الجيش العراقي يفشل في اقتحام الفلوجة لليوم الثالث

الجيش العراقي يفشل في اقتحام الفلوجة لليوم الثالث

11 مايو 2014
القصف متواصل على الفلوجة (أحمد الربيعي/فرانس برس/getty)
+ الخط -
أعلن مجلس محافظة الأنبار، اليوم الأحد، أنّ قوات الجيش لم تتمكن حتى الآن من دخول مدينة الفلوجة أو السيطرة على القرى المحيطة بها، رغم مرور ثلاثة أيام على بدء عملية "تصفية الحساب"، التسمية التي أطلقتها حكومة رئيس الوزراء، نوري المالكي، لاقتحام المدينة، فيما ارتفعت وتيرة القصف الجوي على الفلوجة بشكل غير مسبوق، وأسفر القصف عن وقوع أكثر من 100 مدني بين قتيل وجريح، خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وقال نائب رئيس محافظة الأنبار، فالح العيساوي لـ"العربي الجديد"، إنّ "العمليات العسكرية التي انطلقت في الفلوجة لم تحقق أي تقدم ملموس على الأرض؛ فلم تتمكن قوات الجيش من دخول المدينة فيما الاشتباكات ما تزال جارية".

وأشار إلى أنّ "الجميع يأمل أنّ تنتهي المعارك بدون سقوط ضحايا من المدنيين العالقين داخل الفلوجة". وأضاف أنّ "العملية بدأت بعدما وصلت جميع مبادرات الحلول السلمية إلى طريق مسدود".

من جهته، أعلن المجلس العسكري لعشائر الفلوجة أنّه صدّ هجوماً جديداً عند الساعة الثالثة من فجر اليوم من المحور الشمالي نفذته فرقة عسكرية خاصة، مستخدمة غطاءً جوياً كثيفاً.

وقال عضو المجلس العسكري، محمد عبد الله المحمدي لـ"العربي الجديد" إنّ "المجلس تمكن من تنفيذ عملية التفاف سريعة حول القوات المتقدمة من المحور الشمالي للفلوجة، وأوقعنا خسائر كبيرة في صفوف تلك القوات، ما اضطرها إلى التراجع". وأضاف أنّ "العجز البرّي للجيش دفعه إلى تكثيف القصف الجوي بالصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة، ما أسفر عن سقوط عددٍ غير قليل من الضحايا، إضافة إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة".

من جهتها، أعلنت مستشفى الفلوجة عن مقتل 11 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال وسيدة، وإصابة 20 آخرين بقصف طال المدينة الليلة الماضية. وقال رئيس الأطباء المقيمين في مستشفى الفلوجة، أحمد الشامي، لـ"العربي الجديد" إنّه "من غير المعلوم حتى الآن فيما إذا كان هناك ضحايا آخرين، لم يصلوا إلى المستشفى، لأنّ فرق إنقاذ شعبية ورجال الأطفاء لا تزالان تبحثان في مباني سكنية مدمرة بالكامل بسبب سقطوط البراميل وصواريخ متفجرة عليها".

وفي السياق، اتهم مقرر لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، شوان محمد طه، المالكي، باستخدام الملف الأمني لأغراض سياسية. وقال لـ"العربي الجديد" إنّ "الهجوم العسكري هو ذريعة لمرحلة ما قبل تشكيل الحكومة، وإذا تمكن المالكي من تشكيل الحكومة، فإنه سوف يقلل من حدّة التوتر في الأنبار، وبعكسه سيكون هنالك تصعيد كبير للأزمة، ليس في الأنبار فقط، وأنما في أماكن أخرى أيضاً". وأضاف أن "القادة الأمنيين قّدموا للمالكي معلومات غير صحيحة ومغلوطة عن الوضع الأمني في الفلوجة، وحالياً يغطى الفشل إعلامياً".

تجدر الإشارة الى أن قوات الجيش منعت لليوم الثالث على التوالي دخول فرق إغاثة أممية ومحلية وصحفيين أجانب الى الفلوجة. وما تزال عملية قطع التيار الكهربائي والماء عن المنازل وشبكات الاتصال مستمرة في جميع أنحاء المدينة وضواحيها، وسط مخاوف من نفاذ الأدوية من مستشفى الفلوجة، إضافة إلى المواد الغذائية للسكان.

في هذه الأثناء، عثرت القوات الأمنية العراقية على جثث عشرين جندياً قتلوا رمياً بالرصاص بعدما خطفهم مسلحون مجهولون من مقر عسكري قرب مدينة الموصل في شمال العراق قبل أيام. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر وصفتها بالمسؤولة إن "المسلحين الذين لم يكن بالإمكان تحديد عددهم اقتحموا المقر الواقع في قرية عين الجحش إلى الجنوب من مدينة الموصل، قبل أنّ يخطفوا الجنود ويقتلوهم في مكان قريب بعد نحو ساعة".

المساهمون