غضب في الدنمارك من سوء خدمة "112"

غضب في الدنمارك من سوء خدمة "112"

09 أكتوبر 2014
تكرار الحوادث يثير موجة غضب لدى المواطنين (Getty)
+ الخط -

عبّر العديد من الدنماركيين عن استيائهم من خدمة الطوارئ في البلاد، بعد تكرار حوادث وفاة، تجاهلت السلطات المعنية الاستجابة لاستغاثة أصحابها، في الوقت المناسب.

وتفجرت موجة غضب واستياء في الإعلام الرسمي والخاص في كوبنهاغن بعد حادثين متتاليين وقعا الأسبوع الجاري. كان آخرهما حادث وقع لدانيال (33 سنة) فقد وعيه وهو يجلس خلف أحد المتاجر. وحين اتصلت موظفة في المتجر بالطوارئ لطلب إرسال سيارة إسعاف ومنقذين، لم تصل الشرطة إلاّ بعد 3 اتصالات. وبعد 26 دقيقة وصلت سيارة الإسعاف لتجد الرجل ميتاً.

ودفع الحادث ناشطين في العناية بالمشردين لاتهام السلطات بممارسة التمييز بين المرضى. وقال ميكال اسبينسن الذي يدير مقهى للمشردين، والذي ذكر حوادث كثيرة عن التمييز في المعاملة بين المواطنين، في حديثه لصحيفة محلية: "أشعر بسوء شديد، فدانيال كان يستحق أن يأخذ فرصته في العلاج ونقله إلى المستشفى".

وجاءت قصة دانيال في أعقاب حادث لطفل يبلغ 13 عاما، كان يسير يوم الأحد الماضي على دراجة في منطقة شاطئية، حين جثا على التراب فجأة يتألم من معدته. وعبثا حاولت صحافية تصادف مرورها أن تتصل بوالدته عبر هاتفه.

ووفقا لما قالته الصحافية المستقلة، شارلوت غيكلر، لصحيفة بوليتيكن الأربعاء: "لقد صرخت طلبا للمساعدة من المارة فجاء رجل لمساعدتي، وكان الطفل يعاني من آلام مبرحة. وحين اتصلنا بالطوارئ ردوا علينا بأنهم لا يجدون أسبابا كافية لإرسال سيارة إسعاف، وأنّ بإمكاننا نقل الطفل بأنفسنا إلى المستشفى.. لقد اعتقدت بأنهم خبراء يفهمون ما أعلنوه أنّه لا خطر على الطفل".

لكن الطفل توفي الاثنين، بسبب تأخر نقله إلى المستشفى نتيجة إصابته بمرض غير مكتشف في الدورة الدموية، وهو ما جلب المزيد من الغضب على النظام الصحي والطوارئ.

وعبرت غيكلر عن غضبها بالقول: "هل يعقل أنّ توفير المصاريف يمنع إرسال سيارة إسعاف لطفل لم يستطع التواصل مع والدته ولم اتمكن انا أيضاً!؟".

هذه الموجة الغاضبة دفعت العديد من المواطنين لتسجيل امتعاضهم ومعاناتهم من الاتصال برقم خدمة الطوارئ الدنماركية "112". فقالت ريكا سيمنسون: "اتصلت بالطوارئ حين وقع زوجي في الحمام منتصف الليل. أصيب رأسه بنزيف. لكنّ موظف الطوارئ ردّ على اتصالي بلغة جارحة وغاضبة: أنت تمنعين مكالمات أهمّ من الوصول بتشغيلك الخط. ألستِ قادرة على مساعدة زوجك السكير؟ أصبت بصدمة حين أغلق السماعة بوجهي، وأعدت الاتصال لأقول لهم: زوجي لم يتناول أي مشروب وأنا قلقة جدا من وقوعه بقوة. لكنّ موظف الطوارئ وبخني بعنف هذه المرة، مما اضطرني للإجابة عليه ورمي سماعة الهاتف. لقد كان زوجي يعاني من نوبات صرع ولم يسمح لي بشرح ما يجري".

شهادة أخرى زادت الأمر تعقيدا. فقد قال ميكال شويت الذي وجد امرأة عارية تماما أمام منزلها في الواحدة فجرا، وكانت تنزف من رأسها ومشوشة ذهنياً، إنّه اتصل بالطوارئ بعد أن قام بتغطية جسدها هو وأحد المارة، لكنهم قالوا له: "لا يمكن عمل شيء لها، إنها قضية شرطة". فاتصل بالشرطة التي قالت: "سوف نساعدها حين يكون لدينا وقت". ويعلّق ميكال: "لقد أصبنا بصدمة من رد فعل موظف الطوارئ على الهاتف".

وعبر العديد من المواطنين عن صدمتهم واستهجانهم من أن يؤدي هذا الاستهتار والإهمال إلى موت الناس وتفاقم وضعهم الصحي أحيانا، بسبب عدم الاستجابة السريعة، ويتساءل بعضهم: "لماذا ندفع ضريبة؟ ولماذا بالأصل يوجد رقم 112 وخدمة الطوارئ، إذا كان الموظفون لا يستجيبون، ثم يقدمون اعتذارا بعد موت الناس؟".

من جهته، ردّ مدير عمليات الطوارئ في كوبنهاغن لارس كيير على الجدال بالقول: "نحن نعتذر إذا كانت تجارب المواطنين معنا بهذا الشكل. فنحن في الطوارئ علينا أن نتحدث معهم لنفهم ما يجري، ثم نحول الأمر للسلطات المختصة، بحسب الإختصاص: إطفاء أم إسعاف أم شرطة".

لكنّ هذا الردّ قوبل بامتعاض، بدوره. وهو ما دفع أحد المواطنين للقول: "يبدو أنّ مدير الطوارئ لا يفقه شيئاً".