طوكيو تقر عقوبات متواضعة على روسيا والأسواق تتعافى
قال يوشيهيدي سوجا، كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية، اليوم الثلاثاء، إن اليابان ستجمد المحادثات مع روسيا بشأن اتفاقية للاستثمار وتخفيف شروط تأشيرات السفر في إطار عقوبات على موسكو، بعد ان اعترفت بمنطقة القرم الأوكرانية كدولة ذات سيادة.
وأضاف سوجا، في مؤتمر صحافي، أن الحكومة اليابانية لا تعترف بالاستفتاء الذي أجري في القرم باعتباره غير قانوني، وخرقاً لدستور أوكرانيا.
وطلب برلمان القرم رسميا، أمس الاثنين، من موسكو الاعتراف بجمهورية القرم ككيان جديد له وضع الجمهورية ضمن روسيا الاتحادية، كما طالب الأمم المتحدة بالاعتراف به كدولة ذات سيادة.
وفي سياق العقوبات الدولية المتوقع إجراؤها ضد روسيا، لموقفها الداعم لانفصال القرم عن أوكرانيا، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس، إن الاتحاد الأوروبي بدأ مناقشة ضرورة خفض الاعتماد على موارد الطاقة الروسية.
وثارت موجة من القلق في أسواق الطاقة العالمية على خلفية تفاقم الأزمة الأوكرانية، واشتعال الخلاف بين روسيا والغرب حول شبه جزيرة القرم، بشأن مخاوف من قطع إمدادات الغاز.
فمع اشتعال الصراع بين أوكرانيا وروسيا، سيطرت قوات وزارة الداخلية الأوكرانية بشكل كامل على شبكة نقل وتوزيع الغاز، ووضعتها تحت حراسة خاصة.
ونقلت وسائل إعلام أوكرانية تهديدات جماعة يمينية بالرد على أي غزو روسي بمهاجمة خطوط الأنابيب، التي تنقل صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا الغربية عبر أوكرانيا، وهو ما عزز مخاوف عالمية من التأثيرات السلبية المتصاعدة على إمدادات الغاز.
وكانت المجموعة الروسية العملاقة الناشطة في مجال الغاز، "غازبروم"، قد هددت في بداية شهر مارس/ آذار الجاري، بوقف صادراتها من الغاز إلى أوكرانيا بسبب متأخرات بقيمة 1.89 مليار دولار على أوكرانيا، مما دفع الأوروبيين الى البحث عن بدائل لمواجهة هذه التهديدات.
وعقد البرلمان الأوروبي اجتماعاً يوم 9 مارس/ آذار الجاري، تناول فيه إمكانية استخدام الممر التركي بديلاً لأوكرانيا، ويشمل الممر خطين لنقل الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى أوروبا وهما، TANAP، وTAP كما درس البرلمان إمكانية تدعيم خطوط أنابيب الغاز القادم من أذربيجان بكميات من الغاز العراقي والإسرائيلي لتلبية احتياجات الدول الأوروبية.
وأضاف وزير الخارجية البريطاني لتلفزيون سكاي نيوز عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسل: "بدأنا اليوم بحث الأجل الطويل. ضرورة خفض الاعتماد الأوروبي على الطاقة الروسية على مدى سنوات طويلة قادمة."
وقال إن نطاق العقوبات المستقبلية سيتوقف على رد روسيا على طلب منطقة شبه جزيرة القرم الأوكرانية الانضمام إلى روسيا.
وسيوجه الرئيس فلاديمير بوتين كلمة، اليوم، في جلسة خاصة مشتركة للبرلمان الروسي بمجلسيه قد تتخذ قرارا بضم المنطقة التي يشكل المنحدرون من أصول روسية غالبية سكانها.
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على مسؤولين روس بعد تصويت القرم، يوم الأحد، لصالح الانضمام إلى روسيا، لكن العقوبات استهدفت أفرادا ولا تؤثر على التجارة بوجه عام وبالتالي لا تؤثر على إمدادات الخام من روسيا.
وأنعشت العقوبات، التي لا تزال متواضعة إلى الآن كونها لن تؤثر على التجارة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، أسواق المال العالمية بداية تعاملات اليوم الثلاثاء.
وقفزت الأسهم اليابانية في بداية جلسة التداول مع تفاؤل المستثمرين بصعود أسواق الأسهم العالمية وسط انحسار المخاوف بشأن الأزمة الأوكرانية.
وبدأ مؤشر نيكي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى جلسة التداول في بورصة طوكيو مرتفعا 1.50% إلى 14491.41 نقطة بعد ان أنهى الجلسة السابقة عند أدنى مستوى اغلاق في ستة أسابيع.
وصعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.62% الى 1173.66 نقطة.
وتراجع الذهب من أعلى مستوياته في ستة أشهر أثناء التعاملات الآسيوية، اليوم، بعد أن قوضت مكاسب الأسهم العالمية جاذبيته كأداة استثمارية بديلة، رغم ان التوترات بشأن شبه جزيرة القرم ما زالت تعطي بعض الدعم للمعدن النفيس.
وانخفض سعر الذهب للبيع الفوري الى 1360.70 دولار للأوقية (الاونصة) بحلول الساعة 05:20 بتوقيت غرينتش بعد أن كان قد قفز يوم الاثنين الى 1391.76 دولار وهو أعلى مستوى له منذ التاسع من سبتمبر/ ايلول قبل ان يبدأ بالتراجع بفعل مبيعات لجني الارباح.
وقال محللون إن صعود الذهب مؤخرا الى أعلى مستوى له في ستة أشهر ربما يثير قفزة أخرى تصعد به إلى المستويات المرتفعة التي سجلها في النصف الثاني من 2013، لكن ذلك قد يعقبه هبوط حاد للأسعار يدفعها إلى العودة الى أدنى مستوياتها في ثلاثة أعوام والتي هوت إليها العام الماضي.
