روايتان للجريمة بمنزل نانسي عجرم... ومطالبة بتحقيق نزيه

روايتان للجريمة بمنزل نانسي عجرم... ومطالبة بتحقيق نزيه

بيروت

العربي الجديد

العربي الجديد
07 يناير 2020
+ الخط -
قبل ساعات قليلة، أمرت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، القاضية غادة عون، بإخلاء سبيل فادي الهاشم، زوج الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، ومنعه من السفر، عقب توقيفه في قضية قتل مقتحم لمسكنه، في منطقة السهيلة في محافظة جبل لبنان، في وقت متأخر من يوم الأحد الماضي.

ووسط التباسات كثيرة وتفاصيل متناقضة، يطالب الجمهور اليوم بفتح تحقيق نزيه في القضية التي احتلت عناوين الصحف، وجاءت في روايتين مختلفتين.


الرواية الأولى
بعد الحادثة مباشرة، تداولت وسائل الإعلام مقطع فيديو لبعض اللحظات التي سجلتها كاميرا المراقبة في فيلا نانسي، ويظهر فيها رجل يغطي وجهه يتجول في أنحاء الفيلا وكأنه يبحث عن شيء ما، قبل أن يفاجئه زوج نانسي، فادي الهاشم، الذي تبدو عليه علامات الخوف، فيحمل كرسيًا لحماية نفسه، في اللحظة التي يشهر فيها الملثم ما يبدو أنه مسدس. وفي لقطة أخرى تظهر مجموعة من حراس الفيلا، ما يدفع الملثم للهرب، فيتبعه الهاشم ويقتله.



 


ويعلق الهاشم على الفيديو راويًا تفاصيل ما جرى تلك الليلة بأنّ لصا اقتحم المنزل، وكان مسلحا بمسدس شهره بوجهه عندما اكتشف أمره، ثم طلب منه إعطاءه كل ما بحوزته من أموال، وقال له: "ما تجبرني إئذيك أستاذ فادي"، قبل تدخل الحراس.

وأضاف: "كنت أجلب المسدس عندما قال لي أحد الحراس إنه دخل غرفة البنات، فجننت وتبعته وأردت تقطيعه حتى لو كان سيطلق النار عليّ، وعندما شهر المسدس في وجهي أطلقت النار عليه"، وتداولت الصحف تلك الرواية كما نشر بعضها صورًا لجثته "شبه عارية" في وقت لاحق، كما نُشرت صور لعجرم وقد تعرضت لإصابة في ساقها.

بدورها، صرحت ماغالي فاضل، مديرة مكتب عجرم، في لقاء معها، بأنها كانت موجودة خلال التحقيق، وأوضحت أنّ الشاب كان موجودًا في نطاق الفيلا قبل بضع ساعات من اقتحامها في الساعة 2 ليلًا، وأنه دخلها من الشرفة متخطيًا الحراسة، وصعد إلى الطابق العلوي وهدد العائلة بالسلاح، الذي تبين لاحقًا أنه غير حقيقي، وأنه كان مصرًا على سرقة كامل الأموال والمجوهرات. وأضافت أنّ نانسي كانت في غرفتها لحظة حدوث "تبادل إطلاق النار" بينه وبين الهاشم، وأنها أصيبت بشظايا رصاص، كما نفت أن يكون الهاشم قد أردى الشاب بـ16 رصاصة، كما يشاع.



وكشفت بعض وسائل الإعلام أنّ الشاب الذي اقتحم منزل عجرم هو محمد حسن الموسى (31 عامًا)، النازح من منطقة كفرنبل في محافظة إدلب السورية منذ عام 2010، وركز بعضها على جنسيته من دون الإسهاب بذكر التفاصيل، محولا القضية إلى عنصرية وممعنا في إذلال الشاب الذي فارق الحياة، بنشر صوره بطريقة لا تتناسب مع حرمة الموت، وبالتشفي من السوريين بشكل عام.

وكان من بين من تعاملوا مع القضية بعنصرية واضحة الفنانة اللبنانية هيفا وهبي، التي غردت على "تويتر" قائلة: "ألف حمد لله على سلامتك حبيبتي، أنت وعيلتك وزوجك البطل، يحميكم الرب من كل شر، ويا ريت كل هالأشكال المجرمة يفلوا بقى من لبنان".

 
الرواية الثانية
بعيدًا عن وجود أي سبب يبرر اقتحام شخص لمنزل شخص آخر، إلا أنّ احترام المصداقية الإنسانية والإعلامية دفع بعض وسائل الإعلام لتقصي جانب آخر من القصة، من خلال لقاءات مع أسرة الموسى، ومن بينهم أمه، التي كشفت أنّ القتيل كان يعمل في الزراعة والصيانة لدى عائلة عجرم، وأنّه كان يطالب بمستحقات مالية لم تُدفع له.

