شباب من 6 دول عربية يفوزون بمسابقة "منتدى الجزيرة"

28 مايو 2014
من جمهور منتدى الجزيرة (العربي الجديد)
+ الخط -

أتاح منتدى الجزيرة الثامن، والذي اختتم اليوم الأربعاء، للمرة الأولى، الفرصة لعدد من الشباب للمشاركة، وتقديم مبادرات خاصة بهم، وعرض أفكارهم ورؤاهم بشأن سبل التغيير والإصلاح في المنطقة العربية.

ونظم مركز الجزيرة للدراسات مسابقةً لأفضل المبادرات الشبابية، شارك فيها 828 شاباً من 71 دولة، واختارت لجنة التحكيم مبادرتين، جمعتا مشاركين من ست دول عربية، المغرب وتونس ومصر والأردن وموريتانيا والجزائر، جرى تقديمها في جلسات موازية للمنتدى.

وفازت مبادرة "موقع الشباب ضمن حركة التغيير في البلدان العربية" بالمرتبة الأولى في المسابقة، وقال الشاب المغربي من مجموعته، محمد علي الريحاني، إن المبادرة تتناول خطراً على الدول العربية، بدأت تظهر تجلياته مع اقتتالٍ في بعض الدول، "تغذيه القبلية ونزاعات الهوية".

وأضاف "الخطير أن هذه النزاعات بدأت تتحكم في الاختيارات السياسية بمعيار الانتماء، وليس الكفاءة". وجاءت ثانياً مبادرة "اتجاه الحركة الشبابية التغييرية بعد ثلاث سنوات من انطلاق الربيع العربي".

وجرى اختيار عشرين من أصحاب مبادرة شبابية متميزة، لم يحالفها الحظ بالفوز، للمشاركة في أعمال المنتدى.

وشهد منتدى الجزيرة ندوة نقاش غير رسمية، شارك فيها شبّان عرب وأجانب، بعنوان "منبر الشباب.. أفكار للتغيير"، أجمعوا على أن التغيير لا يكون حتماً بالاهتمام فقط بالقضايا السياسية، أو لعب دور الضحية، والاكتفاء بالشكوى، بقدر ما يتطلب من الشباب العمل على تطوير أنفسهم، والإصرار على المشاركة في صناعة القرار، من خلال منظمات المجتمع المدني، ومواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يتسنى لهم استلام السلطة مستقبلاً.

ولفتت الباحثة من الأرجنتين، ماريلا كوادرو، إلى أن الثورات العربية فاجأت الحكومات في أميركا الجنوبية، وعلى الرغم من أيديولوجياتها التي تتبنى الدفاع عن الحقوق الاجتماعية، فقد رفضت تلك الحكومات السياسات الغربية للتدخل في الدول العربية، وقالت إن الشباب في دول أميركا الجنوبية تعدوا مرحلة الثورة، وموقفهم يرتكز على مواجهة السياسات الإمبريالية.

وتحدث المحاضر في جامعة "الجيل الجديد" في الصومال، يوسف عبد الرحمن، عن الوضع في بلاده، وقال إن الأوضاع مختلفة بين الصوماليين الشمالي والإفريقي الذي يعاني الفقر والمجاعة ومشكلات أخرى.

وأفاد أن المجتمع الصومالي يتابع من "الجزيرة" و"بي بي سي" الأحداث العربية، وخصوصاً التطورات في مصر، مضيفاً أن المناطق المستقرة في بلاده يعاني شبابها من مشكلات الهجرة إلى الخليج وأوروبا، بحثاً عن حياة أفضل، ومشكلة استعمال "القات"، وهناك محاولات لتغيير الوضعية الحالية بالتوعية الشاملة في المدن والقرى.

وقال الطالب عبد القادر كسكين من تركيا، إن معظم الشباب في بلاده لا يريدون التدخل في الأوضاع في الدول العربية، لكن المظاهرات في تركيا بدأت مع اندلاع الثورات العربية، بجمع توقيعات وحملات ووقفات أمام السفارات العربية ليتظاهروا، وإبراز دعمهم الشعب العربي في ثورته ضد الأنظمة، ناهيك عن الشباب السوريين وغيرهم، المقيمين في تركيا لدعم بلدانهم.

وقال جمال المليكي من اليمن إن الشباب العربي استعاد ثقته بإمكانية تغيير الأوضاع، وتبعتها انتكاسة في دول الربيع العربي، لا سيما ما حدث في مصر.

وأشار إلى غياب نموذج التغيير في الدول العربية، مع اندفاع لدى الشباب للقفز فوق المراحل، ما شجع الأنظمة الحاكمة للانقلاب على التغيير، والعودة إلى الحكم مجدداً، كما جرى في مصر.

ورأت ريادة آكيول من البوسنة أن على الشباب التخلص من لعب دور "الضحية" الشائع في الدول العربية وتركيا والبلقان، وعليهم أن يتحدوا ويتحلوا بالطموح، وإذا كانوا يفتقرون للتجربة، فيجب إشراكهم في صناعة القرار، عبر منظمات المجتمع المدني، ولاحقاً يمكن ترشيحهم لمناصب المسؤولية السياسية.

وتحدث عمار محمد من قطر عن إمكانية التغيير من خلال الإعلام الاجتماعي، وقال إن هناك 1600 موقع تواصل اجتماعي على شبكة الإنترنيت، و28 مليون في المنطقة العربية يفتحون موقع "فيسبوك" يومياً، 15 مليون منهم عبر الهواتف الجوالة، والسعودية تتصدر استعمال "تويتر" عالمياً، بينما 2 من كل 5 مستخدمين موقع "لينكدن" من أصحاب المناصب الإدارية. وأعلى 10 دول في استخدام "الإنترنت" كلها أوروبية، باستثناء قطر والبحرين، وهناك 354 مليون مشترك في الهاتف الجوال في الشرق الأوسط، وتعتبر اللغة العربية في المرتبة الثامنة، من حيث استخدام اللغات على شبكة الإنترنت.

ولفت عمار إلى أن الإعلام الاجتماعي لعب دوراً في بداية الثورات العربية بفضل الإعلام الاجتماعي، ولكن، هناك تسطيح في استخدام الشباب العربي الإعلام الاجتماعي، ويرتكز فقط في التغيير السياسي، بدل الحديث عن التغيير الإيجابي، والتأثير إيجاباً، وفرض الحوار من خلال الإعلام الاجتماعي.

المساهمون