الجيش الجزائري يلاحق المسلّحين على الحدود التونسية

28 يونيو 2014
قوات تونسية على الحدود مع الجزائر (فرانس برس/getty)
+ الخط -

نفّذت قوات الجيش الجزائري طلعات جوية في مرتفعات منطقة الشعانبي بولاية تبسة على الحدود بين الجزائر وتونس، حيث تتمركز مجموعات "إرهابية" مسلّحة.

وذكرت مصادر أمنية محلية أنّ "مروحيات عسكرية جزائرية نفّذت طلعات جوية لاستكشاف المنطقة، بعد ورود معلومات من أجهزة الأمن التونسية، عن تحرّك مجموعة مسلحة في المنطقة، أو تستعد لتنفيذ عمليات إرهابية عشية شهر رمضان".

ونفذت هذه الطلعات الجوية بعد يومين من زيارة استطلاعية قام بها قائد جهاز الدرك وحرس الحدود اللواء أحمد بوسطيلة إلى المنطقة، لاستطلاع الوضع في المراكز الأمنية المتقدمة على الحدود البرية.

ويحاول الجيش الجزائري تقديم المساعدة للقوات التونسية من أجل محاصرة المجموعة المسلحة التي يرجح أن تكون وراء تنفيذ عملية عين الدبة بمعتمدية (تقسيم إداري بتونس، الولاية تنقسم الى عمادات) فرنانة بولاية جندوبة التونسية، حيث وقعت اشتباكات بين قوات الأمن التونسية ومسلحين أخيراً، خلفت ثمانية قتلى من المسلحين، فيما فرّ عدد منهم الى منطقة الشعانبي.

وتعتقد السلطات التونسية والجزائرية بوجود مسلحين جزائريين ضمن صفوف المجموعات المسلحة المتمركزة في منطقة الشعانبي، وهو ما كشفه وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو، قبل فترة، عندما أعلن أن المجموعة التي تتمركز في الشعانبي تضم 11 عنصراً من تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" من حملة الجنسية جزائرية.

وقال رئيس الوزراء الجزائري، عبد المالك سلال، عقب لقائه الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، أول من أمس، في مالابو بغينيا الاستوائية، على هامش قمة الاتحاد الافريقي، إن "الجزائر ملتزمة بالدعم والتنسيق الأمني مع تونس حتى استتباب الوضع، ومنع أي تحركات للمجموعات المسلحة التي تنشط في المنطقة ".

وأكد سلال بأن "الوضع في ليبيا كان من أبرز الملفات والقضايا التي تمت مناقشتها مع الرئيس المرزوقي". ويشير هذا التصريح إلى رغبة مشتركة بين البلدين لزيادة مستوى التنسيق الأمني، خاصة بعد الحديث عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة على الحدود لردع نشاط المسلحين.

ومنذ الثورة التي أطاحت العقيد معمر القذافي في ليبيا، انتشر السلاح بوتيرة مرتفعة في مناطق الحدود بين الجزائر وتونس وليبيا.

ويرى الأستاذ في جامعة "ليون"، المتخصص في العلاقات التونسية الجزائرية، مقداد يسعد، أن التعاون الأمني بين الجزائر وتونس، فرضته الظروف التونسية. وأوضح أن "الجزائر وجدت نفسها مجبرة على مساعدة تونس لنقص خبرة الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب وملاحقة المسلحين".

وقال يسعد لـ"العربي الجديد" إن "الجزائر تعتقد أنه من الضروري مساعدة تونس، لمنع المجموعات المسلحة من إقامة قاعدة خلفية لها في تونس".