عطلات اللاعبين الصيفية...خطر يداهم الأندية!

عطلات اللاعبين الصيفية...خطر يداهم الأندية!

27 يوليو 2014
بين الوزن الزائد والحمية المفرطة يخسر اللاعبون مسيرتهم
+ الخط -

شهدت كرة القدم تاريخياً لاعبين صارعوا من أجل البقاء على المستطيل الأخضر، والسبب يعود إلى الزيادة في وزنهم، وأبرزهم كان الأرجنتيني مارادونا الذي وصل وزنه إلى 120 كلغ في العام 2005، في حين تحول رونالدو البرازيلي إلى "رونالدو البدين"، أما اليوم فهناك بعض اللاعبين الذي يواجهون خطر الوزن المفرط.

وأعاد نيوكاسل يونايتد قضية وزن اللاعبين الزائد إلى الواجهة مجدداً، وذلك بعد أن أشارت صحيفة "الدايلي تيليجراف" الإنجليزية بأن لاعب نيوكاسل يونايتد حاتم بن عرفة، يواجه خطر الطرد من الفريق بسبب الزيادة في وزنه بالنسبة للاعب كرة قدم، في وقت حاول بن عرفة إقناع مدربه أن زيادة وزنه هي مجرد عَضَل وليست بدانة، لكن حادثة بن عرفة تفتح المجال للسؤال حول هل يجب متابعة النظام الغذائي للاعبين خلال العطلة وهل يؤثر على أدائهم الفني؟

من المنظور الأخلاقي يمكن مناقشة هذه القضية بوجهتَي نظر، لكن من وجهة نظر العلوم الرياضية فإن بن عرفة، يرتكب نفس الخطأ الذي أنهى مسيرة اللاعب الإنجليزي السابق بول جاسكوين الذي انتهت مسيرته على أرض الملعب بسبب بدانته المفرطة.

بين نقص التغذية وسوء التغذية
في وقت يعتقد الجميع أن الزيادة في الوزن تعود إلى الأكل المفرط وإدخال الكثير من السعرات الحرارية إلى داخل الجسم، أثبتت الدراسات العلمية صحة ذلك، لكن بالنسبة لعالم كرة القدم فإن الأمور مختلفة، لأنه هناك فرقاً كبيرا بين المأكولات الغنية بالسعرات الحرارية والطعام الغني بالمواد المغذية.

وفي مثل بسيط جداً يحتوي لوح 500 جرام من الشوكولا على حوالي 2,730 سعرة حرارية أي أنه أكثر من المعدل الطبيعي اليومي (2,500 سعرة)، رغم أنه يُزود لاعب كرة القدم بالطاقة المطلوبة والمعادن والفيتامينات من أجل تقديم مستوى فني جيد، في حين أن 100 جرام من البروكلي يحتوي على حوالي 34 سعرة حرارية، وهو مغذٍّ جداً إذ يحتوي على فيتامينات مقوية التي تمنح اللاعب الحيوية والنشاط.

ولتسليط الضوء على خطورة هذا الموضوع، قال باحثون من معهد السمنة والصحة الغذائية في ولاية فلوريدا الأميركية، أن الوجبات الغذائية التي تحتوي على سعرات حرارية عالية يمكن أن تؤدي إلى نقص في المكملات الغذائية، أو أن يتحول الوضع إلى شكل جديد من أشكال سوء التغذية، لذلك فإن بن عرفة قد يبدأ الموسم الجديد بوزن زائد وفي نفس الوقت يعاني من نقص في التغذية.

التغذية السيئة
في وقت كان شرب الكحول العائق الأساسي أمام التغذية السليمة للإنجليزي بول جاسكوين، كان الإيطالي دينو زوف يتناول المثلجات على وجبة الإفطار، وفي الحالتين هناك مشكلة في عملية التغذية السليمة، هذا لأن المثلجات ليست مصدراً مغذياً للجسم، في حين أنه استناداً إلى دراسات جامعة جوتنبيرج السويدية، تظهر أن المثلجات تقوي الحديد الموجود في الجسم.

والأمر المهم أن الحديد هو عنصر ضروري في جسم لاعب كرة القدم والرياضي بشكل عام، لأنه يسهل عملية انتقال الأوكسجين في أنحاء الجسم، وأي نقص في الحديد يعني انخفاضاً حاداً في الأوكسجين، الأمر الذي يفسر عملية استمرار اللاعب بالجري لمدة 90 دقيقة على أرض الملعب، وفقدان الحديد يؤثر سلباً على اللياقة البدنية.

فقدان الدهون
عندما يعود اللاعبون من العطلة السنوية بعد الموسم الكروي الطويل، هناك عمل مطلوب من الإخصائيين وأطباء الفريق من أجل تحليل جهوزية اللاعب البدنية والصحية، والكشف عن كل ما يحتاجه اللاعب من مكملات غذائية، أو نظام غذائي محدد لكي يصل إلى أعلى درجات من الجهوزية الفنية.

لكن الأمور بدت مختلفة في قصة بن عرفة، إذ أن نظامه الغذائي لم يكن سوياً خلال العطلة وهذا ما كلفه زيادة في الوزن، لكن الدراسات تُظهر أيضاً أنه ليس من السهل خفض عدد من السعرات الحرارية في غذائه من أجل خفض وزنه، لأنه سيؤثر سلباً على الفيتامينات المقوية الموجودة في جسمه، وطبعاً الأمر سيُترجم بأداء فني سيء على أرض الملعب.

في النهاية، استناداً إلى الدراسات العلمية، يبدو أن النظام الغذائي غير السوي خلال عطلة التوقف عن ممارسة كرة القدم، يؤثر سلباً على أداء اللاعب بعد العودة حتى لو كان يسير في نظام غذائي مبني على حمية، وهذا الأمر يجب أن تأخذه الأندية بعين الاعتبار من أجل متابعة النظام الغذائي للاعبين، خصوصاً خلال العطل السنوية.

المساهمون