في لندن أخت الغربة

في لندن أخت الغربة

06 ديسمبر 2019
(علي عبد الرضائي)
+ الخط -

النافذة في الشارع

لم يعد يعبر الزقاق
لم يسمحوا له بالمرور
لقد أزاح الستائر
ونزع النافذة ببطء من المنزل
ونزل بها الدرج
وأدارها في الأزقّة والشوارع.
كان يبحث عن فتاة
لم تعبر بعد
خلف النافذة.


■ ■ ■


المرعى الباكي

كلُّ الأنهر تنبع من الحروب
التي هي لعبة الرجال
ضدّ الأمهات
أنا لم أر امرأةً تطلق النار في الجبهة
الجنود
مُلكٌ للأمّهات.

لكن لأي من الرجلين
يضيع اثنان من القادة
لم يعرف كلاهما لعبةً أخرى
غير الشطرنج.
لم ألعبْ الشطرنج منذ سنوات
لماذا أتلعب بحياة الأشياء؟
لم أعد أكره الميليشيات
ولا الحرس ولا أي جلاد.
هم أيضا ابناء لأمهات
عندما جاء "بَهادُر" أفقيّاً
رأيت صراخ الأم على ابنها المفقود
لقد كان بطلاً حقاًَ
إنه قتل شخصاً ما حتماً
بحيث صراخ أمٍ في مكانٍ ما
أفجع أمَّه.
لا يوجد ثمّة فائزٌ في الحرب
من كلا الجانبين.
أمٌّ تبكي هنا
والأنهر لم تستمر من تلقاء نفسها
إن تبحثْ جيّداً
تصل إلى عيون الأمّهات.


■ ■ ■


أندرغراوند

محطّة المترو سريري
وهذا القطار الذي وصل توّاً
امرأةٌ تتعرّى على حافة سريري
لكنها تذهب إلى مدينةٍ أخرى.
المحطّة سريري
أنتِ تأتين
لكن لا أحد يعرف متى
وتذهبين
ولا أحد يعرف إلى أيِّ مدينة.
سريري المحطّة التي لم تأخذ
أحداً إلّا إلى الهوامش
ومصيري كالقطّة التي دهستها سيارة
كأنتِ التي لم يبق منك
إلّا ضفيرة على السكّة الحديدية
ليتني كنتُ أحبُّكِ كثيراً
وليت محطّة القطار لم تكن سريري
ليتني كنت أحبّك
إلى درجة أن ألقي بك تحت القطار
ما زلتِ في كل مكان
كالعلم ذي الألوان الثلاثة
في الرياح على بناية مخفر
في المحطّة
والسجن
وفي لندن التي أخت الغربة.
فراقُك قاتلي
وتقتلني هذه الأصوات المكرّرة
والبلادة هي الأبُ
وليس الحب.


* شاعر وكاتب وصاحب تنظير شعري معروف بـ"ايرانارشيسم"، من مواليد لنكرود شمال إيران عام 1969. من أعماله الشعرية: "باريس في رينو"، و"هذه القطّة العزيزة"، و"أنا أسكن في الخطير"، و"اغتيال"، و"كاميرا خفية"، و"الجرح المفتوح"، و"أنا ضد الموافق"، و"إيروتيكا"، و"وهذا السؤال الأبدي". يعيش في بريطانيا منذ 2001.

** ترجمة عن الفارسية حمزة كوتي

المساهمون