فلتشتعل نار الحب

فلتشتعل نار الحب

30 نوفمبر 2015
الحب هو الحب... (Getty)
+ الخط -

لن أعتذر عن حب أخطأت به، احتراماً للتجربة وللحظات ضحكت وبكيت فيها، معها أو من دونها أو بسببها أو لأجلها. ستكره شتاء امرأة لكنك ستعلق في ضبابها لأنك تحبها.. لا لشيء آخر.

اعترف بحبك وإن رفضتك، قل لها أُحبك وإن لم تَستحِقها. فأنت تستحق الحب. الحب موقف لا يمكن التخلي عنه. موقف ليس فيه خير وشر. الحب هو الحب. هو التعلّق من دون سؤال. الحب هو سجن الروح في حرية قلب من دون مقابل.

فليسقط كل هذا الحب، ولتُشعل ناره قلوبنا من جديد..

اشتقتُ أن أهديها وردة. اشتقت أن أفاجئها بهدية تحبها. اشتقت أن أقبّلها قبل أن أغادر منزلها، أن أعانقها عند اللقاء.. فليسقط كل هذا الحب المذلّ، الذي يقلل من كرامتنا ويزيد من عاطفتنا وإنسانيتنا.. الحب والكرامة الشخصية خطان متوازيان لا يلتقيان. علينا الاختيار بينهما. فإما أن تمسك بيدها وتغمرها، وإما أن تصرخ وترحل حفاظاً على ذكوريّتك بحجة مبدأ أو موقف.. كل هذا ليس حباً بل هو صورة مزيفة تُبعثر إنسانية العاشق، وتهزّ مشهداً رومانسياً، وتُفسد حالة حب.

اشتقت أن نتشاجر على عناق خاطئ في السرير، على مشاعر مبالغ فيها، بعد موقف غاضب نطفئه بالمزاح. الحب كذبتنا الصادقة يقول محمود درويش. لا تسمع للشاعر. لا تنتظرها. اذهب واطرق بابها. اذهب وقبّلها!

ومع كل هذا الحب ومع كل حنين التعلّق، فأنتَ تعرف أنك لن تعود إليها. لن تفعل ذلك لإيمانك أن هناك في المستقبل من تحلمُ أن تلقاك. هناك من ستهتم لأمرك في كل أحوالك. هناك عناق ينتظرك عند أول شعور باليأس، عند صباح تمتلكه الشمس.. في الصالون على الكنبة وأنت تشاهد التلفزيون.. في السرير وأنت تستعد للنوم.. في المطبخ عندما تعدّ ركوة القهوة.. ستكون هناك في كل مكان.

ويوماً ما ستقاطع هدوءك، وتطلب منك لقاءً. سترفض بقلبك لكنك ستقبل بلسانك. ستستبق عيناك مشهد العناق. ستجلسان على الكنبة بوجه بعضكما، وتفصحان عن كل شعور.. ستسألها: "من أين لك كل هذا اللؤم؟". وستردّ: "ماذا عن لؤمك؟". ستتعانقان. ستدمع عيونكما. ستدمع أنت بشكل أكيد! فالرجال أكثر رومانسية في الواقع مما ظنّه الروائيون في كتبهم. ستغادر منزلها وما زلت تحلم بقبلة. وستقنع نفسك أنك تخلّيت عن كرامتك معها بإرادتك. وقد فعلت ذلك لا لضعف في شخصيتك بل لقيمة الحب الذي علمك إياه قلبها.

لا نصادف كل يوم شخصاً يلتقط شعورنا من نظرة. شخص إن قلت له "أنا بخير"، سينظر ملياً في وجهك ويغمرك ويقول لك: "أنت تحاول أن تكون بخير.. وأنا سأساعدك على ذلك".

اقرأ أيضاً: هل انتهى الحب؟

المساهمون