شبح "داعش" على الحدود السورية العراقية يزيد متاعب المالكي

شبح "داعش" على الحدود السورية العراقية يزيد متاعب المالكي

11 ابريل 2014
كتائب من المعارضة في دير الزور (فرانس برس،Getty)
+ الخط -
شهدت الحدود العراقية السورية، اليوم الجمعة، إعادة انتشار واسعة لقطعات من الجيش العراقي، التي عقدت اجتماعاً موسعاً مع ثلاثين قبيلة تقطن على الشريط الحدودي بين البلدين، في محاولة لكسب ودها بعدما لاحت أعلام تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" على مخافر حدودية سابقة للجيش السوري، لا تفصلها عن نظيرتها العراقية سوى 500 متر.

وعلى الرغم من نفي المعارضة السوريّة لسيطرة "داعش" على مدينة البوكمال الحدودية، وإعلانها عن طرد قوّات التنظيم من المنطقة، إلاّ أن "داعش" سيشكل تحديّاً وتهديداً أمنياً حقيقياً للحكومة العراقية في حال سيطر التنظيم على الحدود السورية بالكامل، نظراً لانتشار قوّاته الكثيف في منطقة الجزيرة السوريّة المتاخمة للحدود مع العراق.

ويقول القائد في قوات حرس الحدود العراقي المسؤولة عن تأمين الحدود مع سوريا، العقيد الركن فلاح جاسم الدليمي، إن "قوات الجيش وحرس الحدود التابعة لوزارة الداخلية دخلت حالة استنفار قصوى لمواجهة ساحة مفتوحة على كل التوقعات على تلك الحدود".

وتوقع الدليمي، في حديثه لـ "العربي الجديد"، تزايد حالات اختراق الحدود بين البلدين، "كما نتوقع هجمات على قواتنا قادمة من سوريا، بالتزامن مع الهجمات التي نتعرض لها من داخل العراق، بشكل قد يؤدي لانهيار قواتنا على الأرض". ووصف الوضع بـ "الصعب والخطير".


الأرض الموعودة
ويمكن اعتبار البوكمال "الأرض الموعودة" للتنظيم، الذي تتحدث قياداته عن أن نواتها ستكون الأنبار والبوكمال، مروراً بصحراء الحضر إلى محافظة نينوى الحدودية مع سوريا من جهة محافظة دير الزور، لتتمدد بنفوذها الى باقي مدن العراق والشام.

ويقول الخبير بشؤون تنظيم "القاعدة" في العراق، فؤاد علي، لـ"العربي الجديد"، إن محاولة "داعش" السيطرة على البوكمال، يمهد لتنفيذ مشروع الدولة الإسلامية، الذي أعلن عنه زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، مستفيداً من ضعف القوات العراقية، وانهيار نظيرتها السورية.

كما يرى علي أن الموقع الجغرافي للمدينة البعيد عن مركز الصراع السوري، وعدم اهتمام "الجيش الحر" أو "جبهة النصرة" بها كمدينة استراتيجية، سيجعلها مريحة جداً لتنظيم "داعش". إلا أنّ الوقائع الميدانية التي تفيد بتمكن "النصرة" و"الحر"، من هزيمة التنظيم في البوكمال حتى الآن، بحسب "المرصد السوري لحقوق الانسان"، تعاكس رأي علي.
من جهة ثانية، يرى علي أنّ "الحدود بين العراق وسوريا مفتوحة إلى حدّ يجعل الأنبار والبوكمال قطعة أرض واحدة، تنتقل فيها الأسلحة والمسلحون بسهولة كبيرة.

كلام يجعل، من وجهة نظره، مهمة الحكومة العراقية في حرب الأنبار "شبه مستحيلة"، مبيناً أنه يمكن "اعتبار الأنبار ضمن الطبخة السورية، وأنها باتت محافظة إقليمية وليست محلية عراقية، وهي اليوم مفتوحة على الأردن وسوريا والسعودية".

وتشترك مدينتا البوكمال السورية والأنبار العراقية بروابط وعلاقات تاريخية، اذ تقطن عشائر العكيدات والجبور وشمر وعنزة والقيسين والبكارة في المحافظتين. وبينهم صلات رحم وقرابة ومصاهرة، لم يتمكن نظام الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، خلال حقبة الثمانينيات، من قطعها.

إلى ذلك، كشف مسؤول عسكري بارز في وزارة الدفاع العراقية، لـ "العربي الجديد"، عن وجود خطة لتحريك القطعات العسكرية العراقية، الموجودة حالياً على الحدود مع الكويت والسعودية وإيران، باتجاه الحدود السورية.
وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن نحو 100 ألف عنصر سيصلون، خلال أسبوع، إلى الأنبار، بهدف المرابطة على الحدود، لكن هذا العدد لن يكون كافياً لضبطها، بشكل يمنع خطر تطلعات "داعش" بتشكيل نواة دويلة تابعة لها، تقام على أراضي البو كمال والأنبار.
ويقدر المسؤول عدد عناصر "داعش" في كلا المحافظتين السورية والعراقية بنحو 20 ألف مقاتل غالبيتهم مستعدون لتنفيذ عمليات "انتحارية"، مرجحاً توجيه العراق نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي لمساعدته، حتى لو تطلب الأمر دخول قوات أممية أو أميركية في حال وجد نفسه بموقف ضعيف.
إلا أن قيادياً بارزاً، في مجلس عشائر الأنبار العسكري، ينفي وجود أي مخطط من هذا القبيل، مؤكداً أن ثورتهم المسلحة أقرب إلى تجربة "الجيش الحر" من "داعش".
ويقول الشيخ أحمد متعب الجميلي، لـ"العربي الجديد"، إنه في حال "سيطر داعش على البوكمال لن يكون لنا علاقة بذلك، فنحن هنا نقاتل لهدف مختلف وبأسلوب مختلف. لدينا مطالب سابقة أضفنا عليها اقتلاع نظام المالكي من جذوره، مقابل إلقاء السلاح والركون للتفاوض".
وأوضح القيادي العشائري أن "داعش موجود في بغداد وأغلب مدن العراق وليس الأنبار وحدها".
وسواء كانت محاولة "داعش" السيطرة على مدينة البوكمال السورية، خطوة مدروسة ومعدة مسبقاً، لتوسع الدولة الإسلامية، أو أنها غير ذلك، يبقى التهديد مستمراً على المالكي، الذي وجد خصومه في الموضوع فرصة جديدة لتأكيد فشله السياسي والأمني.