الشرطة الدنماركية تلاحق المشردين الأجانب

الشرطة الدنماركية تلاحق المشردين الأجانب

24 يونيو 2014
الشرطة الدنماركية غير قادرة على إبعادهم بسهولة (Getty)
+ الخط -

كلما حلّ فصل الصيف من كل عام، انشغلت الشرطة الدنماركية وموظفو بلدية العاصمة كوبنهاجن بمشكلة طارئة. فمنذ شهر مايو/أيار حتى شهر سبتمبر/أيلول، تلاحق الشرطة "المشردين" الذين لا يملكون سكنا دائما.

هؤلاء المشردون يبيتون في الحدائق والشوارع ويعتاشون، بحسب تقارير الشرطة، إما على السرقة والنشل أو التسوّل، الذي يحظّره القانون الدنماركي.

تقول شرطة العاصمة كوبنهاجن إنها خلال الأيام الأخيرة، ومع ارتفاع درجات الحرارة، تلقت العديد من الاتصالات التي تبلغ عن حالات التشرد. وتضيف أنها تتعاون مع بلدية العاصمة لحلّ هذه المشكلة، وتنسق مع حراس الحدائق العامة ومواقف السيارات في شهور الصيف "لتكون كوبنهاجن مدينة آمنة، لا يبيت فيها الناس ليلتهم في الشوارع ولا يرمون القمامة أينما شاؤوا".

وبحسب مسؤول حملة مكافحة التشرد في شرطة كوبنهاجن توم ستروفا، فإن الحديث يدور "عن مشردي دول الاتحاد الأوروبي، الذين يسافرون إلى الدنمارك سائحين، ويستغلون قوانين الاتحاد بحرية الحركة والانتقال بين دوله، فيعتاشون من جمع زجاجات البيرة الفارغة. وفي الوقت نفسه، نشتبه بأن بعضهم يحضر إلى هنا في محاولة لملاحقة فرص النجاح".

ولأن هؤلاء المشردين هم مواطنون في دول الاتحاد الأوروبي، فإن الشرطة الدنماركية غير قادرة على إبعادهم من الدنمارك بسهولة، إذا لم يقبض عليهم بالجرم المشهود خلال ارتكابهم ما يخالف القوانين.

عادة ما توقف الشرطة المشرّد بتهمة إزعاج النظام العام، ومن تريد إبعاده توجه له تهمة التسوّل التي يعاقب عليها قانون العقوبات في البند 197. وبحسب شرطة كوبنهاجن فإن حراس مواقف السيارات والحدائق التابعين لها يجدون كل صباح 50 أجنبيا ينامون كمشرّدين.

وبالنسبة لمدينة سياحية ككوبنهاجن لا يتوقف الأمر فقط عند رغبة أن يستمر هذا التدفق السياحي، بل بما تخلّفه عملية اتخاذ الحدائق والشوارع مكان سكن للمشردين، وذلك بحسب "قسم إدارة البيئة والمرافق" التي قال مديرها جون بابي، للتلفزيون الدنماركي: "لقد قام البعض بحفر خنادق ليناموا فيها، ويقومون بإشعال النار في حفر أخرى، كما يستخدمون المرافق العامة والمواقف حمامات، وهذا مشهد لا يطمئن عند من يقصد هذه الأماكن".

بالنسبة للمواطنين الدنماركيين أو الذين يحملون إقامة شرعية في الدنمارك، فإن مسألة تشرّدهم تختلف بحسب القانون والأسباب. تشير إحصاءات رسمية إلى أنه يوجد في الدنمارك حوالى ستة آلاف مشرّد ومشرّدة، بينما تقديرات منظمات غير حكومية ترفع العدد إلى أكثر من عشرة آلاف. والإحصاءات التي تقوم بها جهات رسمية تعرّف المشردين بأنهم "مواطنون ليس لديهم عناوين ثابتة ويقيمون متنقلين بين الأصدقاء والعائلة وفي مؤسسات وأديرة تقدم لهم المساعدات الأولية".

ويثير بعض الدنماركيين، الذين يتابعون ما ينقل على وسائل الإعلام، قيام البلدية بشراء بطاقة حافلة ليعود الراغبون منهم إلى بلادهم.

"وحدة المشرّدين"، هي تسمية لمجموعة موظفين رسميين في بلدية كوبنهاجن، تعنى بمساعدة هؤلاء للتواصل مع أهاليهم في بلادهم ومع منظمات إنسانية يمكن أن تقدم لهم مكانا يبيتون فيه. 
يقول مسؤول هذه الوحدة، ستين بوو بيدرسن، لصحيفة "كريستلي داو بلاديت" إن " 150 أجنبيا من مشرّدي العاصمة يحصلون سنويا على عروض مساعدة (بطاقة باتجاه واحد) نحو أوطانهم".

ولا يخفي بيدرسن أن نصف من يتلقون تلك المساعدات هم اسكندينافيون، إضافة إلى مجموعة كبيرة من مواطني أوروبا الشرقية. ويتضمن عمل الوحدة المختصة بحل مشكلة المشرّدين  توزيع "أكياس نوم" على هؤلاء، ومساعدة بعض الأفارقة الذين يملكون إقامات في جنوب أوروبا.

وتقدّر بلدية العاصمة عدد من يبيتون يوميا في الحدائق العامة ومواقف السيارات بـ150 شخصا منذ بداية شهر يونيو/حزيران. وتخصّص طاقما جوالا من 20 شخصا للتجول ليلا بين هؤلاء وتقديم مساعدة لهم من أجل العودة إلى بلادهم.

ويشرح أحد موظفي بلدية كوبنهاجن لـ"العربي الجديد" أنه "في حالة رفض شركات الطيران السماح لهؤلاء بالعودة جوا بسبب إدمان بعضهم على الكحول أو معاناتهم من مشاكل نفسية، يتمّ فرز موظفين لقيادة حافلة صغيرة (ميني باص) باتجاه السويد لإعادة السويديين، وكذلك إلى بولندا أو رومانيا".

أما بالنسبة للمشردين الدنماركيين فيبدو الأمر أسهل بالنسبة إليهم، بحسب ما يشرح موظفو البلدية "يلعب عامل اللغة دورا في مساعدة المدمنين على الكحول من خلال برامج مخصصة، وبعض المشردين الدنماركيين مندمج في مشاريع محددة يواظبون عليها، ولديهم أماكن معينة يتوجهون إليها. كما أن لديهم أصدقاء وأقارب يمكن أن يستقبلوهم في بعض الليالي".

دلالات