تجاهل الحكومة يدفع العمال المضربين في مصر إلى التصعيد

تجاهل الحكومة يدفع العمال المضربين في مصر إلى التصعيد

19 مارس 2014
زيادة حدة التوترات بين الحكومة والعمال في مصر
+ الخط -

قرّر آلاف العاملين في هيئة البريد المصري تعليق إضرابهم عن العمل، اليوم الأربعاء، إلى حين عقد ممثلين عنهم اجتماعاً مع المسؤولين في الهيئة غداً لمناقشة مطالبهم التي من أجلها نظموا إضراباً واعتصاماً جزئياً منذ 4 أيام.

وهدد العمال بمعاودة الإضراب والاعتصام، ولكن بشكل كلي على مستوى الجمهورية، اعتباراً من الأحد المقبل إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم في اجتماع الغد.

في سياق متصل، قال عمال شركة طنطا للكتان إن إدارة الشركة قطعت الكهرباء عن العمال اليوم، بعدما قرروا تشغيل المصنع ذاتياً.

وقال هشام أبو زيد، أحد العاملين في المصنع، لـ"العربي الجديد"، إن هناك مواد خام تكفي لتشغيل المصنع لمدة شهر، وإن الحكومة هي مَن تقف ضد تشغيل عجلة الإنتاج وعودة المصنع إلى العمل.

يذكر أن عمال شركة طنطا للكتان قرروا تشغيل الشركة ذاتياً اعتباراً من اليوم الأربعاء، بعد اعتصام في الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، "الرسمي"، دام أكثر من شهر، للمطالبة بتنفيذ حكم قضائي واجب النفاذ يقضي بعودة الشركة إلى القطاع العام وإعادة وتشغيل العمال المفصولين، إلا أن أياً من المسؤولين لم يلتفت للاعتصام ومطالب العمال، فقرروا تشغيل الشركة ذاتياً.

ونشر موقع منسوب لحركة "الاشتراكيين الثوريين"، واحدة من الحركات السياسية والثورية في مصر، مقطع فيديو لمسيرة لعشرات العمال بمدينة "مدينتي"، في القاهرة الجديدة، يحتجون فيه على تقليص العلاوة السنوية من 200 جنيه إلى 70 جنيهاً فقط.

وبحسب حركة الاشتراكيين الثوريين، فإن عمال المدينة يعترضون على العلاوة الرسمية التي قيمتها 7% من الراتب الأساسي أي ما يعادل 25 جنيهاً فقط.

وذكرت الحركة أن المدير المالي للشركة أخبر العمال بعدم وجود أموال مخصصة للعلاوة، ما دفع أحدهم إلى سؤاله: "ولماذا تم شراء 9 سيارات من نوع كيا للمهندسين المديرين؟ فلم يستطع المدير المالي إجابته"، ما أثار غضب العمال ودفعهم إلى الإضراب الذي شارك فيه أيضاً بعض المهندسين العاملين في المدينة وبعض السكان.

وقد بدأت مجموعة من القيادات العمالية، اليوم، حملة على المواقع الإلكترونية لدعم عمال الشركة الوطنية للزيوت، وذلك عبر الدعوة لإرسال بريد إليكتروني إلى الإدارة العليا للشركة بالمركز الرئيسي في جنيف، من خلال الاتحادات النقابية والعمالية المصرية والدولية والقيادات العمالية.

وقال عضو المكتب التنفيذي للاتحاد المصري للنقابات المستقلة، محمد الجمال، إن نقابة العاملين بالشركة قررت اللجوء إلى المجتمع الدولي للضغط على الشركة الأميركية (كارغل) لإنهاء الانتهاكات الواقعة على العمال والمستمرة منذ 4 أشهر، وذلك منذ أن اعتصموا بمقر الشركة في برج العرب بالإسكندرية.

على صعيد آخر، أكدت القيادات العمالية والشخصيات العامة والسياسية، المتضامنة مع العمال، على أن الحكومة المنوط بها حماية المواطنين مقصرة مثلها مثل وزارة الصناعة والتجارة ووزارة القوى العاملة ووزارة الداخلية ووزارة الاستثمار.

وكان المجلس القومي لحقوق الإنسان قد حاول زيارة مقر الاعتصام في مصنع "كارغل" فتم منعه من الدخول، وقام الوفد بتسجيل الانتهاكات ولكن دون اتخاذ قرارات في هذا الشأن.

وأبلغ أحد العاملين بشركة كهرباء العين السخنة، في محافظة السويس، شرق مصر، "العربي الجديد"، أن الجيش فضّ اليوم، الأربعاء، اعتصام العمال وهددهم بالاعتقال.

وكان العشرات من عمال "المقاولة" في محطة كهرباء العين السخنة في السويس قد أغلقوا موقع المحطة من الباب الرئيسي منذ أمس الأول، معلنين الإضراب عن العمل للمطالبة بالتعيين بعقود رسمية، تنفيذاً لوعد من وزير الكهرباء منذ عدة أشهر، بعد عملهم لسنوات في شركات المقاولة دون تثبيت.

وذكرت مصادر رسمية، في تصريحات صحافية أمس، أن إضراب العمال لمدة يومين أدى إلى خسارة الشركة، التي لا تزال تحت التأسيس، حوالى نصف مليون جنيه (72 مليون دولار).

دلالات

المساهمون