بوتين إلى الفشل في سورية

بوتين إلى الفشل في سورية

30 نوفمبر 2015
+ الخط -
على الرغم من رعونته ووحشيته، لن يستطيع الدب الروسي، فلاديمير بوتين، الاستمرار في هذه الحرب الهمجية البربرية ضد الثورة السورية والشعب السوري فترة غير محدودة، وسيفشل في تحقيق أي إنجاز، اعتبارات كثيرة، منها:
أولا: الصمود الأسطوري للثوار السوريين الذين يسخر منهم بعض "المعارضين" للأسف. هم الذين هزموا النظام، فأتى بالمليشيات اللبنانية والعراقية والأفغانية، فهزمها مجتمعة، وجاء بعدها الحرس الثوري الإيراني، فداسوا رقاب كبار قادته وجنرالاته، ومنذ شهرين، يصدون بثبات الترسانة العسكرية الروسية المهولة: طائرات مقاتلة ومروحيات، بوارج وسفن حربية وصواريخ عابرة للقارات تقصف ليل نهار، ولكن محصلتها على الأرض صفر، إذ لم تحقق للنظام وحلفائه أي تقدم يذكر.
ثانيا: الآثار الاقتصادية لهذه الحرب العبثية، والتي ستظهر نتائجها على الاقتصاد الروسي جلية قريباً، خصوصاً مع استمرار العقوبات الغربية على روسيا في ظل تعنتها في أوكرانيا أيضاً.
ثالثا: توتر العلاقة وسخونتها مع تركيا، خصوصاً بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية، وزيادة الدعم التركي الموجه إلى الثوار السوريين، لتمكينهم من صد العدوان الروسي عن بلادهم وشعبهم، وعودة الطرح التركي إلى الواجهة، والذي يؤرق الروس، والمتمثل بإقامة منطقة آمنة للسوريين تنقذ أرواح أطفالهم التي تزهقها كل يوم طائرات الأسد وبوتين.
رابعا: أنين أوروبا تحت ضغط أزمة اللاجئين، حيث تقصف طائرات الأسد وبوتين سورية بالبراميل المتفجرة، وفي الوقت نفسه، تقصف أوروبا بقوارب اللاجئين، بالإضافة إلى تداعيات هجمات باريس، وفشل محادثات فيينا في تحقيق أي تقدم سياسي، يرتجيه الروس، بعد أن اختبروا ثبات السوريين وعزيمتهم، وتيقنوا أن حربهم المجنونة على الشعب السوري مصيرها الفشل المحتم، والإصرار الغربي الأميركي الفرنسي البريطاني على موضوع رحيل الأسد الذي يشكل للروس هاجساً يحاولون منعه، ولكن عبثاً.
خامسا: الدعوة السعودية للمعارضة السورية للاجتماع في الرياض، والذي ننظر إليه بعين التفاؤل، خصوصاً في هذه الظروف الإستثنائية، والتي ستعيد من خلاله المعارضة التأكيد على موقفها الموحد لجهة ضرورة رحيل النظام، بكل رموزه وأركانه.
يستطيع بوتين، بترسانته العسكرية، أن يرتكب المجازر اليومية في سورية، ويزيد من عذابات السوريين وآلامهم.
نعم هناك من يتآمر معه من الجيران والأشقاء في هذه الحرب الظالمة ضد الشعب السوري، لكنهم لن يستطيعوا الوقوف بوجه التاريخ.
المنطق والتاريخ والحق معنا، وللاعتبارات الآنفة الذكر ولأخرى غيرها، نقول إن هناك فشلاً محتوماً ينتظر بوتين في حربه ضد السوريين، فساعة الحقيقة والنصر آتية.
2009B33E-19CB-4F19-A1A9-298A3B9E1FE2
2009B33E-19CB-4F19-A1A9-298A3B9E1FE2
جليلة الترك (سورية)
جليلة الترك (سورية)