عندما "يُبيّض" المهاجر نفسه لدخول ملاهي الدنمارك

عندما "يُبيّض" المهاجر نفسه لدخول ملاهي الدنمارك

08 سبتمبر 2014
شبان في ملهى ليلي دنماركي (GETTY)
+ الخط -

قد تكون مولوداً من أبوين مهاجرين، أو أحدهما. قد تكون طفلا حين حضرت إلى هذه البلاد التي باتت بلادك.

لكنك في الدنمارك، قد تضطر إلى تغيير لون جلدك، وعينيك، وشعرك، من أجل السماح لك، بالدخول إلى ملهى ليلي. فالبلاد التي يتساوى فيها الجميع قانوناً، بغض النظر عن عرقهم ودينهم، تشبه في مكان ما، أميركا خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

هو واقع دنماركي لم يعالج منذ سنوات عدة، رغم القوانين. وفي حالات كثيرة نوقش الأمر علناً، لكن "بلا نتيجة مؤثرة" بحسب ما يؤكده شبان تحدثوا إلى "العربي الجديد".

يقول هؤلاء إنّ حراس الملاهي الليلية يمنعونهم من الدخول، بحجة "تسببهم بمشاكل". لكنّهم في المقابل، يسمحون لأصدقائهم "البيض" من مختلف الإثنيات، بالدخول.

ذلك الواقع دفع ثلاثة شبان دنماركيين من أصول مختلفة، إلى تجربة حظوظهم في الدخول إلى الملاهي، لكن بعد الخضوع لماكياج مكثف.

وجاء مشروع الشبان من خلال القناة الثالثة في التلفزيون الدنماركي "دي أر ٣"، بهدف التركيز على "التمييز بحق الشباب في الحياة الليلية للعاصمة".

والشبان الثلاثة هم الإريتري ماتيوس جيبر ميشيل (23 سنة)، والأفغاني تميم فازلي (25 سنة، والفلسطيني خليل بيومي (28 سنة).

يقول جيبر ميشيل، وهو طالب جامعي في روسكيلد، إنه لا يخرج ليلاً كما يفعل زملاؤه، بعد منعه عدة مرات. والأغرب، أنّ جيبر ميشيل، الذي يؤلف الموسيقى وينتجها، كان يقف أحياناً أمام ملاهٍ، تبث بأصواتها المرتفعة، موسيقاه بالذات، دون أن يسمح له بالدخول، بينما يدخل أصدقاؤه الدنماركيون.

البرنامج التلفزيوني، ساهم في تسليط الضوء أكثر على القضية. وقال شبان من أصول مهاجرة لـ"العربي الجديد": "نعم يتشاجر البعض في الملاهي، لكنّنا جميعاً نواجه تمييزاً غير معقول، في العاصمة والمدن الأخرى".

يقول أحد الشبان، طالباً عدم ذكر اسمه، إنّ التمييز لا يحصل على أساس ديني بل عرقي. ويضيف الشاب، وهو عربي غير مسلم، أنّ "اليمين المتطرف يعمل بمنهجية لدفع الشباب إلى إقامة مجتمعات هامشية، عبر ممارسة التمييز، ومنع تفاعل الشباب من الأصول المهاجرة، مع الدنماركيين. فيما لا تؤدي السلطات الأمنية دورها".

في المقابل، قال ناطق باسم شرطة كوبنهاجن لـ"العربي الجديد"، إنّ "كل القضايا التي تقدَّم شكوى فيها تتابَع، ونحن ننظر بجدية إلى الحالات التي يجري فيها التمييز على أساس اللون والعرق والدين، ونعاقب من يخرق القانون".