جهاد أبو حليمة... رائد التطبيقات التعليمية في فلسطين

جهاد أبو حليمة... رائد التطبيقات التعليمية في فلسطين

17 ابريل 2020
يجب أن نبني جيلاً قادراً على التغيير (محمد الحجار)
+ الخط -
قضى أكثر من 15 عاماً في تطوير التعليم الإلكتروني من خلال التجربة مع تلاميذه في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة. وواكب التطوّر التكنولوجي من خلال تطبيقات تسهّل العملية التعليمية في القطاع.

جهاد أبو حليمة (37 عاماً) يعمل محاضراً في عدد من الجامعات الغزية، عدا عن كونه مبتكر ومطوّر تطبيقات تعليمية. حصل على بكالوريوس في الكيمياء من الجامعة الإسلامية، ودرجة ماجستير في الكيمياء الفيزيائية من جامعة الأزهر وأخرى في تكنولوجيا التعليم، إضافة إلى دكتوراه في الكيمياء البيئية في جامعة المنصورة في مصر، إضافة إلى التعليم الإلكتروني من الجامعة نفسها.

بدأ رحلة التعليم الإلكتروني منذ عام 2006، مع بداية انتشار أجهزة "أل سي دي" في غزة قبل فرض الحصار الإسرائيلي. في ذلك الوقت، كان يعمل مدرّساً لمادة العلوم في إحدى مدارس "أونروا" للمرحلة الإعدادية. بدأ يستخدم الرسومات لشرح بعض مواد مادة العلوم، إضافة إلى منتديات الدردشة على الإنترنت، قبل البدء بتصميم منتديات النجاح التعليمية.
تلك الخطوة شكّلت انطلاقة لأبو حليمة في عالم الإنترنت، وساهمت في تسهيل حياة التلاميذ التعليمية. ولاحظ من خلال تقديم بعض الدروس وشرحها تفاعلاً كبيراً معه في المنتدى، خصوصاً أن بعض الطلاب لا يتمتعون بروح المشاركة في الفصل. ولاقت منتدياته انتشاراً واسعاً بين تلاميذ المرحلة الإعدادية في الكثير من المدن الفلسطينية.



انتقل أبو حليمة إلى عالم مدونات الإنترنت في عام 2009، وبدأ ينشر ملفات لأساليب التدريس وحلولاً لبعض المشاكل التعليمية وصناعة المحتوى، إضافة إلى مواد تدريبية تساعد التلاميذ والمدرسين. ثمّ انتقل إلى تصميم المواقع.

صمّم أول موقع إلكتروني عام 2011، بالتعاون مع مهندس برمجيات، حمل اسم "سكول"، والذي يستهدف تلاميذ المرحلتين الابتدائية والثانوية. ويعتمد النظام على تعليم كل تلميذ بشكل فردي من خلال تعبئة التلميذ بعض المعلومات وكتابة أسئلته بهدف تحديد قدراته ومستواه التعليمي، وبالتالي تقديم محتوى يتناسب مع قدراته التعليمية.



يقول أبو حليمة لـ "العربي الجديد": "مستقبل التعليم في العالم سيكون من خلال التكنولوجيا. عشت في بيئة ريفية زراعية في شمال قطاع غزة في بلدة بيت لاهيا. وكنت أفكر في كيفية مساعدة مزارعي غزة منذ الطفولة. حين كنت في السابعة من عمري، كنت أزرع قصب السكر في الأراضي المهملة، وحصدت ثمار جهدي بعد عامين، وأحببت الريادة".

مطلع عام 2012، أطلق أبو حليمة تطبيق "مدرستي" على أجهزة المحمول بمختلف أنواعها، لمساعدة تلاميذ المرحلة الإعدادية خلال فترة الاختبارات، وتحديداً في مادة العلوم، وهي المبادرة التي تبنتها في وقت لاحق مؤسسة النيزك المتخصصة في التعليم والبحث في مجالات العلوم والتكنولوجيا. يضيف: "مع بداية بناء محتوى التطبيقات والمواقع، لم يكن هناك تمويل كاف، لكنني صممت عدداً من التطبيقات. لكن في عام 2016، قررت العمل بطريقة مختلفة وبروية أكبر ليحقق لي مشروعي عائداً جيداَ. وبالفعل، دخلت في منافسة لمشروع ريادي يتعلق بالأعمال التكنولوجية في الجامعة الإسلامية، وتم قبوله بين نحو ألف مشروع، وهو المصفوفة الذكية".



ويشير أبو حليمة إلى وجود 120 ألف خريج من كليات التربية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لا يستطيعون شراء الملازم الدراسية قبل امتحان التوظيف، ولاحظ أنهم في حاجة إلى إرشادات في التوظيف من خلال تطبيق أطلق عليه اسم "المصفوفة الذكية". واستطاع عبر وكلاء في غزة والضفة الغربية تفعيل الخدمة. وفي عام 2018، استخدم التطبيق 1500 مستخدم في الضفة الغربية في أقل من شهر، لأن الوظائف المتاحة في الضفة الغربية أكثر من قطاع غزة.

يضيف: "أردت من مشروعي محاكاة سلوك المستخدم وكيفية تفكيره في الاختبارات وقدراته. وحتى اللحظة، أسعى إلى طرح الأسئلة بهدف تحليل شخصية وقدرات المستخدم. لكن ما من وعي كامل حول كيفية استخدام التطبيقات التي تعد مفيدة لحياتنا في المجتمع الفلسطيني".
وعن تطبيق "التعليم المبني على نتائج"، فأُطلق في عام 2016 واستفاد منه 1200 شخص، وهو تطبيق شامل يلبي حاجة المدرسين ويزودهم بمهارات تدريسية ومهارات في التوظيف، خصوصاً الاختبارات".



ويتحدث أبو حليمة عن بعض الصعوبات في المجتمع الفلسطيني تتعلق باستخدام التطبيقات ونشر ثقافة استخدامها لتسهيل الحياة المهنية والعامة، وهو يشير إلى إمكانية تصميم ألعاب تعليمية تتشابه مع بعض الألعاب العالمية المشهورة مثل "ببجي"، إلى جانب قلة التمويل المحلي أو الخارجي.

يقول: "أؤمن أن التعليم هو الأمل الوحيد لنا للدفاع عن نمط حياتنا الفلسطيني. يجب أن نبني جيلاً كاملاً قادراً على التغيير عبر وسائل تعليمية مبتكرة، ويجب استخدام التكنولوجيا لأننا مجتمع ممتد وأعدادنا تزداد وهناك فروقات بين الأفراد".



وكان أبو حليمة قد حاز جائزة التعاون للمعلم المتميز في عام 2018، وهي من أهم الجوائز على المستوى الوطني الفلسطيني التي تستهدف الرياديين الشباب، وجائزة البحث القطرية في عام 2016.

المساهمون