اهتزاز عرش "علي بابا" قبيل الطرح الأمريكي

اهتزاز عرش "علي بابا" قبيل الطرح الأمريكي

17 مارس 2014
شركة علي بابا للتجارة الإليكترونية
+ الخط -
تواجه شركة "علي بابا" للتجارة الالكترونية أكبر تحد لهيمنتها على سوق الشراء عبر الانترنت في الصين، في الوقت الذي تستعد فيه الشركة التي أسسها، جاك ما، في شقة من غرفة واحدة قبل 15 عاماً لطرح عام أولي في السوق الأمريكية، قد يسفر عن تقييم الشركة بمبلغ 140 مليار دولار.

فقد أظهرت بيانات "يورومونيتور" لأبحاث السوق، أن شركة "علي بابا جروب هولدنجز" فقدت جزءاً من حصتها في السوق العام الماضي، في حين سجل أقرب منافسيها زيادة في حصته.

وترى "يورومونيتور" أن سوق التجزئة للتجارة عبر الانترنت في الصين، سيزيد إلى ثلاثة أمثال، ما كان عليه عام 2012 لتصل قيمته إلى 300 مليار دولار في عام 2018 مع إقبال المشترين، الذين أدمنوا التعامل بالهواتف المحمولة على شراء كل شيء من تذاكر الطيران إلى الأحذية الرياضية عبر الانترنت.

وتقود شركة "تنسنت هولدنجز" أكبر شركات التواصل الاجتماعي في الصين الثورة على شركة "علي بابا" من خلال ربط تطبيق "وي تشات" أكثر تطبيقات التراسل شعبية في الصين بشركة "جيه دي.كوم" ثاني أكبر شركات التجارة الالكترونية.

كما تحاول مجموعة من الشركات الأصغر النيل من هيمنة "علي بابا" في حين تتجه مجموعة من شركات التجزئة الكبرى مثل "نايكه" و"جابط" على نحو متزايد للابتعاد عن منصة "تي مول" للتجارة الالكترونية التابعة لشركة "علي بابا" لتؤسس متاجرها الالكترونية المتميزة.

وقال، فرانك لافين، الرئيس التنفيذي لشركة "اكسبورت ناو، في هونغ كونغ: التسوق في الصين نشاط اجتماعي. فأنت تريد أن تخبر أصدقاءك عنه وتوصي به. إنه نشاط عبر الهواتف الذكية ومن يملك تلك القدرة التنظيمية، سيكون له هيمنة على الكيفية التي يتسوق بها الانسان.

وتساعد شركة "لافين" الشركات العالمية على بدء نشاطها في الصين من خلال منصة "تي مول" التابعة لـ"علي بابا".

وقالت شركة "علي بابا" الصينية يوم الأحد: إنها ستبدأ العمل على تطبيق خطط سابقة، لقيد أسهمها في السوق الأمريكية، فيما قد يصبح أكبر عملية طرح عام أولي لشركة انترنت، وقد يتجاوز طرح شركة "في سبوك" للتواصل الاجتماعي الذي بلغت قيمته 16 مليار دولار عام 2012.

وأوضحت بيانات "يورومونيتور" أن حصة شركة "علي بابا" بلغت 45.1% من سوق التجارة الالكترونية الصينية العام الماضي انخفاضا عن 46.1% في العام السابق، ومن المتوقع أن تحتفظ بالصدارة في مواجهة منافسيها.
وتعمل "علي بابا" على تدعيم خدماتها عبر الهاتف المحمول لمجاراة الأعداد الهائلة من مستخدمي الهواتف الذكية في الصين.

ولم ترد شركة "علي بابا" على طلبات متكررة للتعقيب على هذا التقرير، لكن، جو تساي، نائب الرئيس التنفيذي أبدى تفاؤلا في شأن آفاق التجارة الالكترونية في الشركة في مقابلة مع "رويترز" في هونغ كونغ الأسبوع الماضي.

وتكافح "علي بابا" منافسيها الآن على جبهات متعددة. فإلى جانب "جيه دي.كوم" التي تتجه الى طرح أولي قيمته 1.5 مليار دولار في السوق الأمريكية، توجد شركات أخرى تحظى بتمويل جيد مثل "ساننج كوميرس جروب" لتجارة التجزئة في الأجهزة المنزلية ووحدة "يهاوديان" لتجارة التجزئة في مواد البقالة التابعة لمتاجر وول مارت.

كذلك تتزايد مكانة شركات متخصصة أصغر مثل "فيبشوب هولدنجز" لأدوات التجميل.

وقال، بريان وانج، نائب رئيس شركة "فورستر" للأبحاث في بكين: إنه مع اقتناص شركات ذات أسماء تجارية عالمية ومحلية حصصاً على حساب "تي مول" فمن المرجح أن يؤدي هذا إلى استمرار انخفاض حصة "علي بابا" في السوق.

