الاعتداءات المتكررة على أبراج الكهرباء تُغرق اليمن في الظلام

الاعتداءات المتكررة على أبراج الكهرباء تُغرق اليمن في الظلام

15 مايو 2014
طلاب يمنيون يدرسون على ضوء الشموع (أرشيف/محمد حواس/Getty/AFP)
+ الخط -

 قالت وزارة الكهرباء اليمنية إن محطة مأرب الغازية خرجت عن الخدمة نهائياً، فجر اليوم الخميس، إثر اعتداء جديد على أبراج الكهرباء في منطقة الجدعان في محافظة مأرب، شرق البلاد.

ويأتي هذا الاعتداء بعد يومين من تمكن الفرق الهندسية والفنية التابعة لمؤسسة الكهرباء من إصلاح برجين، بعد تعرضهما لاعتداءين على أيدي مخربين في منطقة آل شبوان في محافظة مأرب.

وتزود محطة "مأرب" الغازية المحافظات اليمنية بنحو 340 ميجاواتاً من الطاقة، من أصل 700 ميجاوات، إجمالي الطاقة المنتجة في اليمن.

وتتهم الحكومة اليمنية قبائل آل شبوان بتنفيذ الاعتداءات على خطوط الطاقة، إثر مقتل أحد ابنائها في العاصمة صنعاء الشهر الماضي. وتتهمه الحكومة اليمينية بأنه قيادي في تنظيم القاعدة.

ويعاني اليمنيون من استمرار استهداف أبراج الكهرباء، حيث يعيش نصف سكان اليمن منذ أسبوعين في ظلام دامس، وتصل ساعات انقطاع الكهرباء على أحياء في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات إلى 15 ساعة يوميا، في حين أنها تستمر لأيام متواصلة في أحياء أخرى.

وقالت الناشطة اليمنية، ندى الأغبرين، لـ "العربي الجديد" إن المنطقة التي تسكنها وسط صنعاء، ينقطع فيها التيار الكهربائي قرابة 20 ساعة يومياً، مشيرة إلى أن فواتير الكهرباء نهاية الشهر الماضي تم رفعها على غير العادة في ظل هذه الانقطاعات الطويلة. ولا تصل الكهرباء إلى نحو 60% من المناطق الريفية في اليمن.

وأطلقت حركة "مناضلون من أجل اليمن" نهاية أبريل/ نيسان الماضي، حملة "لن ندفع" لرفض دفع فواتير الخدمات الحكومية المتردية، ومنها الكهرباء والماء والانترنت، تعبيراً عن الرفض المجتمعي لتدهور الخدمات الأساسية وغياب الأمن.

ويطالب حقوقيون واقتصاديون من الحكومة اليمنية، إنشاء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية في المحافظات، التي يتوفر في الأمن بشكل أكبر.

وطالب الصحافي اليمني، صادق ناشر، عبر صفحته على" فيسبوك"، بتنفيذ حملة شعبية للتخلي عن محطة مأرب الغازية لإنتاج الطاقة والبدء في تنفيذ محطات كهربائية مستقلة في كل مدينة، وذلك لعدم توفر الأمن في محافظة مأرب.

وكانت وزارة الداخلية اليمنية قد رصدت وقوع 487 حالة اعتداء على خطوط الكهرباء وأنابيب النفط وشبكات الاتصالات، في عدد من محافظات البلاد خلال عام 2013، مشيرة الى أن 350 متهما تورطوا في جرائم الاعتداءات على الكهرباء وأنابيب النفط وشبكة الاتصالات خلال الفترة نفسها.

وتعجز أجهزة الأمن اليمنية عن حماية أبراج الكهرباء أو إلقاء القبض على المعتدين، لكنها تكتفي بنشر اسماء المخربين في وسائل الاعلام الرسمية وتطلب من المجتمع المحلي التعاون معها للقبض عليهم.

ويرى خبراء اقتصاد يمنيون أن استمرار الاعتداء على ابراج الكهرباء سيكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة، وأن الحكومة غير قادرة على تحمل هذه المبالغ، في ظل الضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وحذرت المؤسسة العامة للكهرباء اليمنية من انهيار المنظومة الكهربائية في اليمن، جراء تزايد الاعتداءات على خطوط نقل الطاقة.

 

 

المساهمون