سوريا: معارك للسيطرة على الاتوستراد الدولي وجدلٌ حول الكيماوي

سوريا: معارك للسيطرة على الاتوستراد الدولي وجدلٌ حول الكيماوي

06 مارس 2014
اشتباكات عنيفة على طول الاتوستراد الدولي بين حمص وحلب
+ الخط -
تشتد المعارك بين قوات النظام السوري وكتائب المعارضة في محاولة الطرفين السيطرة على "نصف" خط الاتوستراد الدولي الذي يربط حمص بحلب، فيما انفجرت، صباح اليوم الخميس، سيارة مفخخة على مدخل مدينة حماه الجنوبي.

وأكّدت وكالة "سانا" الرسميّة نبأ حدوث الانفجار، واصفة إياه بـ"الإرهابي". ووقع الانفجار بالقرب من مؤسسة الدواجن على أطراف مدينة حماه. ويرجّح أن يكون المبنى المستهدف مركزاً لقوّات النظام السوري.

وأسفر الانفجار عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من عشرين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. 

وفي محافظة الرقة (شمال)، أفاد المرصد السوري عن تفجيرين انتحاريين "داخل الفرقة 17".

وأوضح أن مقاتلين من "الدولة الاسلامية في العراق والشام" فجّرا نفسيهما في مقر الفرقة، وتلا ذلك اشتباكات عنيفة بين عناصر من "داعش" والقوات النظامية السورية. وأشار الى سقوط عدد من القتلى في صفوف القوات النظامية نتيجة التفجيرين.

في غضون ذلك، قتل نحو خمسة عشر عنصراً من قوات النظام، ليل الأربعاء ـ الخميس، خلال معارك عنيفة، انتهت بسيطرة كتائب إسلامية على حاجز عسكري قرب مدينة خان شيخون شمال حماه.

وسيطرت كتائب تابعة لحركة "أحرار الشام الإسلامية"، على حاجز النمر. وأسفرت المواجهات عن تدمير ثلاثة مدافع فوزديكا لقوات النظام، كذلك أعطبت عربة "بي ام بي"، فيما استولت الكتائب على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة بعد سيطرتها على الحاجز.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن تمكّن مقاتلي المعارضة السورية من السيطرة على منطقة الاتوستراد الدولي حلب ـ دمشق، قرب مدينة خان شيخون، شمال محافظة حماه، بعد معارك عنيفة مع قوّات النظام.

وأضاف "المرصد": "تحاصر كتائب المعارضة، الآن، حاجز الخزانات الواقع في الجهة الشرقية للمدينة، والذي يعتبر النقطة الرئيسية لإيصال الإمدادات العسكرية لجميع الحواجز المحيطة بالمدينة، وتعزله عن باقي حواجز القوات النظامية في الجهة الغربية من الاتوستراد الدولي".
وأفادت معلومات "العربي الجديد" عن تعرض مدينة خان شيخون لقصف صاروخي من الطيران الحربي للجيش السوري إثر عملية كبيرة لقوّات المعارضة في المنطقة.
وتأتي عملية اليوم استكمالاً لمعارك السيطرة على حواجز النظام المتموضعة على الاتوستراد الدولي حلب ـ حمص.

وتتزامن الاشتباكات شمال حماه مع أخرى على الجبهة الجنوبيّة لحلب. ووفقاً لمعلومات "العربي الجديد" تمكنت كتائب المعارضة من إعطاب آلية وقتل عدد من عناصر القوّات النظاميّة هناك.

وفي حلب أيضاً، فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في محيط السجن المركزي المحاصر من "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام".
كما قتل شخصان جراء إصابتهما برصاص قناص عند معبر كراج الحجز. كذلك، استشهد رجل جراء قصف جوي على مناطق في حي السكري. أيضاً، شهدت حلب، صباح اليوم الخميس، سقوط برميلين متفجرين من الطيران المروحي، على حي مساكن هنانو.

في غضون ذلك، وجّهت وزارة الخارجية السورية رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن الدولي، تحتج فيهما على القصف الإسرائيلي للجولان المحتل، أمس الأربعاء.

وقالت الخارجية السورية إن "القوات الإسرائيلية أطلقت 4 صواريخ من تلة السطح والخوين في الجولان باتجاه مدرسة وجامع الحميدية. كما أطلقت صباح اليوم أربع قذائف دبابات باتجاه موقع الحرية وفتحت نيران الرشاشات المتوسطة باتجاه موقع الحميدية. الأمر الذي أدى إلى إصابة وجرح 7 من عناصر قوى الأمن الداخلي و4 مدنيين".

وطالب البيان مجلس الأمن بفرض تنفيذ قراراته ذات الصلة، ولا سيما قراراته الرقم 242 و338 و497 الرافضة الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري، والقاضية بانسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية المحتلة، بما فيها الجولان السوري المحتل إلى خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، في بيان الأربعاء، أن دبابة تابعة له أطلقت النار وأصابت مجموعة اشتبه في أنها تحاول زرع عبوة ناسفة قرب السياج الفاصل في الجولان.

سياسياً، اتهمت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامنثا باور النظام السوري بالمراوغة في تعامله مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ورفضه التفاوض بجدية بشأن تدمير منشآته التي تستخدم في إنتاج الغازات السامة.

جاء هذا الانتقاد الحاد للحكومة السورية بعدما قالت المنظمة في لاهاي إن سوريا شحنت نحو ثلث مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية ومنها غاز الخردل لتدميرها في الخارج.

وقالت السفيرة الأميركية، في صفحتها على موقع تويتر، "منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تحاول التوصل إلى اتفاق لتدمير منشآت إنتاج الأسلحة الكيماوية، وسوريا ترفض التفاوض بجدية وعلى وشك أن تفوّت موعداً نهائياً آخر".

ورأت باور أنه "يجب على سوريا أن تعجل بخطى تنفيذ العملية امتثالًا للمواعيد النهائية التي حددتها المنظمة، ولم يتم حتى الآن إزالة سوى 20 في المئة من الأسلحة الكيماوية ذات الأولوية الأولى". وأضافت "ينطوي التأخير على خطر".

المساهمون