حرارة النهار تجبر تجارة بغداد على النشاط ليلاً

حرارة النهار تجبر تجارة بغداد على النشاط ليلاً

08 يوليو 2015
إقبال من سكان بغداد على الأسواق مساء(فرانس برس)
+ الخط -
مع وصول معدل درجات الحرارة في العراق إلى مستويات قياسية بلغت 51 درجة مئوية في بعض المدن، منها العاصمة بغداد أهم وأكبر المراكز التجارية بالبلاد، وبسبب استمرار أزمة الطاقة الكهربائية، تحوّل جزء كبير من الحركة التجارية إلى المساء هرباً من حر الصيف والاختناقات المرورية، التي تعيق الشحن ونقل البضائع.
ووفقاً لتجار عراقيين ومسؤولين في غرفة التجارة، فإن قرار التجار باللجوء إلى الليل كان جماعياً، إلا أن ذلك لم يلغ حركة التجارة نهاراً وإنما تواجدت في بعض المجالات التي لها صلة بالدوام الرسمي في مؤسسات الدولة والمواطنين أيضا.
وقال عضو غرفة تجارة بغداد، محمد حسن، لـ"العربي الجديد"، إن نقل جزء من النشاط التجاري إلى الليل كان اضطرارياً، رغم أنه من ناحية اقتصادية مؤذ للتجار والبلاد أيضاً.
وأوضح أن تحديد سعر الأسهم بالبورصة وقيمة الدينار العراقي اليومية مقابل الدولار وأسعار العملات الأخرى والذهب كله يجري صباحاً بين الثامنة والواحدة ظهراً، وهو ما يجعل النشاط التجاري الليلي محدداً بأسعار أو قيم السوق بالصباح، وهذا خطأ لأن العمل ليلاً يعني أنه سيكون هناك ساعات قليلة ويأتي صباح يوم جديد بأسعار وقيم جديدة، مضيفا أن كل ذلك جاء بعد ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء المستمر والازدحام المروري والتفجيرات.

ولا توجد إحصاءات دقيقة حول عدد التجار في العاصمة العراقية، حيث ينتمون إلى أكثر من جهة نقابية وتجارية. وقال عباس علي، أحد تجار سوق جميلة التجاري وسط بغداد، لـ"العربي الجديد"، "إنها تجربة جديدة ولطيفة بعض الشيء، نحن الآن أفضل نفسياً، فارتفاع درجات الحرارة وشهر رمضان زجا بالسوق إلى الليل".
وأضاف أن" غالبية التجار أوقفوا التعاملات التجارية طوال ساعات النهار، ويبدأ العمل بعد الساعة الثامنة مساءً، أي بعد الإفطار وحتى الثامنة من صباح اليوم التالي".
وتابع أن "الأسعار شهدت ارتفاعاً بسبب تحول التجارة إلى الليل، فضلا عن قلة المخزون العراقي من تلك المواد، على خلفية ما يجري من قتال وإغلاق أغلب المعابر الحدودية".
وقال عمر عبد القادر، أحد سكان بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن" أغلب شوارع العاصمة، تبدوا شبه خالية نهاراً، ولأول مرة يمكن القول إن حركة السيارات باتت طبيعة، في ساعات الذروة ولا تجد إلا الموظفين الحكوميين، الذين يذهبون ويعودون إلى أعمالهم".
وذكر عضو مجلس العاصمة، محمد الربيعي، في تصريح خاص، أن الإقبال من جانب سكان العاصمة على مراجعة الأسواق في المساء بدا أكثر وضوحاً من ذي قبل، مشيرا إلى أن أغلب الأسواق والمحال التجارية تبقى حتى ساعات متأخرة من الفجر لتلبية الإقبال من جانب المواطنين، بسبب درجات الحرارة والبحث عن جو ملائم".
وتقول دائرة الأنواء (الأحوال) الجوية العراقية، إن درجات الحرارة ستستمر بمعدلها الحالي بين ما بين 47 إلى 51 درجة مئوية حتى نهاية أغسطس/آب المقبل.

المساهمون