غضب فلسطيني لمشاركة شخصيات مقدسية بإفطار مع ثيوفيلوس الثالث

غضب فلسطيني لمشاركة شخصيات مقدسية بإفطار مع ثيوفيلوس الثالث

03 يونيو 2018
+ الخط -


أثارت مشاركة شخصيات مقدسية، على رأسها وزير القدس ومحافظها وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسيني، وعدد من قيادات حركة فتح في حفل إفطار حضره بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، المتهم بتسريب وبيع عقارات وأملاك للطائفة في القدس المحتلة، غضبا شديدا لدى قطاعات كبيرة من النشطاء المقدسيين، بينهم أعضاء في المجلس الثوري لحركة فتح الذين استهجنوا هذه المشاركة بالإفطار إلى جانب ثيوفيلوس ووصفوه بـ"الخائن الكبير".

ووصفت النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، جهاد أبو زنيد، ما جرى بأنه كان صادما لجميع من حضروا، بمن فيهم هي، إذ حضرت الإفطار تلبية لدعوة من قبل الأب إبراهيم فلتس أحد كبار رجال الدين المسيحي، نافية أن تكون الدعوة وجهت من ثيوفيلوس.

وأكدت أبو زنيد في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، أنها بعثت مساء السبت، برسالة إلى الأب فلتس عبرت فيها عن غضبها مما جرى، مؤكدة أنها لو كانت تعلم بوجود ثيوفيلوس لما حضرت الإفطار.

وقالت النائب: "طالبت الأب فلتس بالاعتذار رسميا عما جرى. ما حدث كان صادما وغير مقبول ليس بالنسبة لي فقط، بل لجميع من حضروا، حيث فوجئ الجميع بوجود ثيوفيلوس، ولم يتسن لهم التصرف خلاف المشاركة احتراما للتقليد السنوي الذي تنظمه الطوائف المسيحية في رمضان من كل عام، إذ جرت العادة بإقامة إفطار رمضاني لكبار الشخصيات المقدسية من سياسيين ورجال دين وقيادات وطنية، تأكيدا على الأخوة المسيحية الإسلامية".

ورفضت أبو زنيد التشكيك بوطنية من حضر؛ مشيرة إلى حملة الانتقادات الواسعة والاتهامات التي وجهت للحضور لعدم مغادرتهم قاعة الإفطار.

وفي بيان اعتذار نشرته على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ووجهته لأمهات الأسرى والشهداء المناضلين؛ قالت أبو زنيد: "قد أكون أخطأت ولم أغادر المكان.. أعتذر للجميع وغلطة القائد بألف.. سامحوني أيها القابضون على الجمر".

بيد أن سلوى هديب القيادية في حركة فتح؛ وعضو مجلس الحركة الثوري؛ عبرت عن رفضها الشديد لهذه المشاركة، وحمّلت وزير القدس وعضو تنفيذية المنظمة وجميع من شاركوا في الإفطار بحضور ثيوفيلوس المسؤولية عن مشاركتهم هذه، ووصفت ما جرى بأنه تجاوز للخط الأحمر.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قالت هديب: "كان من المفروض على هؤلاء وفور رؤيتهم ثيوفيلوس مغادرة القاعة لينقلوا لهم رسالة القدس برفض من فرّط بأراضيها وعقاراتها".

وتابعت: "اللافت هذا العام أن الدعوات وجهت لأشخاص لم تكن توجه لهم دعوات في السابق. واستُثني من الدعوة شخصيات كانت تُدعى على الدوام. بالنسبة إلينا ثيوفيلوس خائن؛ وكان على من حضر أن يتصرف كما تصرف اللواء أكرم الرجوب محافظ نابلس العام الماضي حين غادر حفل إفطار دعي إليه مسؤولو الاحتلال. وعلى هذا النحو كان يجب أن يتصرف من حضر الإفطار مع ثيوفيلوس".

الموقف ذاته أكده الناشط المقدسي راسم عبيدات في حديثه لـ"العربي الجديد"، حين قال إنه "كان يجب على من حضر مغادرة المكان فور رؤيتهم ثيوفيلوس المنبوذ وطنيا". مشيرا إلى أنه "تحدث مع بعض من حضروا وأكدوا له أن الدعوة وجهت إليهم من الأب فلتس، وليس من ثيوفيلوس الذي كان مثل غيره مجرد مدعو للإفطار".

وأبدى عبيدات تفهما لموقف النائب أبو زنيد؛ حين خاطبها بالقول: "من يخطئ ويعتذر فكل الاحترام لموقفه؛ ولكن من يختلق الحجج والأعذار والتبرير لحضوره فأعتقد أنه غير قادر على اتخاذ مواقف مبدئية وحاسمة".


لكن عبيدات أبدى موقفا من آخرين حضروا، حين قال: "هناك من ذهب بحسن نية وربما كان حضوره للمرة الأولى وأساء التقدير في التصرف، وهذا أيضا معذور، ولكن من كان يعلم ويعرف وأصر على البقاء فهذا يجب محاسبته ومساءلته".

في مقابل ما جرى، كانت هناك مطالبة من قبل آخرين ومنهم القيادي المقدسي زياد الحموري؛ الذي حضر تلبية لدعوة من الأب فلتس بموقف وطني عام حاسم وقوي إزاء مثل هذه القضايا؛ واصفا ردود الفعل على حضورهم الإفطار بوجود ثيوفيلوس بأنه لغط".

وقال الحموري لـ"العربي الجديد": "الواقع أن حفل الإفطار هذا هو تقليد سنوي معمول به منذ عقود طويلة؛ ودعوة ثيوفيلوس له تأتي على ما يبدو باعتباره أعلى وظيفة كنسية في منطقة الشرق الأوسط".

لكن ذلك لم يمنع كثيراً من النشطاء من التعبير عن غضبهم من المشاركة في الإفطار بحضور ثيوفيلوس، فقد رد الناشط معروف الرفاعي على بيان اعتذار النائب جهاد أبو زنيد بالقول: "للأسف يا جهاد غلطة الشاطر بألف فعلا؛ وهذا درس لك ولغيرك لتعرفي من العازم ومن المعزوم ومن القائمين على أي نشاط تشاركين فيه".

ويقول النشطاء إن "تبريرات آخرين ممن حضروا وليمة الإفطار غير مبررة، وكان عليهم أن يتحلوا بالشجاعة الكافية ليعبروا عن موقفهم من ثيوفيلوس الذي ما زال يستقبل رسميا من قبل مسؤولي السلطة الفلسطينية رغم ما ثبت عليه من خيانة وتفريط وبيع للعقارات في القدس؛ وبالرغم من قرارات طائفته بمقاطعته في كل المحافل".