المناهضون للاتحاد يضاعفون عدد مقاعدهم في البرلمان الأوروبي

المناهضون للاتحاد يضاعفون عدد مقاعدهم في البرلمان الأوروبي

26 مايو 2014
فالس يصف فوز حزب لوبان بالزلزال السياسي (دورسون ايدمير/الأناضول/Getty)
+ الخط -

حقق القوميون، في عدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي، نصراً كبيراً في انتخابات البرلمان الأوروبي، التي جرت خلال الأيام الأربعة الماضية، إذ ضاعف منتقدو الاتحاد المقاعد التي يشغلونها، واستطاع "النازيون الجدد"، في ألمانيا، أن يدخلوا البرلمان للمرة الأولى. وتعكس هذه النتائج الغضب، الذي يعم القارة الأوروبية، من سياسات التقشف والبطالة والهجرة.

ووصف رئيس الوزراء الفرنسي، امانويل فالس، الفوز الذي حققه حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف، بزعامة ماري لوبان، بأنه "زلزال سياسي". وتعهد فالس بالتزام حكومته بـ "خفض الانفاق والضرائب التي ستخفف من آلام الناخبين الذين رفضوا الحزب الحاكم، بسبب الإحباط والبطالة والصعوبات الاقتصادية".

ومع بروز حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف، كأكثر الأحزاب الفرنسية شعبية في انتخابات البرلمان الأوروبي، قرر الرئيس الفرنسي، فرانسو هولاند، الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ مع كبار وزراء حكومته لمناقشة النتائج.

"
الرئيس الفرنسي يدعو إلى عقد اجتماع طارئ مع كبار وزراء حكومته لمناقشة النتائج

"

في المقابل، قالت زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، التي دفعت الحزب الاشتراكي الحاكم برئاسة هولاند، إلى المركز الثالث، لأنصارها، إنّ "الشعب قال كلمته عالية وواضحة. إنه لا يريد أن يحكمه بعد الآن من هم خارج الحدود، من خلال مفوضي الاتحاد الاوروبي والتكنوقراط غير المنتخبين".

وفي اقتراع أثار المزيد من الشكوك بشأن مستقبل بريطانيا في الاتحاد، على المدى الطويل، حقق حزب "استقلال المملكة المتحدة" المناهض للوحدة الأوروبية والمطالب بانسحاب بريطانيا الفوري من الاتحاد، مكاسب أفضل من حزب "المحافظين" بزعامة رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، وحزب "العمال" المعارض، بعد الإعلان عن نصف النتائج تقريباً.

وفي إسبانيا، ألقت تبعات الأزمة الاقتصادية، التي تعاني منها البلاد، بظلالها على نتائج الانتخابات، إذ أعلنت الداخلية الإسبانية أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 45.7 في المائة، بزيادة طفيفة جداً مقارنة بانتخابات عام 2009. ووفقاً لنتائج رسمية غير نهائية، حقق "حزب الشعب" اليميني الحاكم، 16 مقعداً في الانتخابات، بينما حققت أحزاب المعارضة الإسبانية 39 مقعداً.

وفي ألمانيا، خسر حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل 5 من مقاعده الـ 34 في البرلمان الأوروبي، لينخفض عدد مقاعده في الدورة الانتخابية الحالية إلى 29 مقعداً وفقاً لنتائج رسمية غير نهائية.

وأصبح حزب "النازيون الجدد" الألماني، للمرة الأولى في تاريخه، ممثلاً في البرلمان الأوروبي، وحصل الحزب "القومي الديموقراطي"، الذي حصد 300 ألف صوت تمثل نسبة واحد في المائة، على مقعد من أصل الـ 96 المخصصة لألمانيا في البرلمان الجديد بعدما كانت 99 مقعداً في انتخابات 2009.

"
أصبح حزب (النازيون الجدد) الألماني، للمرة الأولى في تاريخه، ممثلاً في البرلمان الأوروبي

"

واستفاد الحزب اليميني المتطرف من إصلاح النظام الانتخابي الألماني للاقتراع الأوروبي، الذي انتقل إلى النظام النسبي، بشكل لا يحدد عتبة دنيا من أجل الحصول على نائب.

كما تصدر حزب "اتحاد الديمقراطيين المسيحيين"، المعارض في هولندا، الانتخابات، وتمكن من الفوز بـ 5 مقاعد في البرلمان الأوروبي، بينما فاز أقرب منافسيه، حزب "الديمقراطيين اللبيراليين اليساري" و"حزب الحرية" اليميني المتطرف، بـ 4 مقاعد لكل حزب.

وحقّق حزب "الشعب الدانماركي" اليميني المتطرف المعارض، تقدماً ملحوظاً في الانتخابات الحالية، مقارنة بالدورة السابقة لانتخابات الاتحاد الأوروبي، إذ تمكن من زيادة عدد أعضائه في البرلمان، من عضو واحد إلى 4 أعضاء، فيما وصف زعيم الحزب، كريستيان ثوليسن داهل، النتائج التي حققها حزبه بـ"غير المنتظرة".

وفي كرواتيا، فاز "الاتحاد الديمقراطي" بـ 5 مقاعد من أصل 11 مقعداً مخصصاً لكرواتيا في البرلمان الأوروبي، تلاه الحزب "الاشتراكي الديمقراطي" بـ 4 مقاعد، فيما فاز كل من "حزب أوراه" و"حزب الاتحاد الكرواتي" بمقعد واحد لكل منهما.

وأظهرت النتائج الرسمية الأولية في دول الاتحاد، وعددها 28 دولة، أن أحزاب يسار الوسط، ويمين الوسط، المؤيدة للاتحاد، ستشغل نحو 70 في المائة من مقاعد البرلمان الأوروبي البالغ عددها 751 مقعداً، لكن عدد الأعضاء المناهضين للاتحاد سيتضاعف.