بوتين يأمر بإعادة القوات ...وأمريكا تحشد دبلوماسيا

بوتين يأمر بإعادة القوات ...وأمريكا تحشد دبلوماسيا

04 مارس 2014
+ الخط -

نقلت وكالات أنباء روسية عن متحدث باسم الكرملين قوله اليوم الثلاثاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر القوات المشاركة في تدريبات عسكرية هذا الأسبوع بالعودة إلى قواعدها في   الوقت الذي حشدت فيه الولايات المتحدة دبلوماسيا حيث اعلنت عن زيارة مرتقبة اليوم يقوم بها وزير الخارجية جون كيري إلى العاصمة الأوكرانية كييف .

وقال ديمتري بيسكوف إن التدريبات العسكرية التي نفت موسكو أن تكون مرتبطة بالأحداث في أوكرانيا كانت ناجحة. وجرت التدريبات في غرب روسيا وهي منطقة تقع على الحدود مع أوكرانيا.

من جهتها  صعّدت الإدارة الأميركية من ضغوطها على روسيا في محاولة لثنيها عن التدخل في أوكرانيا، وذلك بعدما علّقت وزارة الدفاع الأميركية "البتاغون" التعاون العسكري فضلاً عن توقيف محادثات التجارة والاستثمار مع روسيا والتهديد بمزيد من الاجراءات. أما روسيا فتبدو غير آبهت بجميع التحذيرات الغربية بعدما عززت سيطرتها على القرم. ونشرت، حسب السلطات الأوكرانية، ١٦ ألف جندي في شبه الجزيرة، مستندة إلى طلب "الرئيس الاوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش من روسيا استخدام جيشها لاستعادة القانون والنظام في أوكرانيا”.

وفي أحدث إشارة إلى الغضب الأميركي من الموقف الروسي، أصدر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الأدميرال جون كيربي، بياناً قال فيه انه "في ضوء الأحداث الأخيرة في أوكرانيا، عمدنا إلى تعليق كل التواصل العسكري بين الولايات المتحدة وروسيا".

 وأوضح كيربي، أن هذه الخطوة تشمل التدريبات والاجتماعات الثنائية وزيارات الموانئ والتخطيط لمؤتمرات. وذكر ان تعليق التعاون العسكري يأتي "بالرغم من أن وزارة الدفاع تقيّم العلاقة العسكرية التي تطورت خلال السنوات الأخيرة مع الاتحاد الروسي لزيادة الشفافية، وبناء تفاهم وتقليص خطر سوء الحساب العسكري".

 وأشار كيربي إلى ان وزارة الدفاع الأميركية تراقب الوضع عن كثب، وتبقى على اتصال وثيق مع وزارة الخارجية والوكالات الحكومية الأميركية، والحلفاء والشركاء، وحلف شمال الأطلسي”. ودعا روسيا إلى التخفيف من حدة الأزمة في أوكرانيا، مطالباً "بعودة القوات الروسية في القرم إلى قواعدها كما تقضي الاتفاقات التي تحكم أسطول البحر الأسود الروسي".

وأشار إلى انه بالرغم من التقارير عن تحرك محتمل لسفن أميركية في المنطقة، إلا ان لا تغيير في تمركز الجيش الأميركي في أوروبا أو البحر الأبيض المتوسط. وقال ان "وحدات سلاح البحرية تقوم بعمليات وتدريبات روتينية كان مخططاً لها مع الحلفاء والشركاء بالمنطقة".

وفي إجراء اضافي، أعلن متحدث باسم مكتب الممثل التجاري الأميركي أن "الولايات المتحدة أوقفت محادثات التجارة والاستثمار مع روسيا، التي كانت جزءاً من مسعى نحو توطيد الروابط الاقتصادية والتجارية".

جاءت هذه الاجراءات التي من شأنها اضافة المزيد من التوتر على العلاقة بين واشنطن وموسكو، بعد اجتماع عقده الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على مدى أكثر من ساعتين مع مستشاريه لشؤون الأمن القومي. وناقش خلاله السبل التي يمكن بها للولايات المتحدة وحلفائها فرض "مزيد من العزلة" على روسيا بسبب تدخلها في أوكرانيا.

