انطلاق القمة العربية اليوم في الكويت بأجواء استثنائية

انطلاق القمة العربية اليوم في الكويت بأجواء استثنائية

25 مارس 2014
أمير الكويت في استقبال أمير قطر
+ الخط -

تنطلق أعمال القمة العربية في دورتها العادية الـ 25 اليوم الثلاثاء في الكويت، وتستمر يومين. وبينما تسود أجواء الخلاف الخليجي وتباينات في الموقف من تمثيل سوريا وتطورات الأوضاع في مصر، يسعى الزعماء العرب إلى اتخاذ موقف موحد بشأن التحديات الإقليمية.

وسيغيب ثمانية من القادة العرب عن القمة العربية، إذ تم التأكد من عدم مشاركة الرئيس العراقي جلال طالباني، وذلك لأسباب مرضية، ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي أجرى عملية جراحية مؤخراً، وسيمثل دولة الإمارات حاكم إمارة الفجيرة، الشيخ حمد بن محمد الشرقي، بالإضافة إلى عدم دعوة الرئيس السوري بشار الأسد، كما يغيب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بسبب وضعه الصحي، بالإضافة إلى غياب عدد من قادة الخليج والمغرب العربي.

وتوقعت مصادر دبلوماسية أن يشارك سلطان عُمان، السلطان قابوس في قمة الكويت، عازية ذلك إلى العلاقة التي تجمعه مع أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وسيشارك في قمة الكويت رؤساء دول لأول مرة في القمم العربية. إذ ترأس أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني وفد بلاده، ليحضر لأول مرة قمة عربية، ومن المنتظر أن يسلم رئاسة القمة إلى الكويت ويلقي كلمة في افتتاح جلسة أعمالها الأولى.
وكان أمير دولة قطر قد وصل مساء أمس الإثنين إلى دولة الكويت، حيث كان في استقباله والوفد المرافق بالمطار، أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.

وأعرب الشيخ تميم بن حمد في بيان للصحافة عن أمله في أن تسهم القمة في دعم التضامن العربي لمواجهة التحديات الراهنة، مشيرا إلى أن هذه القمة تأتي في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة الدقة، تقتضي تكثيف الجهود المشتركة من أجل التعامل معها.

وتأتي هذه القمة في أعقاب خلاف غير مسبوق بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. إذ استدعت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين سفراءها لدى قطر في الخامس من مارس/آذار الجاري، بزعم تدخل الدوحة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
ولا يعرف إن كان سينتج عن القمة انفراج بين هذه الدول، أو أن خلافاتها القائمة ستزداد تعقيدا، فالتصريحات الرسمية من بعض المشاركين في اجتماع وزراء الخارجية العرب، مساء أمس الإثنين، تمهيداً للقمة، تؤكد أن الاجتماع لم يشهد أي توتر، ولم يتناول قرار السعودية والإمارات والبحرين في وقت سابق هذا الشهر سحب سفرائها من قطر.
وهذا ما أكده وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي حضر الاجتماع، إذ قال إن "الاجتماع لم يشهد أي توتر". ولكن تصريحات وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، أول من أمس الأحد، والتي استبعد فيها حصول مصالحة عربية في القمة، بددت التكهنات التي ترجح حدوث انفراج.
وقال فهمي في مؤتمر صحافي: "لا أتوقع أن نخرج من قمة الكويت والأطراف مقتنعة بأن الأمور تمت تسويتها لأن الجرح عميق". وأضاف: "وحتى إذا توصلنا إلى صيغة وهذا مستبعد.. نحتاج جميعاً إلى فترة لكي تتم ترجمة هذه الصيغة إلى التزام حقيقي بمواقف وخطوات تنفيذية تعكس تغييراً في السياسات". كما أكد فهمي أنه لم يلتق نظيره القطري خالد العطية خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة.

ويتوقع كذلك أن تهيمن الأزمة السورية على أجواء القمة، في ظل خلاف محتدم على الجهة التي ستشغل مقعد سوريا في القمة، إذ يستبعد مسؤولون في الجامعة العربية تسليمه إلى المعارضة السورية.
وكانت قطر قد نفت وجود خلافات مع جارتها السعودية بشأن الموقف من الثورة السورية، وأكدت أن كلا البلدين لديهما "أعلى قدر من التنسيق".

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مصرية الأسبوع الماضي "هناك حاجة ماسة إلى تصفية الأجواء العربية والاستفادة من انعقاد القمة"، وأضاف في تصريحات منفصلة خلال مؤتمر صحافي أن "الخلافات" بين الدول العربية ستؤثر على قرارات القمة.

وأصدرت الحكومة السعودية، أمس الإثنين، بيانا بروتوكوليا، أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس)، تمنت فيها التوفيق للقادة العرب، وذلك في ختام جلسة مجلس الوزراء السعودي التي ترأسها ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، الأمير سلمان بن عبد العزيز.

وأعرب وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، جبران باسيل، أيضا عن تقديره لدعم الكويت المستمر ومساعدتها لبنان، ولاسيما ما يتعلق بقضية اللاجئين السوريين على أراضيه.
وقال باسيل في مؤتمر صحافي إن "الكويت تعد من أوائل الدول التي قدمت المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين"، معتبراً قضية النازحين في لبنان أحد المخاطر التي تهدد لبنان اقتصادياً وأمنياً.
واتفق وزراء الخارجية في ختام اجتماعهم، مساء أمس الإثنين، على بيان الكويت والبنود الخمسة التي سيناقشها القادة العرب، والتي تمثلت في بحث القضية الفلسطينية، واحتلال إسرائيل لهضبة الجولان، ودعم لبنان سياسيا، والأزمة الإنسانية الناشئة عن الأزمة في سوريا، واستضافة مصر لأعمال القمة الـ 26 المقبلة، بعد أن تنازلت عنها أبو ظبي للقاهرة. كما اتفق وزراء الخارجية العرب على توفير شبكة أمان بـ100 مليون دولار لدعم فلسطين.
ويرى مراقبون أن الخلافات الخليجية والعربية تجعل تبني قرارات مؤثرة، أو حتى مواقف مشتركة، أمراً في غاية التعقيد.

المساهمون