تواصل الاحتجاجات بأميركا... والديمقراطيون يتعهدون بإصلاحات لمواجهة العنصرية

تواصل الاحتجاجات بأميركا... والديمقراطيون يتعهدون بإصلاحات لمواجهة العنصرية

واشنطن

العربي الجديد

العربي الجديد
08 يونيو 2020
+ الخط -
تواصلت التظاهرات في مدن أميركيّة عدّة، الأحد، احتجاجاً على مقتل المواطن الأميركي الأسود، جورج فلويد، على يد شرطي في مينيابوليس. بينما تعهّد الديمقراطيّون بالدفع قدماً باتّجاه القضاء على العنصريّة، في صفوف قوّات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.
فقد سار آلاف الأشخاص في شوارع مدينة نيويورك مرة أخرى الأحد، بحسب "أسوشييتد برس"، للاحتجاج على العنصرية ووحشية الشرطة، لكن ذلك جاء بعد عطلة نهاية أسبوع هادئة بدت المدينة فيها مستعدة لبدء المسيرة نحو الحياة الطبيعية في أعقاب ثلاثة أشهر من الحجر الصحي، وما يقرب من أسبوعين من الاضطرابات.
رفع بيل دي بلاسيو، عمدة نيويورك، حظر التجول عن المدينة قبل الموعد المحدد، بعد أيام لم تشهد اشتباكات أو نهب متاجر، والتي هزت المدينة قبل أيام.

وبعد يوم جديد من التظاهرات السلميّة الحاشدة في مختلف مناطق الولايات المتحدة، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد بسحب الحرس الوطني من العاصمة واشنطن، معتبراً أنّ الوضع أصبح الآن "تحت السيطرة الكاملة".

وفي سياق متصل، من المتوقّع أن تقدّم كتلة الأعضاء السود في الكونغرس، الإثنين، اقتراح قانون يرمي إلى تفعيل آليّات محاسبة الشرطة، وفقا لـ"فرانس برس".

ويهدف مشروع القانون إلى تسهيل مقاضاة عناصر الشرطة على خلفية حوادث مميتة، وحظر أسلوب التوقيف القائم على الخنق الذي أدى إلى موت فلويد، وطلب استخدام كاميرات تُثَبّت على زي الشرطيين، وإعداد قاعدة بيانات وطنية لتسجيل سوء سلوك الشرطة.

وفي السياق نفسه، لا تزال ردود فعل كبار المسؤولين العسكريّين المتقاعدين المندّدة بمقاربة ترامب الصارمة إزاء الاحتجاجات وسعيه إلى إخمادها تتفاعل، علماً أنّ هؤلاء يتحاشون عادةً انتقاد الرئيس، وهو ما يعكس أزمة تزداد تعقيداً بين "بنتاغون" والبيت الأبيض.

هذه ليست ساحة معركة

بدورها، صرّحت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، التي خلفت باول في المنصب في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، لشبكة "سي بي إس"، بأنّها كانت "بالتأكيد" لتنصح ترامب بالامتناع عن أيّ زج للجيش في السعي لاحتواء احتجاجات سلميّة.

وقالت رايس، وهي أوّل أميركيّة من أصول أفريقيّة تتولّى وزارة الخارجيّة: "هذه ليست ساحة معركة"، بحسب "فرانس برس".

لكنّ مسؤولي الإدارة الأميركيّة دافعوا مجدّداً عن مقاربة الرئيس، في ما يتعلّق بالاضطرابات. 

وصرّح وزير الأمن الداخلي تشاد وولف لشبكة "أيه بي سي" الأميركية، بأنّ واشنطن كانت "مدينة خارج السيطرة". واعتبر أنّ خفض العنف هو نتيجة الجهود التي بذلتها الإدارة، نافياً وجود مشكلة عنصرية متأصّلة في صفوف الشرطة.

عمل كثير

وتحدّثت عضو اللجنة، النائبة عن فلوريدا فال ديمينغز، التي طُرح اسمها نائبة محتملة لبايدن في الحملة الرئاسية، عن تغييرات تعتبرها ضرورية.

