شبح فرقة "كوين": هل يعوّض لامبرت غياب ميركوري؟

شبح فرقة "كوين": هل يعوّض لامبرت غياب ميركوري؟

11 اغسطس 2019
يبذل لامبرت جهداً مضاعفاً ليثبت نفسه مكان ميركوري (Getty)
+ الخط -
على الرغم من مضي 28 عاماً على رحيل أسطورة الروك فريدي ميركوري، إلا أن فرقة "كوين"، التي شارك بتأسيسها في عام 1970، وكان له الفضل الأكبر بشهرتها العالمية، لم تتوقف حتى يومنا هذا، ولا تزال مستمرة بإقامة الحفلات والجولات الفنية حول العالم، رغم أن آخر ألبوم أصدرته كان ألبوم "Made in Heaven"، سنة 1995، بالاعتماد على الإرث الذي خلفه ميركوري، ومن خلال استمرار شريكي ميركوري بتأسيس الفرقة، براين ماي وروجر تايلور. 

في الذكرى العشرين لرحيل ميركوري (1946 - 1991)، أحيت "كوين" حفلاً مع مغنٍّ جديد، هو آدم لامبرت، الذي اكتسب شهرته من خلال المشاركة في الموسم الثامن من برنامج "آميركان آيدول"، الذي حل فيه وصيفاً، وبعد ذلك بات لامبرت ملازماً لـ"كوين" في جميع جولاتها الفنية، التي يبلغ عددها خمس، آخرها جولة "The Rhapsody Tour"، التي بدأت في شهر إبريل/ نيسان الماضي، وستستمر حتى شهر فبراير/ شباط 2020.

استطاع آدم لامبرت أن يعوض - إلى حدٍ ما - النقص الذي خلفه ميركوري وراءه في العروض الحية على خشبة المسرح؛ فمنذ أن رحل ميركوري تناوب العديد من مغني الروك في العروض الحية للفرقة، ليشغلوا مكان "الفوكال". البعض منهم يتمتع بمكانة عريقة في عالم الموسيقى، مثل إلتون جون، الذي كان أول من يغني "The show must go on" في عرض حي، وبول رودجر الذي بقي لوقت طويل مع "كوين" في بداية الألفية، بالإضافة إلى آخرين ازدادت شهرتهم من خلال المشاركة بعروض "كوين" الحية. في جميع تلك الجولات، كان يبدو واضحاً أن عروض الفرقة تفتقد بشكل واضح لأسلوب ميركوري الاستعراضي الذي كان ينبض بالحياة على الخشبة؛ وهنا تبدو أهمية لامبرت، كونه استطاع أن يعيد تلك الأجواء الاستعراضية لـ"كوين" إلى حدٍ ما، ولكن ذلك كان على حساب الأداء الصوتي، فصوت لامبرت الناعم بدا أنه لا يلائم أغاني "كوين"، ولا يرتقي أبداً لمستوى صوت فريدي ميركوري، أو حتى إلتون جون وبول رودجر.

نعم، ليس من السهل أن يأتي مغنٍّ ليحل مكان الأيقونة فريدي ميركوري، فهذا الأخير كان متميزاً بخامته الصوتية الفريدة وإحساسه العالي، بالإضافة إلى تنامي شعبيته بعد رحيله؛ هذه الأمور ستصعّب المهمة أمام أي مغنٍّ سيقف مكانه ويغني مع الفرقة، التي لم تعد في الوقت الحالي سوى شبح لفرقة "كوين" التي حملت لواء التجديد والإمتاع في أيام ميركوري.

إلا أن الخيارات التي اتجهت إليها الفرقة في التسعينيات والعقد الأول من الألفية الجديدة تبدو أكثر اتزانا من خيارها الأخير المتعلق بـ آدم لامبرت؛ ففرقة "كوين" بعدما حصلت على طابعها الأيقوني، لا تحتاج لمؤدٍّ استعراضي كـ لامبرت، إذ إنها لم تعد قادرة على الإبهار في زمن تخطاها، واحتلت فيه الموسيقى الإلكترونية المكانة التي كانت تتمتع بها موسيقى الروك في الثمانينيات؛ لذلك فإن الأداء الجيد غير الاستعراضي الذي كان يقدمه رودجر، أو الذي قدمه جون في العرض الأول بعد رحيل ميركوري، يبدو أكثر ملاءمة لمكانة الفرقة في الوقت الحالي، ولا سيما أن جمهور حفلات "كوين" اليوم يتفاعل مع فيديوهات وصوت فريدي ميركوري أكثر مما يتفاعل مع أداء لامبرت، الذي يبذل جهداً مضاعفاً ليثبت نفسه في مكان هو غير جدير به.




دلالات

المساهمون