تركيا: دميرتاش يدعو إلى مواجهة "داعش"

تركيا: دميرتاش يدعو إلى مواجهة "داعش"

03 سبتمبر 2014
أثبت "العمال" قدرته على مواجهة "داعش" (أحمد الربيعي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
دعا المرشح الرئاسي السابق لحزب "الشعوب الديمقراطية"، الجناح السياسي لـ"العمال الكردستاني"، صلاح الدين دميرتاش، الحكومة التركية إلى إعادة النظر في فكرة إرسال السلاح إلى حزب "العمال" في حربه ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وقال دميرتاش، خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمه حزب "الشعوب الديمقراطية" في ولاية دياربكر، لمناقشة قضية الأيزيديين الأكراد، إن "العمال الكردستاني يحارب داعش، وعلى الحكومة التركية أن تفكر فيما عليها أن تفعله في حال طلب العمال الكردستاني السلاح".

وتساءل دميرتاش، "لم لا نرسل السلاح، إذا وضعنا بعين الاعتبار عملية السلام الجارية الآن؟". وأضاف "قد يبدو الأمر غريباً، لم لا نرسل السلاح لحزب العمال إن حصل السلام وتوقف الأخير عن استخدام السلاح ضد الحكومة التركية ووجهه ضد داعش؟".

وتطرّق دميرتاش إلى سير عملية السلام، وأوضح أن "الرئيس رجب طيب أردوغان، أكد عزمه على مواصلة الإشراف بشكل شخصي على العملية". وأشار، إلى أن "أردوغان يريد الإشراف على هذه العملية، وأظن بأنه يرى نفسه مسؤولاً عن هذه القضية، وحتى الآن لا يوجد أي إطار زمني لإنهاء المسألة مطروحاً للمناقشة، لكنهم قالوا (الحكومة) أنهم سيعملون على الأمر دون أي تأخير".

وأكد أنه سيتم سن العديد من القوانين في البرلمان، في شهري أكتوبر/تشرين الأول، ونوفمبر/تشرين الثاني، المقبلين، مضيفاً أن "المسؤولين الحكوميين عبّروا له بوضوح بأنهم لن يتوانوا عن تسريع الأمر، إذ ستشمل هذه الإصلاحات إفساح المزيد من المساحة في ما يخصّ حرية التعبير، كما قد تعمل الحكومة على خطة لعودة مقاتلي العمال الكردستاني إلى تركيا، في الشهور المقبلة، بدلاً من فكرة العفو".

وفيما يخص استقلال إقليم كردستان العراق، أبدى دميرتاش تأييده لاستقلال الإقليم، داعياً الحكومة التركية "لتكون أول المعترفين به"، في شكل متعارض مع تصريحات سابقة كان قد أدلى بها زعيم "الاتحاد الديمقراطي" جناح "العمال الكردستاني" في سورية، صالح مسلم في وقت سابق، معبّراً فيها عن معارضته لإعلان استقلال الإقليم، مؤكداً أن الوقت غير مناسب بعد لمثل هكذا خطوة.

وكان دميرتاش دعا أمس الثلاثاء، إلى مناقشة فكرة إيجاد قوة عسكرية موحّدة للأكراد، وقال "لو أنه كان في جبل سنجار آبار نفطية لقامت الدنيا، ولما تُرك الإيزيديون وحدهم في مواجهة داعش، وأوجّه النداء إلى الأمة الكردية التي مُزقت أراضيها بين أربعة دول، فإن توحد الأمة لا يعني أن تكون موحدة سياسياً فقط، بل علينا مناقشة فكرة إيجاد قوة عسكرية كردية موحّدة لتدافع عنها". ودعا الحكومة التركية إلى "بذل مزيد من الجهود لمساعدة الأيزيدين وإعادتهم إلى أرضهم".

وتأتي تصريحات دميرتاش، بعد أسابيع على إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بأن المعونات العسكرية التي سيتم تقديمها للأكراد في معركتهم مع "داعش" ستقتصر على قوات "البشمركة" ولن يصل أي منها إلى قوات "العمال" الكردستاني.

وبدت دعوة دميرتاش الأخيرة، إلى تسليح "العمال" الكردستاني، خروجاً واضحاً عن عملية التسوية القائمة الآن، والتي تقتضي بأن يكمن جزءٌ من الحلّ النهائي في تخلي مقاتلي "العمال" عن سلاحهم والعودة إلى الحياة السياسية التركية، الأمر الذي كان قد أشار إليه العديد من المحللين الأتراك، الذين رأوا في تورّط الحزب الحالي في الشرق الأوسط، إمكانية للتحوّل إلى عقبة في وجه جهود حلّ المسألة الكردية في تركيا.

ويحاول "العمال" الكردستاني استغلال الظروف الإقليمية وتمدد الجماعات المتشددة، ليقدم نفسه كقوة إقليمية مهمة في مواجهة "العدو العالمي الأول"، الأمر الذي بدا واضحاً حتى في الإعلام الحزبي التابع له، لتبدو القضية الآن "محاربة التطرف الإسلامي"، أكثر منها "استعادة الحقوق القومية المسلوبة للأمة الكردية، التي مزقتها الاتفاقيات تحت سيطرة أربع دول رئيسية".

وكان "العمال" الكردستاني قد أثبت بأنه القوة الوحيدة القادرة على مواجهة ووقف توسّع المتشددين في العامين الماضيين. وتبدو دعوات دميرتاش محاولة مريبة لتقوية مواقع ميليشيا الحزب، باحثاً لها عن دور آخر يحفظ بقاءها.

المساهمون