وناقش الفريق سبل "تأكيد أنه لا تزال امام الروس فرصة لاتخاذ خطوات فورية لنزع فتيل الأزمة وإلا واجهوا مزيداً من العواقب السياسية والاقتصادية من جانب المجتمع الدولي".

وكان أوباما، قبيل لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو، أكد أن روسيا انتهكت القانون الدولي بتدخلها العسكري في أوكرانيا. واعتبر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يجب أن يسمح لمراقبين دوليين بالتوسط لإبرام إتفاق مقبول لكل الشعب الاوكراني.

 كما أشار إلى أن وزير الخارجية جون كيري، الذي يصل إلى كييف اليوم، سيقترح السبل التي يمكن من خلالها إجراء تفاوض بين روسيا وأوكرانيا تحت إشراف منظمة متعددة الأطراف. وسيعرض كيري أيضاً حزمة من المعونات الاقتصادية لأوكرانيا.

ومع سعي الإدارة الأميركية لحشد الضغوط الدولية على روسيا، أعلن عضو بمجلس الشيوخ الأميركي، السناتور الديموقراطي كريس ميرفي، أن المشرعين الأميركيين يدرسون فرض عقوبات على بنوك روسيا وتجميد أموال المؤسسات العامة الروسية والمستثمرين الروس من القطاع الخاصة ردا على الأحداث في أوكرانيا.

وأضاف "إذا أغلقت الولايات المتحدة أبوابها الاقتصادية امام روسيا وتركت أوروبا ابوابها مفتوحة فلن يحدث تغير كبير في سلوك موسكو".

من جهتها، بدت روسيا متمسكة بقرارها البقاء في شبه جزيرة القرم، وإن سعت إلى تبرير تدخلها بحماية مواطنيها. وبينما أعلن الكرملن صباح الثلاثاء عن عودة القوات الروسية التي كانت تجري تدريبات في مقاطعة لينيغراد الروسية إلى قواعدها، برر المبعوث الروسي في الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن، تدخل بلاده. وقال: "إن الرئيس الاوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش، بعث برسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطلب منه استخدام الجيش الروسي لاستعادة القانون والنظام في أوكرانيا”.

ورفع تشوركين نسخة من الرسالة، التي قال إنها مؤرخة الأول من مارس آذار، أمام أعضاء مجلس الأمن ليروها خلال الجلسة العاصفة للمجلس التي تبادل فيها المبعوثون الغربيون والسفير الروسي الاتهامات على مدى ساعتين ونصف.

وتحدث معظم اعضاء المجلس ليستنكروا اجراءات روسيا في اوكرانيا، فيما أعلن سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة، يوري سيرغييف، أن روسيا أرسلت قرابة 16 ألف جندي إلى منطقة القرم الأوكرانية منذ الأسبوع الماضي، عن طريق السفن الحربية والمروحيات وطائرات الشحن من الأراضي المجاورة للاتحاد الروسي".

وحذّر سيرغييف، الذي طلب من مجلس الأمن حماية بلاده، من أن الأنشطة التي تقوم بها روسيا في جمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي، تشير إلى إمكان غزو روسيا لأوكرانيا، موضحاً ان الأمر لن يقتصر على شبه جزيرة القرم بل يشمل المناطق الشرقية أيضاً.

وأشار إلى أن"القوات الروسية لا تزال تقوم بمحاولات للاستيلاء، والسيطرة على مواقع حكومية وعسكرية حاسمة لأوكرانيا في شبه جزيرة القرم. وتشمل هذه المؤسسات برلمان القرم، جميع المطارات المدنية والعسكرية، ووسائل الاتصالات، المحطات الإذاعية، مصلحة الجمارك، قواعد عسكرية تابعة لخفر السواحل، مقر البحرية في أوكرانيا في شبه جزيرة القرم.

من جهتها، رفضت السفيرة الأميركية، سامانثا باور، المسوغات الروسية للتدخل في أوكرانيا، وتحديداً تلك القائلة إن الأوكرانيين الناطقين بالروسية معرضون للخطر في المنطقة الشرقية من هذه الجمهورية السوفيتية سابقاً.

 

دلالات