عودة التوقيت الصيفي في مصر: الثورة ترجع إلى الخلف

10 مايو 2014
حائط يحمل شعارات الثورة المصرية (العربي الجديد)
+ الخط -

من دون سابق إنذار، قررت الحكومة المصرية المؤقتة برئاسة إبراهيم محلب، إعادة العمل بالتوقيت الصيفي، الذي ألغي عقب ثورة يناير 2011؛ ويتم تطبيقه عند حلول الثانية عشرة من منتصف ليل الخميس 15 مايو/ أيار، على أن يُوقف مؤقتًا خلال شهر رمضان.

وأثار القرار ردود فعل متباينة، أغلبها رافض للقرار، لما سيسببه من ارتباك، خاصةً في الأيام الأولى لتطبيقه، وعدم وجود مردود إيجابي له.

وانفجرت التعليقات الرافضة والساخرة، على صفحات موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، ولفت كثيرون إلى أن العودة للتوقيت الصيفي، يعني إلغاء آخر إنجاز ملموس لثورة 25 يناير.

وعلى المستوى الرسمي، تضاربت تصريحات المسؤولين؛ ففي الوقت الذي قال فيه المتحدث باسم مجلس الوزراء، السفير حسام القاويش: "إن حرص الحكومة على توفير الوقود هو الهدف الرئيس من تطبيق التوقيت الصيفي"، قال وزير الكهرباء والطاقة، محمد شاكر "إن التوقيت الصيفي تأثيره محدود، ولا بديل عن ترشيد الاستهلاك خلال الفترة القادمة".

وشعبياً، عبر أغلب المواطنين عن استيائهم من العودة للعمل بالتوقيت الصيفي، متسائلين عن جدواه.

والجدل الدائر حالياً، يذكر بما حدث في سبتمبر/ أيلول 2010، عندما أعلن حسن يونس، وزير الكهرباء في حكومة أحمد نظيف، آخر حكومات الرئيس المخلوع حسني مبارك، أن التوقيت لا يؤثر على ترشيد الاستهلاك إلا بشكل طفيف للغاية، لا يتجاوز النصف في المئة.

أنصار التوقيت الصيفي في الحكومة الحالية، قالوا إنهم يستهدفون الاستفادة من ضوء النهار، وزيادته ساعة كاملة، لتقليل استهلاك الكهرباء ليلاً، لكن ما يحدث في مصر أن الجميع يقدم عقارب ساعته ساعة كاملة، وتبقى الأوضاع على ما هي عليه، فتفتح المحلات أبوابها متأخرة، وتستمر حتى الساعات الأولى من الفجر.

وكان مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، قام في أبريل/ نيسان من عام 2011 باستطلاع رأي المواطنين حول إلغاء نظام التوقيت الصيفي عبر موقعه على شبكة الإنترنت، وشارك في الاستطلاع وقتها 9628 متصفحاً، وافق منهم 78 في المئة (7524 شخص) على إلغاء التوقيت، والعمل بالتوقيت الشتوي طيلة العام، في حين رفض فكرة الإلغاء 19 في المئة فقط، وعبر اثنان في المئة عن عدم معرفتهم بالأمر وجدواه.

الخبير الاقتصادي هاني الحسيني قال لـ"العربي الجديد": لا توجد أية دراسات علمية تثبت قيمة هذه الساعة في حياة المصريين، أو تأثيرها على زيادة الإنتاجية أو الكفاءة، مضيفاً: "هذا العبث يرجع إلى أن الحكومة عندما تتخذ قراراتها لا تحاول تقديم أي مبررات مقنعة، لأن اللغة بين الحكومة والشعب لا تزال غائبة".

وسفّه النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي القرار؛ قالت نسرين الكاتب: "الهدف لخبطة الساعة البيولوجية للشعب، حتى يصبح دائخاً، ولا يفكر في مصيبته. ربنا ينكد عليهم"، وقال علي أحمد: "أيام مبارك رجعت بالضبط"، أما آمال رشدي فكتبت: "محتاجين يشغلوا الثوار بأي كلام وخلاص".

محمود الليثي كتب قائلا: "هم يبحثون عن أي شيء يشغلون به الناس عن "البلاوي"، ويظهرون في إعلامهم ليشكروا في القرار العظيم الذي أعاد التوقيت الصيفي وتوقيت صدوره وفوائده"، وقال محمد عبد الحميد في لهجة حاسمة: "القرار صدر لمحو كل آثار ثورة يناير المجيدة"، وأيده أحمد عاصم الذي قال: "إلغاؤه كان إنجاز الثورة الوحيد، فلازم يرجع تاني".

في المقابل، رحب بعض المصريين المقيمين في الخارج، بالقرار، وكتب عبد الحميد الهلالى: "التوقيت الصيفي يوفر الطاقة، نحن في المغرب نستعمله منذ سنوات، وثبتت فعاليته". وقال محمد البني: "هنا في الولايات المتحدة، التوقيت الشتوي خمسة أشهر، والصيفي سبعة أشهر، وهذا من الناحية العملية يوفر ساعة من الطاقة، لأن الناس يستيقظون وينامون مبكرا، خاصة أن المحلات والمطاعم تغلق في التاسعة مساء، وليس في منتصف الليل".