السيسي يخشى مخالطة الجماهير

16 مايو 2014
مصر لن تجد حاكماً بلا الانترنت (خالد دسوقي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

في عصر الانقلاب، يصبح كل شيء بالمقلوب في مصر. اعتاد الناس أن ينزل إليهم المرشح إلى الانتخابات، ويتقابل معهم في الشارع وفي المراكز الانتخابية، لكن ما يحدث حالياً هو العكس.

ويُعَدّ السيسي، أول مرشح لرئاسة مصر يذهب إليه المؤيدون والناخبون وليس العكس، إذ شهد قصره الفخم خلال الفترة الماضية، منذ إعلانه الترشح، العديد من اللقاءات مع سياسيين وإعلاميين، في الوقت الذي لم يظهر فيه في أي مؤتمرات شعبية، مثلما اعتاد المواطنون خلال الانتخابات.

واكتفى المشير بلقاءات عبر "الفيديو كونفرانس" آخرها اللقاء مع مواطني محافظة أسيوط في صعيد مصر الاثنين الماضي.

التكنولوجيا والعيش!

ففي مصر التي ثارت ضد الظلم والفساد والفقر، حيث يعيش نصف الشعب تحت خط الفقر، لا ينتشر "الفيديو كونفرانس" و"سكايب" وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة على نطاق واسع. وظهر السيسي مخاطباً أهل الصعيد عبر "الفيديو كونفرانس"، وذلك في الوقت الذي ينتظر فيه المصريون لقاء المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية للتعرف على برامجهم، ولسماع مشاكلهم واوجاعهم؛ ويبدو الرجل مشاركاً في مؤتمر شعبي نظمته قيادات الحزب الوطني المنحل في المحافظة، حاملاً مجموعة من الابتسامات المصطنعة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

الخوف من الجماهير

ولعلّ عدم القدرة على مواجهة الجماهير، سواء الغاضبة من الأوضاع الحالية المتدهورة، أو الحالمة بمستقبل لا يأتي، هو ما دفع بالسيسي وحملته إلى هذه الوسائل، فيما انطلق المرشح حمدين صباحي في الشارع، محاولاً أن يبدو وسط الجماهير.

وكانت الانتخابات الرئاسية السابقة، التي انقلب عليها السيسي، قد شهدت تنظيم المؤتمرات الجماهيرية وتوزيع المنشورات والملصقات، وحملات "طرق الأبواب"، كوسيلة تذهب فيها الحملات الانتخابية إلى بيوت الناخبين، لطرح رؤية مرشحهم وعرض برنامجه الانتخابي على المواطنين.

ماذا لو غاب الانترنت؟

بعد "الفيديو كونفرانس"، انطلقت التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط "شفقة" على أهالي الصعيد، الذين لا يعرف أغلبهم، حسب وصف أحد زوار موقع "فيسبوك"، ما هو "الفيديو كونفرانس"، بفعل الظلم والفقر والتهميش ونسب الأمية المرتفعة. ويرى الناشط الافتراضي أن الشعب "ينتظر رئيساً يشعر بهم ويعرف طرق مخاطبتهم، وأن الصعيد الذي عانى الظلم على مر العقود الماضية، لا يريد رئيساً من وراء الشاشات أو منعزلاً في برج عاجي بعيداً عن آلام المواطنين".

أما أحمد حسن، أحد رواد مواقع التواصل، فيقول على حسابه الشخصي في موقع "تويتر": أتعجب لشخص يريد أن يحكم دولة بحجم مصر ويخشى النزول للجماهير أو حتى السير على أقدامه بينهم. ويختصر ناشط آخر المشهد العبثي بطرح تساؤل: ماذا لو انقطع كابل الإنترنت عن مصر؟ عندها لن نجد حاكماً!