طالبان تبدأ "هجوم الربيع" ضد القوات الأفغانية والأطلسية

طالبان تبدأ "هجوم الربيع" ضد القوات الأفغانية والأطلسية

12 مايو 2014
هجوم الربيع يحمل اسم "خيبر" (مسعود حسيني/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

بدأت حركة "طالبان" أفغانستان، اليوم الإثنين، "هجوم الربيع" الذي سمّته "خيبر"، ضدّ القوات الدولية الأفغانية، عبر شنّ أكثر من أربعين هجوماً، فيما تواصلت الاشتباكات في عدد من الأقاليم الأفغانية بين الطرفين.

وفي مدينة جلال آباد، شرق أفغانستان، هاجم مسلحو "طالبان" مبنى وزارة العدل، وتحصّنوا داخلها، فيما طوقت قوات الأمن المبنى المستهدف، واشتبكت مع المسلحين. وقال مسؤول حكومي، فضل عدم الكشف عن هويته، لـ "العربي الجديد"، إن "عدد الهجمات ثلاث"، وإن المسلحين "يخوضون مواجهات شرسة مع قوات الأمن التي طوقت المبنى".

وذكر عبيد الله، أحد القاطنين بجوار المبنى المستهدف لـ "العربي الجديد"، أنه سمع "تبادل إطلاق نار بين الطرفين، وإن قوات الأمن أغلقت الطرقات المؤدية إلى موقع الحادث، كما نُقل عدد من القتلى والجرحى إلى المستشفيات".

وقال المتحدث باسم حركة "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، في بيان، إن "الهجوم يأتي ضمن سلسلة هجمات الربيع التي أطلقتها الحركة ضد القوات الدولية والقوات الأفغانية الخميس الماضي"، مشيراً الى أن الهجوم "خلف أضراراً كبيرة ".

وفي إقليم أورزجان، جنوبي أفغانستان، هاجم مسلحو "طالبان" مركزاً للشرطة في منطقة قوشتيبي. وبحسب تصريحات المتحدث باسم مسؤول أمن الإقليم، عبد المنان، فإن المسلحين هاجموا مركزاً رئيساً للشرطة في المنطقة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من رجال الأمن، موضحاً أن "الهجوم المضاد الذي شنّته قوات الأمن ألحق أضراراً بالمهاجمين".

في غضون ذلك، قتل وأُصيب ثمانية عشر شخصاً، بينهم عناصر لحركة "طالبان" ومن قوات الأمن، في مواجهات مسلحة بين الطرفين في مناطق مختلفة من إقليم غزنه. وأشارت مصادر أمنية إلى مقتل سبعة من المسلحين، واثنين من عناصر الشرطة، فضلاً عن إصابة عدد من المدنيين.

وكان هجوم صاروخي قد استهدف فجر اليوم قاعدة باغرام الجوية، ومطار كابل. وأكدت قوات إيساف في بيان لها أن "الهجوم الصاروخي على قاعدة باغرام، ألحق أضراراً ببعض المباني والمدرعات"، فيما نفت الداخلية الأفغانية أن يكون الهجوم قد خلف أي نوع من الأضرار البشرية أو المادية.

وتبنت حركة "طالبان" الهجوم، وقال ذبيح الله مجاهد إن "مسلحي الإمارة الإسلامية أطلقوا تسعة صواريخ على قاعدة باغرام، وصاروخين على مطار كابل، وإن الهجوم خلف أضراراً بشرية ومادية في صفوف تلك القوات ". وأضاف أن "هجمات شرسة للحركة استهدفت القوات الدولية والقوات الأفغانية في منطقة جبل سراج القريبة من قاعدة باغرام". غير أن القوات الدولية والداخلية الأفغانية نفت ادعاءات "طالبان".

في هذه الأثناء، كثفت القوات الدولية والأفغانية من عملياتها ضدّ "طالبان"، وأعلنت عن مقتل نحو أربعين مسلحاً من "طالبان". كما أكدت الداخلية الأفغانية تنفيذ عمليات مشتركة مع القوات الدولية في أقاليم مختلفة من البلاد، ونقل تعزيزات وأسلحة ثقيلة إلى بعض المناطق الحساسة كإقليم كنر، شرق أفغانستان.

من جهة ثانية، تعرضت سيارة نائب وزير الإعلام الأفغاني صديق خليلي لاعتداء وسط العاصمة الأفغانية كابل، وقال مسؤول أمن العاصمة الأفغانية، الجنرال ظاهر، إن "لغماً أرضياً انفجر في سيارة صديقي، وهي في طريقها إلى منطقة ستالف، وسط العاصمة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من حراس نائب وزير الإعلام، لكنه لم يصب بأي أذى".

ويتزامن "هجوم الربيع"، الذي أطلق عليه اسم "خيبر" مع الدورة الثانية من الانتخابات الشهر المقبل، لاختيار خلف للرئيس حميد قرضاي، الذي حكم البلاد منذ سقوط نظام "طالبان" في 2001.

ومن المقرر أن ينسحب حوالى 51 ألف عنصر من القوة الدولية لا يزالون في أفغانستان، بحلول ديسمبر/كانون أول المقبل، مع انتهاء مهمتها القتالية التي كانت طويلة ومكلفة في هذا البلد. وتعتزم القوات الأميركية إبقاء آلاف الجنود في أفغانستان بعد الانسحاب لتدريب الجيش الأفغاني، وشن عمليات لـ"مكافحة الإرهاب"، لكن ذلك يبقى رهناً بتوقيع اتفاقية أمنية ثنائية بين البلدين.

دلالات