تحشيد لتظاهرات واسعة اليوم في العراق

تحشيد لتظاهرات واسعة اليوم في العراق

بغداد

براء الشمري

avata
براء الشمري
13 ديسمبر 2019
+ الخط -

شهدت ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، تزايداً في أعداد المتظاهرين الذين استمروا بالتوافد إلى الساحة، طوال ليلة الخميس-الجمعة، استعداداً للمشاركة في التظاهرة الواسعة التي دعا إليها ناشطون، اليوم الجمعة.

واستخدم المتظاهرون في ساحة التحرير مكبرات الصوت للتبرؤ من أي أعمال عنف تحدث في ساحات التظاهر، ولتجديد المطالبة بمحاسبة قتلة أكثر من 500 متظاهر، سواء كان القتلة من قوات الأمن أو المليشيات أو "الطرف الثالث" الذي تمتنع الحكومة العراقية المستقيلة عن تسميته.

ونظم المتظاهرون مسيرات صامتة رفعوا فيها لافتات مكتوباً عليها شعار "سلمية سلمية"، كردّ على السلطات العراقية التي تتهم من تصفهم بـ"المندسين" في التظاهرات، بقتل أحد الأشخاص الذي كان يطلق النار على المتظاهرين وتعليقه على عمود، في ساحة الوثبة وسط بغداد.

وأمس الخميس، قُتل خمسة متظاهرين وجُرح زهاء عشرة آخرين، في إطلاق نار، في ساحة الوثبة، نفّذه مسلّح جرى فيما بعد قتله وتعليق جثمانه على أحد الأعمدة، ما أثار موجة لغط واستنكار واسعة، وسرعان ما أصدرت تنسيقيات بغداد بياناً دانت فيه الواقعة وتبرأت من فاعليها.

وتعرض عدد من متظاهري ساحة الوثبة لحالات اختناق؛ بسبب استخدام قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع بهدف تفريق المتظاهرين في الساحة، كما تم الإفراج عن المصور زيد الخفاجي، وهو أحد ناشطي تظاهرات بغداد، بعد أسبوع على اختطافه من قبل مسلحين مجهولين.

وفي البصرة جنوبي البلاد، تواصل الاعتصام الذي ازداد عدد المشاركين فيه، اليوم الجمعة، في ساحة البحرية القريبة من مبنى الحكومة المحلية، مؤكدين أنهم لن يستسلموا ولن يعودوا إلى منازلهم ما لم تتحقق جميع مطالبهم.

كما شهدت محافظة كربلاء، صدامات بين متظاهرين وقوات عراقية، بحسب ناشطين محليين قالوا، لـ"العربي الجديد"، إن الأمن العراقي حاول استخدام القوة لتفريق محتجين تجمعوا أمام مبنى محافظة كربلاء، موضحين أن ذلك تسبب بحدوث اشتباكات أسفرت عن إصابة عدد من المتظاهرين.

وشهدت ساحة الخضر في محافظة المثنى، تجمعاً للمعتصمين الذين بدأوا، منذ ليلة الخميس - الجمعة، بتنظيم أنفسهم للمشاركة في احتجاجات اليوم، وكذلك الحال في ساحة الحبوبي في محافظة ذي قار التي استقبلت آلاف المتظاهرين الذين طالبوا بتحقيق ما يريده أبناء المحافظة، وفي مقدمة المطالب محاكمة عاجلة لمرتكبي مجزرة الناصرية التي قُتل وأُصيب فيها العشرات دون أي محاسبة حكومية.


وتتواصل الاحتجاجات في العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية في وقت يتزايد القلق الدولي من القمع الذي تمارسه السلطات العراقية ضد المتظاهرين.

وقالت السفارة الأميركية في بغداد، إنها تدين عمليات الاختطاف وأحداث العنف خلال التظاهرات، مؤكدة، في بيان، أنها "تتلقى تقارير مقلقة للغاية تفيد بأن المتظاهرين والناشطين السلميين يتعرضون للتهديد والخطف والقتل".

وأضافت: "لا يمكن التسامح مع هذه الأعمال، ولا يمكن للحكومة العراقية أن تسمح لهذه الأعمال الخارجة على القانون بالاستمرار من خلال التزام الصمت".

وتابعت: "قلنا سابقاً وسوف نقولها مرة أخرى إن حكومة الولايات المتحدة تدعم رغبة العراق في الأمن والاستقرار والسيادة، وهو الشيء الذي لا يمكن تحقيقه إلا إذا توقفت عمليات الاختطاف والعنف".


وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الخميس، إن "قوات أمنية عراقية تهاجم المتظاهرين وتقتلهم"، مؤكدة توثيق قيام مسلحين مجهولي الهوية بمهاجمة المحتجين.

وأكدت المنظمة، في بيان، أن عمليات قتل المتظاهرين واختطافهم واعتقالهم تتزايد مع دخول الاحتجاجات شهرها الثالث، مضيفة: "بدل حماية المتظاهرين، معظمهم يحتجون سلميا في الشوارع، يقوم بعض قوات الأمن بمهاجمتهم وقتلهم".

وتابعت: "منذ بداية هذه الاحتجاجات، وثقت هيومن رايتس ووتش أيضاً قيام مسلحين مجهولي الهوية بمهاجمة المحتجين في مقابل تخاذل قوات الأمن الحكومية عن حمايتهم".

ذات صلة

الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة
تظاهرة ضد "هيئة تحرير الشام" في إدلب وحلب (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر الآلاف من الأهالي في مدن وبلدات ريفي حلب وإدلب، مطالبين بإسقاط زعيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، أبو محمد الجولاني.
الصورة
تظاهرات في لندن تضامنا مع غزة (إكس)

سياسة

شهد عدد من المدن والعواصم حول العالم تظاهرات وفعاليات تضامناً مع قطاع غزة، وتنديداً بالحرب الوحشية المستمرة عليه منذ نحو 100 يوم.
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".

المساهمون