التعليم يخاصم أولاد الشوارع في الصومال

التعليم يخاصم أولاد الشوارع في الصومال

09 مارس 2014
+ الخط -


هؤلاء التلاميذ الصوماليون لا مأوى لهم وفقد معظمهم أحد أبويه أو كليهما في سن مبكرة ويتيح لهم المركز فرصة نادرة للحصول على قسط من التعليم.
وتشير بيانات منظمة "أنقذوا الأطفال" الخيرية الدولية إلى أن نسبة التحاق الأطفال بالمدارس في الصومال من أقل النسب في العالم، إذ لا تزيد نسبة التحاق الصبيان بالتعليم على 45 بالمئة ولا تتجاوز نسبة التحاق الفتيات بالمدارس 36 بالمئة.
وأطلقت الحكومة الصومالية حملة طموح عام 2012 لإلحاق مليون طفل وطفلة بالمدارس على مدى ثلاث سنوات، لكن الأيتام والمشردين لا يستفيدون من تلك الحملة، فلا يوجد في الصومال بعد هيكل متكامل للرعاية الاجتماعية يمكن أن يتولى رعاية أولئك الأطفال.

طفل يتيم من نزلاء المركز يدعى صدام حسين، قال "عمري 14 سنة وأنا في المركز منذ عام، أدرس مواد مختلفة. أود أن أكون معلّماً".

ويعتمد المركز الصومالي للأطفال الأيتام والمشردين على تبرعات أهل الخير وخدمات المتطوعين، وقال معلم بالمركز يدعى عبد الله عمر "أعمل بهذه المدرسة منذ شهرين متطوعاً. أُدَرّس اللغتين الإنكليزية والصومالية للتلاميذ".

ويتعافى الصومال ببطء من الحرب التي دارت رحاها قرابة 20 عاماً، حيث بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجياً في العاصمة مقديشو. لكن إعادة بناء الإنسان بعد سني الصراع الطويلة أمر بالغ الصعوبة ويحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.

ولا تزال شوارع العاصمة مليئة بالأطفال المشردين الذين ينتشر بينهم إدمان المخدرات والرذيلة، وقال صبي يدعى يوسف حسن "أنا صبي مشرد وقد فقدت أبوي وأعيش الآن وأبيت في الشوارع. ما من حماية لي من أي خطر".

وتقر الحكومة بعدم وجود خطة لرعاية الأيتام والمشردين. كما ذكر أحمد حسين عضو البرلمان، أن الرعاية الاجتماعية في مختلف صورها تحتاج إلى أموال لا تتوفر في الوقت الراهن، مضيفاً "الحكومة الصومالية لا مال عندها ولا قدرة على رعاية الأيتام وأطفال الشوارع. لكننا ندعو مجتمع الأعمال والصوماليين في الخارج إلى مساعدة الأطفال المحتاجين علىتحسين أوضاعهم ومستقبلهم".

وذكرت حليمة محمد مؤسسة مركز الأيتام والمشردين، أن الحاجة تدعو إلى بذل مزيد من الجهود لحماية أطفال الشوارع، وقالت "يضم هذا المركز ما يزيد على 200 من أطفال الشوارع والأيتام. الدعم الوحيد الذي أتلقاه مصدره أفراد عائلتي في أوروبا. أنشأت هذا المركز عندما شاهدت أطفالاً كثيرين يعانون في شوارع مقديشو".
وتقول منظمة (أنقذوا الأطفال) إن كثيراً من الصبية الصوماليين ما زالوا عرضة للتجنيد قسراً في صفوف الجماعات المسلحة.