العراق: خيبة أمل من إطلاق سراح مجموعة "حزب الله"

العراق: خيبة أمل من إطلاق سراح مجموعة "حزب الله"

01 يوليو 2020
أفرج عن عناصر المجموعة بعد أيام من اعتقالهم (Getty)
+ الخط -

يشعر عراقيون ومتابعون للشأن السياسي والأمني في البلاد بخيبة أمل كبيرة من حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بعد إعلان الإفراج عن عناصر مليشيا "كتائب حزب الله"، العراقية، التي اعتقلت الخميس الماضي، من قبل قوات خاصة تتبع جهاز مكافحة الإرهاب، وقالت السلطات الحكومية إنها صادرت صواريخ كاتيوشا مع منصات إطلاق وأسلحة، مؤكّدة أن المجموعة كانت تستعد لمهاجمة مواقع رسمية، وهو ما اعتبره الشارع العراقي خطوة شجاعة من الحكومة لوقف تجاوزات المليشيات المرتبطة بإيران على القانون والنظام وسلطة الدولة.

واليوم الثلاثاء علّق المتحدث باسم الحكومة العراقية، أحمد الملا طلال، على إطلاق سراح مجموعة مليشيا "حزب الله"، بأن القضاء أفرج عن 13 شخصاً منهم وبقي شخص واحد من المجموعة التي تم اعتقالها، موضحاً أن مسؤولية الحكومة فرض هيبة الدولة، وليس لرئيس الوزراء أي تدخل في الأوامر القضائية.

وأظهرت صورٌ أفراد مجموعة حزب الله المفرج عنهم وهم يحتفلون بحرق صور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والدوس عليها بأقدامهم إلى جانب العلم الأميركي وعلم الاحتلال الإسرائيلي في بغداد، فيما حذّرت المليشيا بأنها ستقطع يد من يحاول استهدافها مرة أخرى، وأن "سلاح المقاومة هو أصل من أصول الشرعية ولن يتم تسليمه."

وقال عضو في البرلمان العراقي ببغداد لـ"العربي الجديد"، تعليقاً على الموضوع، إن "المليشيات تشعر بنشوة الانتصار على الدولة العراقية"، مضيفاً أن "إطلاق سراحهم رغم العثور على الصواريخ والأسلحة ومع ما فعلته المليشيات من محاصرة مبنى حكومي والاعتداء على الأمن والتلويح بالسلاح كان بمثابة رسالة تنازل من الحكومة"، معتبراً أن "رئيس الوزراء اصطدم بحقيقة توغل المليشيات والأوراق التي تمتلكها، لذا من غير المرجح أن يواجهها في تحدٍّ آخر، على الأقل في الوقت الحالي".

الناشط المدني علي الحياني قال لـ"العربي الجديد" إن "عملية القبض على مجموعة كتائب حزب الله كانت خطوة غير مسبوقة وبارقة أمل للحالمين ببناء دولة يسودها القانون وتنهي فوضى السلاح المنفلت، وأعتقد أن الكاظمي تراجع عنها مرغماً"، مشيراً إلى أن "هناك مخاوف من أن الكاظمي سيحاول غضّ النظر عن تصرفات تلك الجماعات مثل فعل أسلافه، بعد سلسلة التهديدات التي أعلنها قادة الفصائل بصورة علنية".

من جهته، أشار المحلل السياسي والباحث عبد الله الركابي إلى أن "المتظاهرين في ساحتي التحرير ببغداد والصدرين في النجف، كانوا قد أيّدوا الحراك الحكومي لمنع استمرار استهداف المنطقة الخضراء ومقرات السفارات، ومنها السفارة الأميركية، إلا أنهم باتوا يشعرون بخيبة أمل كبيرة بحكومة مصطفى الكاظمي بعد الإهانة التي تعرضت لها من قبل قادة بالفصائل، ومنهم المعروف باسم "أبو علي العسكري" الذي وسم رئيس الوزراء العراقي بالمسخ، وهو ما يعني أن الحكومة في مرمى السلاح المنفلت والولاءات الخارجية".

وأكمل في اتصالٍ مع "العربي الجديد" بأن "الكاظمي أراد من خلال عمليته أن يبعث برسائل إلى كل الجهات المسلّحة في البلاد، بأن الدولة العراقية لا تزال قوية وبإمكانها أن تعتقل أي شخص أو جماعة خارج نطاق الدولة، وقد نجح في ذلك على الرغم من إخفاقه في عملية الإبقاء على المعتقلين من مليشيا الكتائب".

في المقابل قال الباحث في الشأن العراقي لقاء مكي، عبر "تويتر": "عناصر كتائب حزب الله العراقي يدوسون على صورة الكاظمي بعد الإفراج عنهم. الآن ستشدد المليشيات وتزيد جرعة التمرد على رئيس الوزراء. كان على الكاظمي أن يتوقع ذلك، الضربة التي لا تكسر الظهر، تقويه".

أما أيمن حميد، وهو مغنٍّ ساخر في العراق، فقد أشار إلى أن "عناصر الكتائب الذين تم الإفراج عنهم من قبل القضاء، يدوسون على صورة الكاظمي ويوجهون رسالة: (نحن أكبر من الدولة كلها وأكبر من رئيس الوزراء).. زين العفو انتم كحشد المفروض تابعين لرئيس الوزراء اللي دتدوسون على صورته؟ بس يلا احنا ننتظر أمن الحشد يحاسبكم".

إياد الدليمي، وهو كاتب وشاعر عراقي، رأى أن "ما جرى أمس من عملية إفراج عن إرهابيين من حزب الله بعد يومين من اعتقالهم يؤكد من جديد فشل العملية السياسية في العراق، وهو رسالة للذين ما زالوا يعتقدون بجدوى الإصلاح لهذه العملية السياسية، لا إصلاح في العراق إلا بثورة شعبية شاملة تستأصل كل هذا القيح الذي علق بجسد العراق".