اليمن: تحرير 50 مهاجراً إفريقياً من عصابات تهريب

09 يونيو 2014
القوات الدولية تتابع 25 سفينة انطلقت من ليبيا (Getty)
+ الخط -

أعلن مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية الإثنين "تحرير 50 مهاجراً إفريقياً تعرضوا للتعذيب من قبل عصابات تهريب في مديرية حرض الحدودية بين اليمن والسعودية، معظمهم من النساء". وأضاف أنهم "كانوا محتجزين لدى مهربين، وقد تعرضوا للتعذيب الوحشي".

وأكدت الوزارة أنها "وجهت قوات الأمن للاستمرار في اقتحام المنازل التي يحتجز فيها الأفارقة"، مضيفة أن "التوجيهات شملت ضبط المهربين وتقديمهم إلى القضاء". وتابعت أنها "تحقق في حادثة العثور على جثتي إفريقيين في مكب للنفايات، وقد تعرضا للتعذيب".
وكان تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" صدر الشهر الماضي حول "معسكرات تعذيب" لأفارقة في منطقة حدودية بين اليمن والسعودية.

من جهة أخرى، وصل حوالى ألفي مهاجر إلى ثلاثة مرافئ إيطالية صباح الإثنين، إثر العملية الدولية الواسعة التي تجري هذه الأيام في البحر المتوسط لإنقاذ 25 سفينة انطلقت من ليبيا محملة بمهاجرين.

وقد وصلت مجموعة كبيرة مؤلفة من حوالى 1300 مهاجر في الصباح إلى مرفأ تارانتو في بوليا (جنوب شرق إيطاليا) على متن السفينة "اتنا" الإيطالية، كما ذكرت وسائل الإعلام.
وهؤلاء المهاجرون بينهم مئة امرأة وعشرة أطفال، قد أُنقذوا أمس الأحد في إطار عملية البحرية العسكرية الإيطالية المسماة "ماري نوستروم"، التي قامت بها روما بعد غرق سفينتين في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ومصرع أكثر من 400 شخص. ومعظم اللاجئين من السوريين والسودانيين.

ووصلت مجموعة ثانية من 529 مهاجراً في الصباح إلى باليرمو عاصمة صقلية، وهؤلاء اللاجئون ومنهم 120 امرأة -عشر منهن حوامل- و19 طفلاً، كانوا على متن سفينة شحن بَنَمية تسمى "سيتي أوف صيدون" التي جمعتهم خلال بضع عمليات إغاثة في المتوسط.

وعلى إثر وصول آلاف اللاجئين في الأيام الأخيرة إلى المرافئ الإيطالية، لاسيما صقلية، امتلأت مراكز الاستقبال، ومنها مركز باليرمو، واستنفرت الهيئات الدينية لإيواء الواصلين الجدد.

وبعد الانتهاء من عمليات التحقق من الهويات، سيتم نقل اللاجئين إلى مراكز كاريتاس في باليرمو.

ووصلت مجموعة ثالثة من 211 مهاجراً إلى مرفأ باتسالو في صقلية قرب راغوس، لكنهم سينقلون أيضاً إلى مكان آخر، وهو مركز الاستقبال المحلي الذي يُؤوي حتى الآن 400 شخص.

وقامت البحرية الإيطالية والمالطية والأميركية بعملية كبيرة لإنقاذ آلاف المهاجرين في الأيام الأخيرة.
وأقر نائب مدير وكالة "فرونتكس" الأوروبية لمراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي جيل ارياس فرنانديز، في تصريح أدلى به في الفترة الأخيرة، بأن الحركة من منطقة طرابلس "ستتواصل لأن مئات آلاف المهاجرين وصلوا إلى البلاد (ليبيا) ويريدون مغادرتها بسبب الاضطرابات".

وبفضل الأحوال الجوية الملائمة، وصل حتى الآن آلاف المهاجرين واللاجئين، سوريون وإريتريون وفقراء من إفريقيا جنوب الصحراء، أو هم على وشك الوصول إلى السواحل الإيطالية، خصوصاً المرافئ الصقليّة المكتظة.