وقال وانج "بكل تأكيد شهدنا في العام الماضي زيادة في عدد العملاء، الذين يسألوننا عن كيفية الانفصال عن "تي مول".

ونقلت شركة "اتش ستايل" لتجارة الملابس عبر الانترنت والتي تحظى بشعبية كبيرة جانبا من نشاطها بعيداً عن منفذ البيع الخاص بها عبر "تي مول" وأصبحت تحقق نصف مبيعاتها عن طريق موقعها الخاص على الانترنت وعن طريق "جيه دي.كوم" وتنسنت.

وساعدت الموارد الضخمة لدى "علي بابا" على صد الشركات الأصغر حتى الآن مثل "أوتو جروب" و"139 شوب.كوم وميكوس لين ونيويج.كوم" وغيرها فأنهت نشاطها. لكن الشركات الباقية، اكتسبت خبرات كبيرة في المنافسة، ولديها طموحات كبيرة.

وبلغ نصيب "جيه دي.كوم" من السوق العام الماضي 14 % بزيادة طفيفة عن العام السابق، لكن خطط الطرح الأولي، واتفاقها مع "تنسنت ستتيح" لها موارد مالية وتشغيلية جديدة.

وشركة "تنسنت" أقل شهرة خارج الصين من "علي بابا" وإن كانت قيمتها السوقية تبلغ نحو 150 مليار دولار.

وستتيح هذه الصفقة "لجيه دي.كوم" الاستفادة من 225 مليون مستخدم نشط شهريا لخدمة "وي تشات" للتراسل في الصين.

وبالإضافة إلى التغيرات التي يتيحها تطور التكنولوجيا فإن المستهلكين أنفسهم يكتسبون عادات جديدة فيصبحون أكثر انتقاء ويتطلعون للحصول على قيمة أكبر مقابل أموالهم.

وقالت، جريس لين (20 عاما)، وهي طالبة في شنغهاي "أنا أميل الآن الى المتاجر المتخصصة، لأن الخدمة في أغلب الأحيان أفضل منها في متاجر التجزئة العملاقة، ودائما ما أجد التوصيل أسرع".

وأضافت "ليس بالضرورة أنني أقلل استخدام "تي مول" لكنني أكثر من استخدام المتاجر الأخرى".

وتشتري "لين" احتياجاتها من مستحضرات التجميل من موقع شركة "فيبشوب"، التي ارتفعت إيراداتها 145% وزاد عدد زبائنها 130% العام الماضي، حسبما قالت الشركة في مؤتمر بالهاتف عن أرباحها الشهر الجاري، كما رفعت "فيبشوب" حصتها من السوق إلى 1.8% العام الماضي.

وقد اشتبك، جاك ما، مؤسس "علي بابا" مراراً في الآونة الأخيرة مع منافسه، بوني ما، وهو الشريك المؤسس لشركة "تنسنت". ولا تربط الاثنتين قرابة على الرغم من تشابه الاسماء.

وتزايدت حدة التصريحات من الشركتين العملاقتين، مع اشتداد التنافس في مجالات من الألعاب الالكترونية إلى المدونات الصغيرة إلى حروب الأسعار من خلال تطبيق استئجار سيارات الأجرة، ونظم الدفع الالكتروني، التي أصبحت الآن موضع فحص دقيق من جانب البنك المركزي الصيني.

فعندما أطلقت "تنسنت" خدمة "المظروف الأحمر" على خدمة التراسل "وي تشات" لتسمح للمستخدمين بإرسال هدايا نقدية، باستخدام الهاتف الذكي خلال رأس السنة الصينية كتب، جاك ما، يقول: إن ذلك هجوم أشبه، ببيرل هاربر، على خدمة "علي بابا"، التي تقدمها شركته، مستعيراً الوصف من الهجوم الياباني على الميناء الأمريكي في الحرب العالمية الثانية.

وقالت "تنسنت" إن أكثر من ثمانية ملايين شخص استخدموا خدمة "المظروف الأحمر".

وقدمت شركة "ويبكو كورب" التي تستثمر فيها "علي بابا" وهي منصة للتواصل الاجتماعي شبيهة "بتويتر" طلبا لطرح عام أولي في السوق الأمريكية بقيمة 500 مليون دولار، يوم الجمعة في إطار سعيها لحماية مكانتها من المنافسة الضارية، من خدمة "وي تشات" التابعة لـ"تنسنت".

وبلغ عدد مستخدمي شبكة الانترنت على الهواتف المحمولة في الصين 500 مليون مستخدم في العام الماضي، ومن المقدر أن يصل العدد إلى 750 مليوناً عام 2017 وفق بيانات "آي ريسيرش" للاستشارات.

المساهمون