المغرب: ترقب نتائج التحقيق عن مصانع تحولت بؤرة لكورونا

المغرب: ترقب نتائج التحقيق عن مصانع تحولت إلى بؤرة لفيروس كورونا

22 يونيو 2020
أحد أعضاء الفريق الطبي بالمستشفى الميداني العسكري بالرباط (Getty)
+ الخط -

يسود الترقب في المغرب لنتائج التحقيق، الذي فتحته السلطات، بشأن ظهور بؤرة وبائية للعدوى بفيروس كورونا في بعض الوحدات الخاصة بتعليب الفواكه الحمراء بإقليم (محافظة) القنيطرة، وذلك بالتزامن مع أخبار راجت اليوم الإثنين، عن إقالة مندوبي وزارة الصحة بالقنيطرة والعرائش.

وفي الوقت الذي تتوجه فيه الأنظار إلى نتائج التحقيق، المنتظر الإعلان عنها خلال الساعات القادمة، كشف وزير الشغل والإدماج المهني، محمد أمكراز، مساء الإثنين، أن أعضاء لجنة التحقيق، في أسباب ظهور مئات الإصابات بفيروس كورونا في بعض معامل تعليب الفراولة بدائرة "لالة ميمونة" بمحافظة القنيطرة، بصدد صياغة تقريرهم حول نتائج وخلاصات التحقيق الذي أجروه يومي السبت والأحد الماضيين.

وأوضح أمكراز، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، الغرفة الأولى للبرلمان المغربي الإثنين، أن التقرير الذي سترفعه لجنة التحقيق المكونة من وزارات الصحة والداخلية والفلاحة والشغل سيرتب المسؤوليات بكل تأكيد.

ويأتي ذلك، في وقت سارعت فيه وزارة الصحة إلى نفي الأخبار التي راجت حول إقالة المندوبين الإقليميين للصحة بمحافظتي القنيطرة والعرائش، على خلفية ظهور بؤرة وبائية في أربعة مصانع في منطقة "لالة ميمونة"، بعد تسجيل أكثر من 700 إصابة بفيروس كورونا.

بالمقابل، تصاعدت مطالب جمعيات حقوقية ونسائية مغربية لمحاسبة المسؤولين عن ظهور البؤرة وإقالة فورية لكلّ من وزير الشغل والإدماج المهني، الوصي على القطاع، ومندوب وزارة الصحة بالقنيطرة، "لفشلهما الواضح في تدبير تداعيات الوباء".

إلى ذلك، كشف وزير الشغل، الذي ناب عن وزير الصحة بعد اعتذار هذا الأخير عن حضور جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، اليوم الاثنين، بدعوى المرض، أن المغرب سجل منذ بداية تفشي وباء كورونا ما يزيد عن 470 بؤرة وبائية، لافتاً إلى أن إجراءات الحجر الصحي والقرارات المرتبطة بها مكنت من تسطيح المنحى الوبائي أحياناً كثيرة.

وقال أمكراز، إن الوضع الوبائي مازال متحكماً فيه حتى اليوم، وذلك بفضل المجهودات المبذولة من قبل السلطات لاحتواء الفيروس، والتطويق السريع للبؤر المكتشفة وعزل كل المخالطين، والانتقال في مرحلة ثانية لإجراء الكشف المبكر عبر توسيع التحاليل إلى أقصى مدى ممكن داخل الوحدات الإنتاجية.

الوزير المغربي أوضح أن مؤشر انتشار المرض عرف انخفاضاً على الصعيد الوطني، حيث بلغ 0.76 مع اختلاف من جهة لأخرى، في حين سجلت حالات التعافي قفزة مهمة في الأسابيع الأخيرة، فبعد أن وصلت إلى 90% في بداية شهر يونيو/ حزيران الجاري، عادت للتراجع بسبب بعض البؤر المكتشفة إلى 83.85%.

وأوضح أنه بالموازاة مع ذلك، ظل تراجع معدل الوفيات مستقراً بين 0 حالة وحالتين يومياً، وهو أحد أدنى معدلات الوفيات على الصعيد العالمي، بنسبة 2.17%، بعد أن كانت هذه النسبة تصل في البداية إلى 4.2%، مشيراً إلى أن معدل الشفاء تجاوز 80% جراء حقن المصابين بمجرد وصولهم إلى المستشفيات بمادة "إينوكس بارين" التي تحول دون تخثر الدم في الشرايين، والتكفل بالمرضى المصابين منذ مارس/ آذار الماضي باستخدام دواء الكلوروكين.

وفي رد على المطالب بالتحقيق في مختلف الصفقات العامة التي أبرمتها وزارة الصحة، في إطار التدابير الحكومية التي اتخذتها لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وإعداد البنى التحتية وتوفير العلاجات، قال أمكراز إن جميع الصفقات التي أجرتها وزارة الصحة في الآونة الأخيرة كان لها طابع استعجالي، وفق مرسوم استثنائي، والبرلمان له الآليات الكفيلة بالمراقبة والتتبع ويمكن تشكيل لجنة تقصٍّ في هذه الصفقات.

ومساء اليوم أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 195 إصابة جديدة بفيروس كورونا، لترتفع الحصيلة الإجمالية للإصابات بالمملكة إلى 10172 إصابة، كما تم تسجيل 82 حالة شفاء جديدة، رفعت عدد المتعافين إلى 8366، أي بمعدل 82.2%، فيما استقر مجموع الوفيات المسجلة على 214، أي بنسبة 2,1%.​

دلالات

المساهمون