الضفة تشيّع شهيدين.. ومستوطنون يهاجمون مسيرة

الضفة تشيّع شهيدين.. ومستوطنون يهاجمون مسيرة

22 يونيو 2014
من تشييع الطريفي (عصام رملاوي/الأناضول/Getty)
+ الخط -

 

 

هاجم عدد من الإسرائيليين من مستوطنة "بزغوت"، المقامة على أراضي الفلسطينيين في مدينة البيرة، اليوم الأحد، المشاركين في تشييع محمد الطريفي، الذي استشهد فجر اليوم برصاص جيش الاحتلال وسط مدينة رام الله، وأطلقوا الرصاص الحي في الهواء وباتجاه المشيعين.

وقال مراسل "العربي الجديد" إن نحو ثلاثة مستوطنين وقفوا يراقبون مسيرة التشييع ويشيرون باتجاه المشيّعين الذين تواجدوا في مقبرة الشهداء القريبة من المستوطنة، ما استفز الأخيرين. كما قام المستوطنون بإلقاء الحجارة تجاه الشبان، الذين ردوا على المستوطنين بالرشق بالحجارة، ثم أحرقوا أعشاباً جافة محيطة بسياج المستوطنة.

وأضاف: "قام المستوطنون باستدعاء أفراد أمن المستوطنة وأطلقوا الرصاص الحي في الهواء وتجاه المشيّعين، من أجل تفريقهم، ودارت اشتباكات مع جنود الاحتلال الذين وصلوا بتعزيزات إلى المكان، من أجل الدفاع عن المستوطنين".

وشارك نحو أربعة آلاف من الفلسطينيين في مسيرة التشييع، فيما نعت حركة الجهاد الإسلامي شهيدها، وقالت إنه أحد عناصرها في مدينة رام الله.

وتميزت مسيرة التشييع بالهتافات الموحدة ضد التنسيق الأمني والمفاوضات مع الاحتلال، فضلاً عن تمجيد المقاومة. وخرج أنصار الجهاد الإسلامي و"حماس" و"فتح" والجبهتين الشعبية والديمقراطية، رافعين رايات فصائلهم، ورافضين التنسيق الأمني.

وانتقد المشيّعون السلطة الفلسطينية ونهجها قائلين: "إيد بتزرع جواسيس وإيد بتزرع حرية"، و"يا سلطة الكلاشينات بكفيكي خيانات"، و"التنسيق ليش ليش مرة السلطة ومرة الجيش"، و"دم الشهدا بيسأل دمي ليش ترضى الحل السلمي".

كما رفع المشيّعون الغاضبون بشكل جماعي ثلاث أصابع، في إشارة رمزية إلى اختفاء المستوطنين الثلاثة، الذين اختفت آثارهم منذ عشرة أيام قرب الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وهتفوا للمقاومة مرددين "يا مقاوم عيد الكَرَّة... اخطف جندي وحرر أسرى"، و"يا محلا خطف الجنود... ضباط وحرس حدود".

كما رددوا "آر بي جي آر بي جي... مش تنسيق وسي آي إيه"، و"يا عباس طل وشوف.. الحجر صار كلاشينكوف"، و"أوسلو ولى وراح واحنا رجعنا للكفاح".

والطريفي متزوج وله طفل. وعانى من ظلم الاحتلال في السجن أكثر من مرة. وأفرج عنه في المرة الأخيرة العام الماضي. كما استشهد شقيقه في العام 1996 في ما يعرف بـ"هبة النفق" برصاص جيش الاحتلال، الأمر الذي دفعه للمشاركة في مواجهات اليوم.

وكانت بعض المصادر الإعلامية أشارت إلى إمكان استشهاد الطريفي فجر اليوم برصاص الشرطة الفلسطينية، التي اشتبك معها الشبان بالحجارة لعدم نصرتهم خلال هجوم قوات الاحتلال التي اجتاحت رام الله فجراً. وردت الشرطة الفلسطينية بإطلاق النار عليهم. لكن تقريراً طبياً فلسطينياً أظهر استشهاد الطريفي برصاص قوات الاحتلال وليس برصاص الأجهزة الأمنية.

وحول إمكان اكتفاء عائلة الطريفي بأن يتم تشريح الجثمان من فريق طبي فلسطيني يتبع للسلطة فقط، قال شقيق الشهيد، زياد الطريفي، إن "العائلة ستدرس إمكان تشكيل لجنة تحقيق مستقلة بعد انتهاء العزاء". وأشار إلى إمكان الاكتفاء بالفريق الطبي الذي شرّح الجثة.

كذلك، شيّع أهالي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، جثمان الشهيد أحمد فحماوي، الذي أطلقت قوات الاحتلال اتجاهه الرصاص الحي، فجر اليوم الأحد، أثناء تواجده أمام مسجد المخيم، ما أدى إلى استشهاده.

من جهتها، تستعد عائلة الشهيد صقر دراغمة من منقطة المالح في الأغوار، لتشييع جثمانه صباح غد الإثنين، بعد تسليمه من قبل قوات الاحتلال، التي تحفظت على جثمانه 24 ساعة، من أجل تشريحه.

وأكدت العائلة لـ"العربي الجديد" أن صقر أصيب برصاص قناص إسرائيلي من بعد 1200 متر، أثناء وجوده في المراعي القريبة من معسكر للجيش الإسرائيلي في المنطقة.

وحاول اثنان من مستوطني مستوطنة "نحائيل"، المقامة على أراضي الفلسطينيين في بلدة المزرعة الغربية، شمالي غرب رام الله وسط الضفة، مساء الأحد، قتل تسعة فلسطينيين من سكان مدينة الخليل، يعملون في أحد مقالع الحجارة القريب من قرية المزرعة.
وقال أحد الذين طاردهم المستوطنون، إسماعيل الرجبي، لـ"العربي الجديد"، أنه "أثناء العمل لاحظنا اثنين من المستوطنين المدججين بالسلاح، يتسللان وسط الحجارة مصوبين سلاحهما نحونا، ثم هربنا منهم خشية أن يقتلوننا".
وأضاف: "بعد فرارنا، أطلق أحد المستوطنين النار علينا برشاشه، دون أن يتمكن من إصابتنا، لكنه استمر بملاحقتنا بين أشجار الزيتون لمسافة 2.5 كلم، حتى وصلنا إلى بلدة المزرعة، ونجونا".
إلى ذلك، سقط، مساء الأحد، منطاد مراقبة أطلقه الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، لرصد تحركات المواطنين في كل من مخيم قلنديا ومنطقتي كفر عقب وسميراميس، شمالي القدس المحتلة.
وأكد ناشطون في مخيم قلنديا، لـ"العربي الجديد"، سقوط المنطاد على مدرج مطار قلنديا المتاخم للمخيم، حيث سارعت قوات من الجيش إلى مكان سقوطه وعملت على إزالته من المكان.

المساهمون