كيري يثق بـ"التحالف"...ويرفض مشاركة طهران في مؤتمر باريس

12 سبتمبر 2014
زيارة كيري تأتي في إطار جولة بالمنطقة(بريندان سميالويسكي/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يوم الجمعة، من أنقرة أن الولايات المتحدة ترفض حضور إيران للمؤتمر الدولي حول العراق ومحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" المقرر الاثنين المقبل في باريس، معرباً عن ثقته بالنجاح في تشكيل تحالف عالمي من الدول الأوروبية والعربية يدعم الولايات المتحدة في حربها ضد "داعش".

واعتبر كيري في تصريح صحافي عقب مباحثاته مع عدد من المسؤولين الأتراك، أن مشاركة طهران في هذا المؤتمر "لن تكون في محلها"، وخصوصاً بسبب "ضلوع إيران في سورية".

وقال كيري "لم يتصل بي أو يسألني أحد عن وجود ايران، لكنني أعتقد أنه بالنظر إلى الظروف في هذه المرحلة فإن هذا الأمر (مشاركة طهران) لن يكون جيداً".

وتستضيف فرنسا الاثنين المقبل مؤتمراً دولياً عن العراق، وتمت مناقشة مشاركة إيران في المؤتمر لكن طهران لم تتلق حتى الآن دعوة لحضور المؤتمر.

وكانت طهران قد أبدت أمس الخميس شكوكاً في "جدية وصدق" التحاف الدولي الذي تريد الولايات المتحدة تشكيله للتصدي لـ "لدولة الاسلامية".

وحول التحالف المقرر تشكيله، قال كيري "أنا مرتاح، سيكون تحالفاً كبيراً مع دول عربية ودول أوروبية والولايات المتحدة وآخرين يساهمون في كل من أوجه الاستراتيجية التي عرضها الرئيس باراك أوباما".

وأشار كيري إلى أن "فرنسا أوضحت علانية استعدادها للقيام بعمل في العراق واستخدام القوة"، لكنه استدرك بالقول "من السابق لأوانه كثيراً وغير الملائم صراحة في هذه المرحلة من الوقت أن نبدأ في توضيح ما ستقوم به كل دولة على حدة".

من جهته، قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن "الإجراء الأميركي في العراق لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" ضروري، لكنه لا يكفي لتحقيق الاستقرار السياسي.

ورداً على سؤال مع تلفزيون "كانال 24" التركي عما إذا كانت التحركات الأميركية كافية لحل الأزمة قال "إنها ضرورية لكنها لا تكفي لارساء النظام، أقصد لتحقيق الاستقرار السياسي".

وكان كيري قد حاول خلال مباحثاته في أنقرة إقناع تركيا بدعم التصدي لتنظيم "الدولة الاسلامية"، ولا سيما أنها ترفض أي مشاركة عسكرية في مكافحة التنظيم.

واجتمع كيري الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط سعياً لوضع اللمسات الأخيرة على التحالف الذي سيضم أكثر من 40 دولة، بكل من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية، مولود جاووش أوغلو.

وأكد كل من أردوغان وكيري على "استمرار بلديهما، في العمل على مكافحة التنظيمات الإرهابية كافة". وشددا على "استمرار بلديهما في التعاون الاستخباراتي، والدعم اللوجيستي للمعارضة السورية، وتقديم المساعدات الإنسانية"، بحسب مصادر في الرئاسة التركية.

وكان كيري بحث مع جاووش أوغلو مواضيع دعم الحكومة العراقية الجديدة، وقضايا ليبيا وقبرص. وأشار جاووش أوغلو خلال اللقاء، إلى أن "الانقسامات الطائفية، فتحت الطريق أمام ظهور الجماعات المتطرفة في العراق، والتي يعتبر تنظيم "الدولة الإسلامية" أشدها خطراً.

وذكر أحد المسؤولين الأتراك، أن "الوزيرين ناقشا العواقب الناجمة عن النهج الطائفي في العراق"، واعتبرا أن "القيام بغارات وقصف ضد تنظيمات، مثل داعش، لن يقضي عليها (الجماعات المتطرفة)"، مؤكدين "ضرورة القضاء على الأسباب، التي ساهمت في ظهور تلك الجماعات".

ولفت المسؤول التركي، إلى أن "تركيا والولايات المتحدة الأميركية أقدم حلفاء في المنطقة، وأن الفرق بين تركيا وباقي دول المنطقة، أنها دولة ديمقراطية، ولذلك فإننا نفهم بعضنا".

وأوضح أن "اللقاء لم يتطرق إلى البيان الختامي الذي وقع الخميس في مدينة جدة السعودية ضد "داعش"، والذي رفضت تركيا التوقيع عليه رغم حضورها المؤتمر الذي ضم أيضاً دول مجلس التعاون الخليجي فضلاً عن عدد من الدول العربية والولايات المتحدة. وأبدت تركيا استعدادها "في كل وقت، وبجميع الأشكال، لتقديم المساعدات الإنسانية في المنطقة".

في هذه الأثناء، علّق دبلوماسي أميركي رداً على سؤال حول رفض أنقرة أي مشاركة عسكرية في مكافحة "داعش" بالقول: "على ما يبدو هناك حساسيات في الجانب التركي نحترمها". وفي المجالس الخاصة، قلل مسؤولون أميركيون آخرون من شأن التحفظات التركية، مؤكدين بحسب وكالة "فرانس برس" أن حليفهم التركي يفضّل التحرك من وراء الكواليس في الملف السوري بدلاً من الظهور في تحالف مناهض للمتطرفين.

ويتوجه كيري بعد تركيا إلى القاهرة، يوم السبت، وسيلتقي "كبار المسؤولين المصريين، ويبحث معهم القضايا الثنائية والإقليمية، ذات الاهتمام المشترك"، وفق بيان صادر عن الخارجية الأميركية.

المساهمون