حفتر يستعين بمرتزقة من موريتانيا والنيجر

03 مارس 2020
يتم تجنيد المرتزقة من المناطق الفقيرة(عبد الله دوما/فرانس برس)
+ الخط -
تتواصل تحركات قائد مليشيات شرق ليبيا خليفة حفتر، خلال الأيام الماضية، لحشد أكبر عددٍ من المقاتلين والعتاد العسكري، بمساعدة الدول الداعمة له، وسط تصعيدٍ عمليات القصف للعاصمة الليبية طرابلس الواقعة تحت سيطرة حكومة الوفاق، في ظلّ إدانات دولية متصاعدة لهذه العمليات التي طاولت مطار معيتيقة وأحياء مدنية. وفي هذا الإطار، كشفت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، عن وصول مجموعتين من المقاتلين المرتزقة من دولتي موريتانيا والنيجر، إلى محاور القتال الليبية حول العاصمة، لدعم مليشيات حفتر التي تقاتل فيها. وقالت المصادر إن ذلك يأتي بعد معارك ضارية شهدتها منطقة العزيزية خلال الأيام الماضية تمكنت خلالها قوات "الوفاق" من صدّ هجوم مكثف لمليشيات حفتر، وإلحاق خسائر كبيرة بها على صعيد الأفراد والمعدات، وتمّ أسْر عدد من المقاتلين، كان بينهم أفارقة.

وأشارت المصادر إلى أنه بعد التحقيقات معهم، التي أدلوا فيها ببيانات تفصيلية، كشف هؤلاء المعتقلون عن وصول مقاتلين من موريتانيا، وهي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن ذلك، بالإضافة إلى آخرين من النيجر. وأوضح مقاتل وقع في الأسر، أنه وصل إلى شرق ليبيا رفقة عددٍ من المقاتلين الآخرين، حيث خضعوا للتدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة، لنحو شهر.


وكشف المقاتل الموريتاني خلال التحقيقات أنه لم يكن يحترف القتال، وأنه تم تجميعهم من عدد من القرى الفقيرة للقتال بمقابل مالي يصل إلى ثلاثة آلاف دينار ليبي في الشهر، مشيراً إلى أن المجموعة التي وصل ضمنها كانت تضم نحو 400 مقاتل. فيما كشفت المصادر أن نحو 700 مقاتل ينتمون لحركات مسلحة في النيجر انضموا لحفتر خلال الشهر الماضي، مقابل مبالغ تحصّل عليها قادة بعض المليشيات المسلحة هناك كان يتبع لها هؤلاء.

في المقابل، كشفت مصادر مصرية خاصة، لـ"العربي الجديد"، أن الفترة القريبة الماضية شهدت تدفقات مالية كبيرة من جانب السعودية، لصالح الملف الليبي، لتحقيق نقلةٍ كبيرة فيه خلال الأيام المقبلة، بهدف مواجهة التحركات التركية، خصوصاً بعد دفع أنقرة لمقاتلين سوريين، على حدّ تعبير المصادر، التي أوضحت أن هناك تطورات ميدانية على الأرض في ظلّ مساعٍ لإحداث اختراق عسكري كبير يغيّر من طبيعة وتركيبة المعركة.

وكان المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق محمد قنونو، قد قال إن الهجوم الأخير الذي حاولت من خلاله مليشيات حفتر التسلل إلى العزيزية، تمّ بواسطة أكثر من 70 آلية قدمت من منطقة ترهونة إلى العربان، ومن ثم إلى الهيرة. وأضاف قنونو أن قوات "الوفاق" تمكنت من صدّ الهجوم وملاحقة فلول المليشيات التي تركت وراءها الجثث والجرحى وعربات عدة مدمرة، حيث تم صد الهجوم عبر آخر معاكس التحمت فيه قوات المنطقة العسكرية الغربية وطرابلس والوسطى، وتم خلاله القبض على عدد من العناصر.

من جهته، دان وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، في كلمة له أمام مجلس وزراء الداخلية العرب، "سياسات الدول الداعمة للخارجين عن القانون، المنقلبين على الشرعية ودعاة الحروب والدمار".

ولفت باشاغا، في اجتماعات الدورة الـ37 للمجلس بالعاصمة التونسية، يوم الأحد الماضي، إلى "مرور ليبيا في الوضع الراهن بأشد أزماتها وأخطر مراحل تاريخها المعاصر، بسبب ما تعانيه من أحداث ونتيجة للحرب التي أوقدت سعيرها قوى انقلابية". وقال إن "الانقلابيين في ليبيا هدفهم السلطة، وغايتهم وأد الديمقراطية الشرعية المتمثلة في حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً والعودة لحكم الفرد، كما وجّه لومه لبعض الدول التي التزمت حياداً سلبياً في موقفها تجاه ليبيا، ولم تراع روابط الدم والقربى والمصير المشترك في مثل هذه الظروف، وفق تعبيره.