سيناء أسيرة القبضة الأمنية في ذكرى تحريرها

سيناء أسيرة القبضة الأمنية في ذكرى تحريرها

24 ابريل 2014
شارك حنتوش في 30 يونيو، ومع ذلك اعتقل(العربي الجديد)
+ الخط -

"اشتد الظلام، وارتفع ضجيج الصمت. ويلات الخوف من المجهول ملأت المكان. الألم يزاحم الأمل. ولكن هل ينتصر في النهاية الأمل على الألم؟"، كلمات كتبها أيمن، أحد أبناء مدينة سيناء المصرية، أمس الأربعاء، عشية الذكرى الثالثة والثلاثين لتحرير مدينته من الاحتلال الإسرائيلي.

كتب أيمن تلك الكلمات، وختمها بهاشتاج "سيناء خارج التغطية"، تعبيراً عن حزنه على اعتقال صديقه، حسن حنتوش، عضو حملة المرشح الرئاسي حمدين صباحي، الذي اعتقلته قوات الأمن في التاسع عشر من الشهر الجاري، في حملة أمنية بمنطقة الشيخ زويد.

تحل اليوم الخميس، ذكرى التحرير، في الوقت الذي يعتقل فيه أبناء سيناء من دون سبب وجيه؛ اعتقال لم يسلم منه حتى من تقدّم تظاهرات الثلاثين من يونيو/ حزيران العام الماضي.

لقد اعتقل حنتوش، الذي كان مؤيداً لإسقاط نظام محمد مرسي، رغم أنه كتب على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عقب انقلاب الثالث من يوليو/ تموز أنّ: "ما يحدث في سيناء يستحق أنّ تفوّض من أجله العفاريت، وليس الجيش. نحن في وضعٍ يجعلنا نقبل ما كنا نرفضه، وما لم نكن نريده". موقف حنتوش المناهض لحكم "الإخوان" لم يحمه من الاعتقال التعسفي، بسبب دعمه لمنافس قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسيّة.

يصف الخبير السياسي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أحمد التهامي، في حديث لـ "العربي الجديد"، الوضع في سيناء بأنّه "مأساوي، لا يستدعي الاحتفال، بل التدبّر والمراجعة والتفكير لما آل إليه الوضع".

ويضيف أنّ "سيناء تم استعادتها شكلياً على الأقل منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ورغم ذلك ليس هناك تنمية أو تعمير، وما تزال سيناء منطقة فراغ استراتيجي وعسكري". ويتابع: "كان من المفترض أن تتم محاكمة نظام المخلوع حسني مبارك، بتهمة الخيانة لإهدار فرصة تنمية سيناء خلال الـ 30 عاماً الماضية، وهذا هو سبب الأزمة الحقيقية في سيناء".

ويلفت الخبير الاستراتيجي إلى إهدار فرص تنمية سيناء، وعدم إنشاء مشروعات كبيرة بها، ما جعلها منطقة صراع سياسي، وقلائل أمنية "ومكّن أجهزة المخابرات الدولية وبعض الجماعات مختلفة التوجه من ملأ الفراغ هناك".

ويتساءل عضو "جبهة الضمير"، السفير إبراهيم يسري: "كيف تحتفل سلطة الانقلاب بعيد تحرير سيناء، وهي تقوم بقصفها بطائرات الأباتشي، مثلما تفعل أميركا في باكستان بحجة وجود تكفيريين؟"، معتبراً أن أي "دعوة للاحتفال اليوم ما هي إلا محاولة لاكتساب شعبية زائفة من المواطنين البسطاء".

الانتهاكات الفاضحة التي يرتكبها الجيش المصري في شبه الجزيرة، تأتي في ظل إعلان الجيش عن سيطرته على ما يعتبره "إرهاباً" في الصحراء.

ونقلت وكالة أنباء "الشرق الأوسط" الرسمية عن قائد الجيش الثاني الميداني، اللواء أركان حرب محمد الشحات، قوله: إن "هناك استقراراً واضحاً في سيناء على الرغم من الأقاويل التي تتحدث بأنّه ما زالت هناك عناصر إرهابية وأنفاق موجودة في شمال سيناء". وأضاف الشحات أنّ الجيش دمر أكثر من 1500 نفق بين سيناء وقطاع غزة في محاولة لوقف تهريب الأسلحة.