الصحافة الإنجليزية تقسو على قطر.. وتتغاضى عن حوادث البرازيل!

الصحافة الإنجليزية تقسو على قطر.. وتتغاضى عن حوادث البرازيل!

10 مايو 2014
الصحافة الإنجليزية اكتفت بذكر خبر مصرع العامل
+ الخط -

في حين أصدرت وزارة العمل البرازيلية، في بيان رسمي، أمراً بوقف تركيب بعض خطوط الكهرباء في ملعب "كويابا" أحد ملاعب المونديال الذي ينطلق الشهر المقبل بعد مقتل عامل صعقاً بالكهرباء، كانت الصحافة الإنجليزية خارج السمع، بعدما كانت الأولى في نشر تقارير عن حوادث المونديال القطري.

 

وتوفي العامل الذي يُدعى محمد علي ماسييل (32 عاماً)، الخميس، إثر تعرضه لصعقة كهربائية أصيب على إثرها بأزمة قلبية أثناء القيام بأعمال تشييد بالملعب، دون أن تتمكن فرق الإنقاذ من إنعاش قلبه ليفارق الحياة على الفور.

 

وسيتمُّ وقف الأعمال لحين التحقق من قيام شركة "إيتل" للكهرباء باتخاذ جميع التدابير الاحترازية اللازمة لضمان سلامة العمال، وقال متحدث باسم الجهة المسؤولة عن تنظيم المونديال في ولاية ماتو جروسو، وعاصمتها كويابا إن الوقف يتدرج ضمن إطار الأعمال التي تنفذها شركة "إيتل"، ما يعني الاستمرار في باقي الأعمال المتبقية.

ولكن المستغرب في القضية أن الصحافة الإنجليزية لم تنشر أي تقرير بخصوص مصرع العامل في البرازيل، في حين أنها كانت من بين السباقين لنشر تقارير عن مقتل العمال الذين يشيدون ملاعب مونديال قطر، مُعتبرة أن وفاة عامل واحد يمثل كارثة، وأن البلد الخليجي لا يهتم بحياة العمال.

 

ففي 24 يناير/كانون الثاني الماضي نشرت "ذي جارديان" تقريراً مُفصلاً من حوالي 1600 كلمة عن الصعوبات التي يعيشها العمال الذين يعملون في بناء الملاعب الحديثة في قطر، تحت عنوان "مقتل 185 عامل نيبالي في العام 2013"، لكي تسلط الضوء على عدم أحقية قطر باستضافة البطولة الرياضية الأضخم عالمياً.

 

كما ولم تتوارَ عن الأنظار القضية القطرية، بل كانت الحدث الأول في كل صحيفة أو تلفزيون بريطاني لنشر تقارير عن حالة العُمال السيئة، والمعاملة غير الإنسانية ومطالبة الإتحاد الدولي لكرة القدم بالتحرك فوراً لسحب ترشيح قطر لاستضافة مونديال 2022، ومنها عندما طالب موقع قناة "بي بي سي" البريطانية في تقرير نُشر في السابع من الشهر الفائت من "الفيفا" بحل أزمة العمال في قطر.

 

كما ونشرت صحيفة "التليغراف" البريطانية تقريراً عن رشوة مالية بلغت حوالي 2 مليون دولار تلقاها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر من دولة قطر، من أجل منحها حق الاستضافة، في حين كانت إنجلترا من أكثر الدول المعارضة لهذا الترشيح، وخصوصاً إقامة البطولة في الشتاء الأمر الذي سيُعرقل الدوريات الأوروبية المحلية.

 

لكن الصحافة الإنجليزية غابت عن الصورة في قضية مقتل العامل في البرازيل الذي يعمل في أحد ملاعب كأس العالم المُقبلة، واكتفت بذكر الخبر دون أي هجوم، ودون أن يخرج الصحافي الساخر البريطاني مارتن صامويل ليملأ الدنيا صراخاً بمقالاته الساخرة عن حوادث العمال، كما جرت العادة مع حوادث العمال في قطر، وهو الأمر الذي يضع علامات استفهام كبيرة حول الحملة التي قادتها الصحافة الإنجليزية الرياضية على ملف "كأس العالم 2022 في قطر"، التي كانت تُدقق في كل شاردة وواردة في الملاعب، وحقوق العمال والطقس بينما وقبل شهر من انطلاق مونديال البرازيل لم ترفع كعبها وتنشر أي تقرير عن الظروف التي أدت إلى مصرع العمال الذين وصل عددهم إلى ثمانية حتى هذه اللحظة.

 

ويُعدّ الملعب من بين ثلاثة ملاعب كأس العالم التي لا تزال تحتاج إلى مزيد من التجهيزات قبل البطولة، ورغم أن الملعب استضاف مباراة تجريبية الشهر الماضي، فإن العمل لا يزال جاريا على إضافة مزيد من المقاعد والنظم الألكترونية.


وارتفع بذلك عدد العمال الذين لقوا مصرعهم بملاعب المونديال إلى ثمانية، بعد أن لقي سبعة عمال آخرين حتفهم في ملاعب "برازيليا" و"ماناوس" و"ساو باولو"، وفي معظم الحالات كان سبب الوفاة السقوط من أماكن مرتفعة.

 

ومن المقرر أن يستضيف الملعب أولى مبارياته في المونديال بعد يوم من انطلاقه، في 13 من يونيو/حزيران المقبل بين تشيلي وأستراليا.