وتقول السلطات الإيطالية إن أكثر من خمسين ألف مهاجر، وصلوا منذ بداية السنة إلى إيطاليا، أي ما يوازي العدد الذي وصل خلال العام الماضي بأكمله.

وقد وصل إلى مالطة 2200 مهاجر، كما ذكرت السلطات المالطية.

المغرب توقف 65 مهاجراً

وفي سياق ذي صلة، أوقفت عناصر الأمن المغربية المكلفة مراقبة السواحل، 65 مهاجراً غير شرعي قرب شاطئ مدينة تطوان شمالي المغرب، حسبما أفاد اليوم الإثنين، بيان رسمي لمحافظة مدينة تطوان.

وبحسب البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية، فإن هؤلاء "الأشخاص الذين تم توقيفهم كانوا

يستعدون للإبحار على متن قاربين مطاطيين، وقد تم إحباط هذه المحاولة، بفضل يقظة العناصر الأمنية".

إضافة إلى ذلك، أوقفت السلطات المغربية الجمعة الماضي، قرب مدينة طنجة، شمال المملكة 94 مهاجراً غير شرعي كانوا يستعدون للإبحار باتجاه السواحل الإسبانية، حسبما أعلن مصدر رسمي مغربي.

ومنذ مطلع العام، ازداد تدفق المهاجرين غير الشرعيين من المغرب على مدينتي سبتة ومليلية الإسبانيتين شمالي المغرب، واللتين تشكلان الحدود البرية الوحيدة بين القارتين الإفريقية والأوروبية.

وبداية أيار/مايو أصيب عشرون مهاجراً غير قانوني، إضافة إلى رجلي أمن مغربيين، واعتقلت السلطات الأمنية المغربية 669 من أصل 750 مهاجراً حاولوا عنوة اجتياز السياج الحدودي لمدينة مليلية الإسبانية شمال شرق المغرب.

ويحاول مهاجرون آخرون بطريقة غير قانونية الوصول إلى إسبانيا عبر مضيق جبل طارق الذي يفصل بين أوروبا وإفريقيا، بمسافة تقدر بخمسة عشر كيلومتراً.

وتعد مدينة طنجة، ومعها مدينة تطوان من أقرب المدن المغربية إلى أوروبا، حيث يمكن رؤية جبل طارق والسواحل الأوروبية بالعين المجردة.

ولقي 15 مهاجراً غير قانوني مصرعهم غرقاً بداية شباط/فبراير، بعد إطلاق حرس الحدود الإسباني أعيرة مطاطية على قواربهم، ما جلب على الحكومة الإسبانية انتقادات شديدة من الجمعيات الحقوقية والاتحاد الأوروبي.

ومنذ ذلك الوقت، تلقى الحرس الإسباني على حدود المدينتين أوامر بعدم استخدام الأعيرة المطاطية للتصدي لهجمات المهاجرين غير النظاميين، فيما تضاعفت محاولات هؤلاء المهاجرين اقتحام السياج في الفترة الأخيرة.

وأكدت وزارة الداخلية الاسبانية، في تقرير خاص عن الهجرة غير النظامية، صدر بداية 2014، انخفاض الهجرة السرية عن طريق البحر بنسبة 15 في المئة مقارنة مع سنة 2012. وبحسب الأرقام الرسمية المغربية، فقد سُجّلت ثلاثون محاولة لاقتحام السياج، خلال العام 2011، وارتفعت المحاولات إلى 40 خلال 2013، وفي المقابل انخفض عدد مستعملي "قوارب الموت" بنسبة 95 في المئة خلال السنوات العشر الأخيرة.

في مقابل ذلك، تمّ خلال السنوات الثماني الأخيرة إرجاع 14 ألف مهاجر من دول جنوب الصحراء، في إطار ما يسمى بالعودة الطوعية، أربعة آلاف منهم بالتعاون والشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة.

ويؤكد المغرب أن ما بين 30 و40 ألف مهاجر غير شرعي موجودون حالياً على أراضيه، وقد أعلنت الرباط عن "سياسة جديدة للهجرة" تنص خصوصاً على تسوية أوضاع آلاف المهاجرين.