في ماريوبول، من محتجين موالين لروسيا كانوا يحتلونه منذ أكثر من أسبوع، غير أن مسؤولي الشرطة المحلية ومحتجين قدموا صورة مغايرة تماماً لما حصل، وفق ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".

ونقلت الوكالة نفسها عن المتحدثة باسم إدارة شرطة ماريوبول، يوليا لاسازان، أن نحو ثلاثين مقنعاً مسلحين بمضارب بيسبول اقتحموا المبنى في الساعات الأولى من صباح الخميس، وبدأوا في ضرب المحتجين.


دونيتسك تصر على الاستفتاء
وتزامنت التطورات الميدانية والسياسية، مع اعلان "جمهورية دونيتسك" أنها لا تزال تنوي إجراء استفتاء حول الاستقلال عن أوكرانيا في موعد أقصاه 11 مايو/أيار بالتزامن مع مقاطعة لوغانسك حول "جمهورية دونيتسك الشعبية" و"جمهورية لوغانسك الشعبية".
من جهتها، قالت الحكومة الأوكرانية إن قواتها صدت غارة أثناء الليل على قاعدة في ارتميفسك في شرق أوكرانيا.

وأوضح وزير الداخلية، ارسن افاكوف، عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، أن جندياً أصيب "في الهجوم الذي نفذه حوالي 70 شخصاً يقودهم جنود روس". وأضاف أنه لم تتضح تفاصيل الخسائر البشرية في صفوف المهاجمين.

وقال افاكوف أيضاً إن محتجين مؤيدين لروسيا غادروا مبنى البلدية في ماريوبول، وهي مدينة صناعية على ساحل البحر الأسود. وأشار إلى أن رئيس البلدية عاد الى مكتبه حسب اتفاقات أبرمت مع روسيا في اجتماع في جنيف قبل اسبوع.