الصحافيون في مصر: معاناة يومية

الصحافيون في مصر: معاناة يومية

19 يوليو 2014
من التظاهرة المنددة بقتل الصحافيين في القاهرة (محمودخالد/الفرنسية/GETTY)
+ الخط -
لم تكن مهمة الصحافي سهلة في أي يوم من الأيام في مصر. لكن معاناة الصحافيين ازدادت بعد ثورة 25 يناير، فتعرَّض عدد كبير من الصحافيين الميدانيين إلى أبشع أشكال التنكيل والانتهاكات من قبل أجهزة الدولة الأمنية: من احتجازهم في أقسام الشرطة، بعد إلقاء القبض عليهم، مروراً بتجريدهم من الكاميرات الخاصة بهم وغيرها من المعدات الصحافية، وصولاً إلى سقوط عدد منهم شهداء في الاشتباكات المختلفة.

وبين مواجهة وأخرى، تستمرّ معاناتهم اليومية في أماكن عملهم وفي الشارع. معاناة سببها الأساسي غياب أي ضمانات لهم، وعدم وجود بيئة تؤّمن لهم ظروف عمل طبيعية أو مدخولاً "طبيعياً" يتناسب مع حجم عملهم وخطورته. يحصل ذلك طبعاً من دون أي التفاتة من نقابة الصحافيين.

يتحدّث الصحافي محب عزيز عن يومياته كمراسل لمواقع إلكترونية، ويقول: "منذ ثلاثة أعوام أعمل في أكثر من مؤسسة  نظراً لضآلة الراتب الذي أحصل عليه". ويؤكّد أنّ من ابرز الأزمات التي يواجهها الصحافي في مصر، هي طريقة التعاطي معه، والتي تفتقر إلى الحدّ الأدنى من الاحترام، إن كان خلال محاولته الحصول على تصاريح أو خلال مقابلات مع سياسيين واقتصاديين...

أما شيماء أحمد، من جريدة "الفجر" فتتحدّث عن الصعوبات التي تواجهها الصحافيات الإناث: "لا توجد صحيفة مصرية توفر للعاملين فيها مواصلات في الساعات المتأخرة في الليل، أو راتباً يتناسب مع احتياجاتهم. راتبي لا يتخطى ألف جنيه. كذلك فإن أغلب الصحف لا تقدم لنا أي تسهيلات؛ كي نتمكن من الحصول على عضوية نقابة الصحافيين".  

وفي سياق متصل، أعربت نورهان طمان، الصحافية في موقع "البوابة نيوز"، عن أسفها إزاء ما يتعرض له الصحافيون في مصر "ليس هناك جهة محددة تحمينا كصحافيين، خصوصاً نحن الذين نعمل في المواقع الإلكترونية، أثناء تغطيتنا للأحداث الساخنة الدائرة في الشارع، كالتظاهرات".

وتضيف: "نحن معرّضون لإمكانية الاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية في أي لحظة، وإذا حصل ذلك يكون  التعامل معنا على أننا مجرمون، ويجري التنكيل بنا والتعدي علينا بالشتائم والضرب، رغم إظهار هوياتنا الصحافية". كذلك تتحدّث عن الضغوط داخل المؤسسات نفسها، "فأكثر ما يؤلمني، هو إجباري على تغطية حدث معين بطريقة معينة، فيها تحريف للحقيقة".

هكذا يبدو أن كل الصحافيين يتفقون على ظروف عملهم المأساوية، ويتفقون أيضاً على صعوبة حصولهم على عضوية نقابة الصحافيين التي يفترض أن تشكّل حماية لهم. لكن ذلك لا يحصل لأن هذه العضوية باتت حكراً على أبناء وأقارب الصحافيين "الكبار".

ولعل الأرقام هي الأكثر تعبيراً عن صعوبة العمل الصحافي، فـ 7.4 في المئة هي نسبة الأحكام "السالبة للحريات الصحافية"، فيما بلغت نسبة الغرامات المفروضة على الصحافيين 29.6%، إضافة إلى وقائع انتهاك الحق في الأمان الشخصي للصحافيين... اما الأسوأ فهو أن يتحوّل الصحافي إلى "شهيد آخر" أثناء ممارسته لعمله. شهيد نهايته صورة غرافيتي مرسومة على جدار نقابة الصحافيين التي كان من المفترض أن تتذكّره وتحميه وهو حيّ يرزق.

دلالات

المساهمون