حارس أمن أفغاني يقتل ثلاثة أطباء أميركيّين في كابول

25 ابريل 2014
منفذ الهجوم أصيب واعتقله الأمن الأفغاني (صاح مرعي، Getty)
+ الخط -

قتل حارس أمن أفغاني ثلاثة أطباء أجانب وجرح ممرضة في مستشفى في كابول، أمس الخميس، حين فتح النار عليهم بشكل مفاجئ، من دون أن تعرف أسباب الهجوم.

يعتبر إطلاق النار، الذي وقع في مستشفى "كيور انترناشيونال"، الأحدث في سلسلة من الهجمات على المدنيين الاجانب في العاصمة الافغانية خلال العام الجاري.

وقالت وزيرة الصحة الأفغانية، ثريا دليل، إن اثنين من القتلى أب زائر وابنه. وأضافت أن الضحية الأخرى كان طبيباً في المستشفى وعمل لمدة سبع سنوات في كابول.

وأكدت دليل، أن ممرضة أميركية أصيبت أيضاً في الهجوم، وأنه "قتل اختصاصي أطفال كان يعمل في هذه المستشفى على مدى السنوات السبع الماضية من أجل شعب أفغانستان، وكذلك اثنان أميركيان آخران جاءا لمقابلته. الزائران كانا أب ونجله. كما أصيبت امرأة كانت في المجموعة الزائرة أيضاً".

وقال رئيس شرطة المنطقة، حافظ خان، إن "المهاجم من أفراد قوة الحماية العامة الأفغانية ومكلف بحراسة المستشفى. وليس من الواضح الدافع وراء الهجوم".

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة الأفغانية، كانيشكا بكتاش توركيستاني، أن "المهاجم الذي اعتقل، أصيب أيضاً أثناء الهجوم وأجريت له جراحة في المستشفى نفسها، في ظل حراسة مشددة من الشرطة".

وقالت دليل، إنه يتعافى من الجراحة قبل أن يجري استجوابه. وتشير تقارير أولية إلى أنه تعرض لإطلاق النار من قبل حراس أمن آخرين، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، صديق صديقي.

وأضاف توركيستاني، أنه "دخل خمسة أطباء مجمع المستشفى وكانوا يسيرون نحو المبنى عندما فتح الحارس النار عليهم، وقتل ثلاثة أطباء أجانب".

وأكدت السفارة الأميركية في كابول مقتل ثلاثة مواطنين أميركيين في الهجوم على المستشفى، وأنها لا تملك معلومات أخرى. ولم تؤكد التقارير الأفغانية أن الثلاثة هم أطباء.

ووفقاً لما يورده موقع على الانترنت، فقد أُسّست مستشفى "كيور انترناشيونال" في عام 2005 بطلب من وزارة الصحة الافغانية. وتعالج المستشفى 37 ألف مريض سنوياً وهي متخصصة في صحة الاطفال والامهات والجراحة العامة. وهي تنتمي للجمعية "الخيرية المسيحية الدولية" التي تعمل في 29 دولة وشعارها "علاج المرضى وإعلاء مملكة الرب".

وشهدت العاصمة الافغانية سلسلة من الهجمات على المدنيين الأجانب منذ بداية عام 2014، فيما يستعدّ التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، لسحب معظم قواته بحلول نهاية العام الجاري.

ولم يكن واضحاً ما إذا كانت حركة "طالبان" تقف وراء الهجوم، على الرغم من أن المسلحين أعلنوا المسؤولية عن العديد من الهجمات الكبرى التي قتل فيها مدنيون أجانب.

يذكر أن الهجمات في السنوات السابقة اقتصرت في الغالب على استهداف الافراد العسكريين الأجانب وقوات الأمن الافغانية.

وكان هجوم انتحاري، في يناير/ كانون الثاني الماضي، لحركة "طالبان" وقع داخل مطعم شهير في كابول، قد أودى بحياة أكثر من عشرة أشخاص، وفي مارس/ آذار الماضي، دخل مسلحون الى فندق فاخر في العاصمة الافغانية وقتلوا عدداً من مرتادي المطعم. وقتل صحفيان أجنبيان كما أصيب آخر في هجومين منفصلين.

إطلاق النار في المستشفى يعدّ أيضاً الهجوم الثاني على يد شخص من داخل المكان ينتمي الى قوات الامن الافغانية ويستهدف المدنيين الاجانب هذا الشهر.

ويتفاقم العنف وانعدام الامن في أفغانستان وسط غموض يحيط بانتخابات الرئاسة التي جرت في الخامس من ابريل/ نيسان، والانسحاب الوشيك في نهاية العام لغالبية القوات الدولية. وهناك تحالف عسكري دولي موجود في أفغانستان منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001 للإطاحة بحكومة "طالبان" المتشددة لإيوائها قادة تنظيم "القاعدة" في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.

وقال مسؤولون أفغان، أمس الخميس، إن قوات الامن أنقذت نائب وزير الأشغال العامة، أحمد شاه، الذي اختطف الاسبوع الماضي في كابول.