السويداء ومحاولات جديدة من النظام لإدخالها عنوة في حربه

السويداء ومحاولات جديدة من النظام لإدخالها عنوة في حربه

29 مارس 2015
يستخدم النظام في نشر إشاعاته كل الطرق الممكنة (الأناضول)
+ الخط -
بعد فشل محاولاته السابقة المتكررة لجرّ السويداء إلى حربه الطائفية، يعود النظام السوري إلى استغلال المعركة التي دارت مؤخراً في بصرى الشام في ريف درعا، والتي أدّت إلى سيطرة الفصائل المعارضة على المدينة، في محاولة لتأليب الأهالي في قرى السويداء القريبة من بصرى، وحملهم على المشاركة مع جيشه في رد هجوم مزعوم سيطال السويداء.

بدأ النظام، ومنذ بداية المعركة قبل أيام، بنشر شائعات تقول إن بصرى هي خط دفاعه الأول عن السويداء، وأن سقوطها بيد الإرهابيين، على حد قوله، يعني سقوط السويداء وحصول مجازر فيها.

واستغل النظام كذلك استخدام بعض الفصائل المعارضة لأراضٍ تابعة للمحافظة بهدف الالتفاف لتحرير الجزء الشرقي من مدينة بصرى، إذ حوّل الحدث إلى محاولة من المسلحين للهجوم على القرى القريبة التابعة للسويداء.

ويستخدم النظام في نشر إشاعاته كل الطرق الممكنة، من نخوات شعبية ورواية قصص وهمية عما حدث في درعا من بطولات لشبيحته من السويداء، خاصة أولئك الذين قتلوا خلال الأحداث الأخيرة، والذين تجاوز عددهم العشرة قتلى، إضافة إلى استخدامه صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة المجموعات المغلقة منها، لنشر أخبار وتهديدات وبثّ الرعب بين الأهالي، ما وصل لدرجة مغادرة بعض العائلات القاطنة في القرى القريبة من بصرى لبيوتهم والتوجه باتجاه مركز مدينة السويداء.

وفي سياق متصل، كان النظام خلال الأيام السابقة للمعركة قد بدأ بتعزيز بعض المظاهر الطائفية لعناصر شبيحته وكتائب اللجان الشعبية التابعة له، من خلال إطلاق شعارات طائفية بحتة وكتابتها علناً على البذلات العسكرية التي يرتديها عناصره.

أحد هذه الشعارات كان "لبيك يا سلمان"، وهو شعار طائفي يحمل أكثر من بعد، إذ يمثل سلمان الفارسي أحد الرموز المهمة للطائفة الدرزية ويحاكي، في الوقت ذاته، الامتداد الشيعي الإيراني في المنطقة كونه فارسياً، ولم يأت اختيار هذا الرمز بالذات عن عبث، فهو يحقق أكثر من غاية بنفس الوقت.


ولاقى انتشار هذا الشعار الطائفي على ألسنة الشبيحة وملابسهم وعلى صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي رد فعل مضاداً عنيفاً من ناشطي السويداء والكثير من شرائحها الاجتماعية، مما دعا الكثير من الناشطين إلى إطلاق دعوات وحملات وبيانات ضد التجييش الطائفي الممنهج الذي يتبعه النظام، والذي قد يقود المحافظة إلى حرب طائفية لا ناقة لها فيها ولا جمل.

من ناحية أخرى، ما زال رفض الكثير من أهالي المحافظة لتجنيد أبنائهم في الجيش النظامي أو الاستجابة لدعوات الالتحاق بالخدمة الاحتياطية مستمراً حتى الآن، مما دفع النظام إلى تفعيل كل أشكال التجييش الطائفي لاستجرار الشباب عبر التلاعب بمشاعرهم وتحويلها من البعد الوطني إلى أبعاد طائفية ضيقة، تقودهم إلى المشاركة العمياء في معارك يصرّ النظام على إظهارها كمعارك بين المحافظتين الجارتين، لا بينه وبين الثوار، مما أدى خلال الأيام الماضية، خاصة بعد سيطرة الفصائل المعارضة على بصرى الشام، إلى تجدد دعوات التسليح التي يطلقها الشبيحة بعد كل هزة من هذا النوع، بحجة حماية السويداء من هجمات وهمية ستطالها من حدودها الغربية.

يذكر أن هناك حركة نزوح كثيفة للمدنيين من بصرى باتجاه قرى السويداء القريبة، خاصة قرية القريا، ما يشكل خطورة على هؤلاء المدنيين إذا استمر النظام في معركة التجييش الأخيرة.

اقرأ أيضاً: النظام السوري يحضّر للانتقام: التجهيز لضرب إدلب بالسكود والكلور

المساهمون