وقالت ديمينغز، وهي قائدة سابقة لشرطة أورلاندو في فلوريدا لشبكة "أيه بي سي" الأميركية: "لدينا عمل كثير، العنصريّة المتأصّلة هي الشبح الحاضر دوماً". وتابعت: "ما علينا القيام به كأمة هو محاسبة الشرطة، وتوفير الرقابة اللازمة لذلك، النظر في معايير التدريب وفي سياسات استخدام العنف، وفي آليات التوظيف وفي التنوع"، وإعداد تشريعات لضمان الإصلاح.

لكن وزير العدل الأميركي وليام بار قال، الأحد، إنه يعارض أي خطوة تحدّ من حصانة عناصر الشرطة.

وصرّح بار لشبكة "سي بي إس" الأميركية: "لا أعتقد أنّ هناك ضرورة لتقليص الحصانة من أجل ملاحقة شرطيّين سيّئين، لأنّ هذا الأمر سيؤدّي حتماً إلى تراجع الشرطة" عن أداء واجبات إنفاذ القانون اللازمة.

واعتبر أنّ وظيفة الشرطة هي الأصعب في البلاد.

ودافع بار عن عمليّة إخلاء ساحة لافاييت الواقعة أمام البيت الأبيض بالقوة، الإثنين، قبيل خروج ترامب سيراً لتفقّد كنيسة مجاورة تعرّضت لأضرار خلال الاضطرابات، مؤكّداً أنّ محتجّين كانوا قد رشقوا حجارة خلال التظاهرة، مناقضاً بذلك تقارير كثر كانوا حاضرين.

كما نفى تقارير إعلامية أفادت بأنّ الرئيس طلب في لحظة معيّنة نشر عشرة آلاف جندي في المدن الأميركيّة لقمع الاضطرابات. وقال بار إنّ "الرئيس لم يطلب أبداً ولم يعتبر أنّ هناك ضرورة لنشر الجيش النظامي حينها"، مبدياً ارتياحه "لتمكّننا من تجنّب هذا الأمر".

ويتّهم ديمقراطيّون ترامب بأنّه عمّق الانقسام بحديثه عن المحتجّين، وهو رأي أيّدته رايس الجمهورية. وقالت إنّ الرئيس "يجب أوّلاً وقبل كلّ شيء أن يتحدّث بلغة الوحدة، لغة التعاطف... (للمساعدة في) تخطّي انقساماتنا، وليس تعميقها".

دلالات

ذات صلة

الصورة

سياسة

بين تخرّجها بلقب أول في العلوم السياسية، ثم تخرجها بشهادة دكتوراه في القانون عام 2010، لم تكن المحاماة في وارد ألينا حبة، العراقية ذات الأصول الأشورية الكلدانية، التي كانت الوجه الأبرز بين محامي دفاع دونالد ترامب، خلال قضية "وثائق مارالاغو".
الصورة
سياسة/الاعتداء على ماكرون ببيضة/(يوتيوب)

منوعات

تعرّض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخيراً للرشق بالبيض، بعد أشهر من تعرضه لصفعة على وجهه، ولكنه ليس الرئيس الأول الذي تعرض لمثل هذه المواقف.
الصورة
مهاجرون في بودابست- ناصر السهلي

مجتمع

في اليوم الدولي للمهاجرين، الذي يصادف اليوم، الجمعة، تتابع "العربي الجديد" الإضاءة على قضية الهجرة واللجوء، سواء في التدفق المستمر نحو الدول الغنية والآمنة هرباً من الفقر والحروب، أو في محاولات الدول المستقبلة وقف هذا التدفق، مع ما في ذلك من انتهاكات
الصورة

سياسة

أظهرت النتائج النهائية لإعادة فرز الأصوات في ولاية جورجيا الأميركية، الخميس، احتفاظ المرشح الديمقراطي جو بايدن بتقدمه على منافسه دونالد ترامب، وفيما يصرّ الأخير على رفض الاعتراف بالخسارة، حذّر بايدن من "رسالة مروعة إلى العالم".