القمة تنطلق بمشهد ملطف يجمع قطر والسعودية في الكويت

القمة تنطلق بمشهد ملطف يجمع قطر والسعودية في الكويت

25 مارس 2014
مقعد سوريا خلال الاجتماع التمهيدي للقمة (ياسر الزيات)
+ الخط -

انطلقت قبل قليل، القمة العربية العادية، الخامسة والعشرون، في دولة الكويت، تحت عنوان "قمة التضامن لمستقبل أفضل". ويترأس الدورة الحالية أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد، بعد تسلمه أعمال القمة رسمياً من أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وفي مبادرة لتلطيف الأجواء المضطربة داخل البيت الخليجي، دخل أمير الكويت الى قاعة الاجتماع رفقة أمير قطر، وولي العهد السعودي الأمير، سلمان بن عبد العزيز، ليتسلم بعدها رئاسة القمة من الأمير، تميم.

وبدأت القمة بكلمة رئيس الدورة السابقة أمير دولة قطر، الذي شدد على علاقات الأخوة مع مصر وأهمية العلاقات مع الخليج، وتمنى لـ"الشقيقة الكبرى مصر الأمن والاستقرار السياسي" ودعم تطلعات شعبها، متمنياً تحقق ذلك عن طريق الحوار.

وتحدث عن الاتهامات بالإرهاب، قائلاً: لا يمكن أن يخرج العراق من دائرة الشقاق باتهام شرائح كاملة بالإرهاب، الإرهاب لديه تعريف محدد. ولا يجب أن ندمغ بالإرهاب طوائف كاملة أو نتهم به كل من نختلف معه سياسياً. كما لا يجوز أن يتهم كل من لا يمكنه الحفاظ على وحدة وطنية دولاً أخرى بدعم الإرهاب في بلده".

وقال الأمير إن بلاده تسلمت القمة السابقة في "ظروف دقيقة وبالغة الحساسية"، ما دفعها إلى "تطبيق قرارات قمة الدوحة بحذر شديد" مضيفاً: أن القمة الحالية "تنعقد في ظل ظروف مماثلة". وشدد على أن الاستقرار في المنطقة "لن يتحقق دون تسوية عادلة للقضية الفلسطينية"، مؤكداً أن الممارسات الإسرائيلية تشكل "عقبة أمام السلام"، مستنكراً حصار قطاع غزة واستمرار الانقسامات بين الفلسطينيين.

ووصف ما يجري في سوريا بأنه "كارثة إنسانية" تزداد تفاقماً "دون أفق لحل دولي". وأضاف أن النظام السوري "ماض في غيه وتعنته". وقد أشار إلى مقتل وجرح مئات الآلاف وتهجير تسعة ملايين شخص قبل أن يجزم بأن "الأسلحة الكيماوية وفوهات المدافع لا يمكن أن تقضي على طموحات الشعب السوري".

وبعد إنهاء كلمته سلم أمير قطر الى نظيره الكويتي رئاسة القمة. وقال أمير الكويت في كلمته الافتتاحية: إن ما يحدث في سوريا كارثة إنسانية تهدد الأمن والاستقرار في العالم، ولفت الى أنه مخطئ من يعتقد أنه بعيد عن تداعيات هذه الأزمة. وشدد على أن خطر النزاع المدمر في سوريا تجاوز الحدود السورية والاقليمية، داعياً الى العودة الى مجلس الأمن لحل هذه الأزمة.

وبخصوص الخلافات العربية، قال الأمير: إن الخلافات التي اتسع نطاقها في أمتنا العربية تستوجب نبذ الخلافات، وتوحيد الصف والظروف الدقيقة تستدعي العمل المشترك لتحقيق تطلعات شعوبنا". كما تطرق الى الوضع اللبناني، فبارك تشكيل الحكومة الجديدة، وشدد على أهمية الاستقرار فيه.

بدوره، دعا ولي العهد السعودي، الأمير سلمان، ولي العهد السعودي إلى تغيير في ميزان القوى على الأرض في الصراع السوري، مشيراً الى أن الأزمة هناك وصلت إلى أبعاد كارثية. وأبدى استغرابه لعدم منح وفد الائتلاف المعارض مقعد سوريا في القمة العربية.

ووسط أزمات سياسية عربية وخليجية طاحنة، تنعقد القمة لتناقش عدداً من الملفات، أبرزها القضية الفلسطينية، وحسم كيفية التعامل مع مطالب الكيان الصهيوني المتمثل بالاعتراف بيهودية دولة فلسطين المحتلة. كما يناقش قضية تطرح لأول مرة على جدول أعمال القمم العربية وهي " مكافحة الإرهاب "، إضافة الى الأزمة السورية وتداعياتها في ظل فشل الاجتماع الأخير، لوزراء الخارجية العرب في حسم تمثيل سوريا بالقمة. وآخر الملفات التي ستتناولها القمة الحالية، هو التوصل الى آلية عمل تطور من أداء الجامعة العربية وتفعيل دورها في ظل أزماتها الداخلية، فيما لا يعول كثيرون على نتائجها.

وقال وكيل وزارة الخارجية الكويتية، خالد الجارالله، في تصريحات للصحفيين: إن أعمال القمة سوف تستغرق يوماً واحداً فقط هو اليوم، وسوف يصدر البيان الختامي وإعلان الكويت اليوم مساءً.

ويشارك في القمة 13 أميراً ورئيساً، بينهم الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، الذي يلقي كلمته مساءً، كما يلقي رئيس "الائتلاف الوطني السوري المعارض"، أحمد الجربا، كلمته اليوم أمام القمة على الرغم من رفض تمثيل الائتلاف في مقعد سوريا كبديل من نظام، بشار الأسد. ويتوقع أن تكون كلمته عن المطالبة بتسليح المعارضة السورية لمواجهة الآلة العسكرية وسلاح الطيران التابع لجيش الأسد.

المساهمون