وأجرى "أنا العربي" اتصالا مع والدة القتيل المكلومة، التي وصفت رواية الهاشم بالمفبركة، مؤكدة أنّ المسدس الذي كان بحوزة ابنها كان خلبيًا، كما نفت نفيًا قاطعًا أن يكون ابنها لصًا، وأشارت إلى أنه كان يعمل في فيلا الهاشم يومين في الأسبوع، وأنه ذهب في المرة الأخيرة ليطالب بمستحقاته التي كان يائسًا من تحصيلها، وقالت: "كيف يمكن للص أن يعرف مكان زر الضوء؟"، وأضافت: "قالت مديرة أعمال نانسي أنه كان ينتظر 3 ساعات في الخارج، لو أنه لص ألم يكن الحراس ليسألوه ماذا تفعل هنا؟".

وأشارت والدة القتيل إلى أنّ مقطع الفيديو تم التلاعب به وقصّه، مستدلة على ذلك بأنّ كاميرات المراقبة أظهرته داخل الفيلا بسترة لونها مختلف عن التي كان يرتديها في الصور بعد مقتله، وتساءلت عن سبب عدم وجود كاميرات مراقبة في غرفة الأطفال.


الجمهور يطالب بتحقيق نزيه
يلعب الإعلام دورًا هامًا في توجيه الرأي العام المجتمعي، من خلال التأثير على عواطف الناس، وإضفاء هالة من النزاهة والمصداقية على النجوم أو أصحاب النفوذ، ما قد يؤثر بدوره على مصداقية القضاء والشهود في الدول التي لا يتمتع فيها القضاء بسلطة مستقلة، إلا أن هذا التأثير يتضاءل مع الزمن مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة مقدرة الناس على استقصاء الحقائق بأنفسهم، وممارسة دور ضاغط، وبناء على ذلك طالب العديد من الناشطين بفتح تحقيق نزيه وشفاف ينصف كلا الضحيتين، ولا يتحيز لأي منهما، ويظهر الحقيقة الكاملة بغض النظر عن جنسية الشاب، أو سطوة الشهرة.
في وقت اعتبر آخرون أن دخول منزل خاص في الليل وترهيبه وترهيب عائلته، قد يدفع أي شخص إلى ردة فعل دفاعية تصل إلى حد إطلاق النار.








واتهم البعض القضاء اللبناني الذي أفرج عن الهاشم، بالانصياع لنفوذه ونفوذ زوجته، وباستضعاف القتيل بسبب جنسيته، بإغفال العديد من الحقائق وعدم الإجابة عن تساؤلات تطرحها تفاصيل مبهمة. وكتبت ليما على "فيسبوك": "يجب فتح تحقيق نزيه وجدّي ومحاكمة ومعاقبة المجرم، نانسي عجرم وزوجها قتلا الرجل ظلمًا، بتسموهن مجرمين أو مطربة ودكتور!".

وكتبت أم أنس: "قصة نانسي عجرم واللص، الواضح فيها فقط (القاتل: زوج نانسي، المقتول: السوري) والباقي! هنا أقول للسوريين الله معكم".

كما اتهم أحمد القاضية عون بالتحيز ضد اللاجئين السوريين، وقال: "احفظوا هذا الاسم جيدًا، القاضية (غادة عون) التي قررت اليوم إخلاء سبيل فادي الهاشم زوج نانسي عجرم، هي ذاتها القاضية التي أمرت بتسليم عدد من السوريين لنظام الأسد، من دون مراعاة الظروف الأمنية لكل فرد منهم".


وكتب علي الدندشي: "في لبنان اعمل مجانًا ولا تطالب بحقك، وإلا مصيرك سيكون مماثلًا لمصير العامل محمد الموسى الذي قتله زوج نانسي عجرم لأنه طالب بمستحقاته".

 

 

 

ذات صلة

الصورة
الأردن/تشييع عنصر بالأمن العام قتل برصاص طائش في عرسه (إكس)

مجتمع

خيّم الحزن على صفحات منصات التواصل الاجتماعي في الأردن خلال الساعات الماضية، بعد مقتل الشاب حمزة سطام الفناطسة، أمس الأربعاء، بعيار ناري طائش أصابه خلال حفلة زفافه بمحافظة معان التي تبعد 218 كيلومتراً جنوب العاصمة عمّان.
الصورة
اقتحام السفارة السويدية في بغداد (تويتر)

سياسة

ردد المتظاهرون شعارات تندد بالسويد وحكومتها، وتؤيد زعيم التيار مقتدى الصدر، وطالبوا الحكومة العراقية بطرد السفيرة السويدية من بغداد.
الصورة
فرحات ابو الشاردة المحفوظي (فيسبوك)

مجتمع

قطع مئات من أهالي محافظة مرسى مطروح المصرية الطريق الساحلي الدولي الرابط بين مدينتي السلوم وبورسعيد، الأربعاء، رداً على واقعة قتل الشاب الثلاثيني فرحات أبو الشاردة المحفوظي برصاص ضابط يعمل في قسم شرطة سيدي براني غربي المحافظة، فجر اليوم.
الصورة

سياسة

انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، بعد اقتحام استمر أكثر من ساعتين، تخللته اشتباكات مسلحة مع مقاومين تصدوا لقوات الاحتلال، التي حاصرت أحد المنازل في البلدة القديمة من نابلس، واعتقلت فلسطينيا كانت

المساهمون