الإعلام السوري مهللاً للضربات الأميركية: كلنا في خندق واحد!

الإعلام السوري مهللاً للضربات الأميركية: كلنا في خندق واحد!

25 سبتمبر 2014
مانشيت صحيفة الوطن (فيسبوك)
+ الخط -

فجأة دفنت النعامة رأسها في الرمل، وقالت: "لاشيء يحدث حولي". وفق هذه النظرية تلقى الإعلام السوري خبر بدء الحرب التي يشترك فيها ثلث دول العالم تقريباً ضد تنظيم الدولة الإسلامية. أما الإعلام السوري فوقع بين تشدق النظام السوري بالتنسيق مع التحالف، وبين ادعاء السيادة الوطنية.

وبين الادعاءين يبدو أن القائمين على الإعلام حسموا الأمر باكراً، وقرروا انتظار الأوامر العليا. فانفردت الإخبارية السورية، مثلاً، بعرض حوار مطول يناقش الظروف الصعبة التي يعاني منها الاقتصاد التركي، في مشهد يعيدنا سنوات إلى الوراء، ويذكرنا بعرض الفضائية السورية برنامجاً علمياً عن أنواع الطيور، في حين كانت العاصمة العراقية بغداد تسقط في يد قوات التحالف الدولي!

على الضفة الأخرى انشغلت الفضائية الحكومية بنقل حوار عن إعادة الإعمار وترتيبات الحكومة لإشراك "الفعاليات الاجتماعية كافة" في هذا المشروع الذي سوف يستمر سنوات. ولعل اللون الأحمر الذي يظهر أسفل الشاشة بين الحين والآخر، لينقل عن مراسل الفضائية والإخبارية، خبراً عاجلاً عن قصف قوات التحالف مواقع "تنظيم داعش الإرهابي" تأتي بمثابة جس النبض، خصوصاً بعدما أعلن البيت الأبيض أن "الضربة الجوية" ستأخذ وقتها. وعليه يبدو أن تجاهل ما يحصل لا يمكن أن يستمرّ.

وبينما كان الإعلام العالمي ينقل تفاصيل الضربات على سورية،  اكتفى الإعلام السوري الخاص والعام بالحديث عن "السيادة الوطنية" وحكمة القيادة في إصرارها على محاربة الإرهاب. وقد حاولت قناة "سما" جاهدة ربط القصف والتدمير الذي قامت به قوات النظام على مختلف المناطق السورية على مدى ثلاثة أعوام، مع ما تقوم به قوات التحالف. ولا ننسى طبعاً أن القناة نفسها كانت تردد وبصوت مرتفع أن ما تخطط له واشنطن، هو اعتداء سافر على السيادة الوطنية!

لكن يبقى ما قامت به صحيفة "الوطن" اليومية هو الأكثر إدهاشاً، أفردت الصحيفة على صفحتها الرئيسة لمانشيت بالخط العريض "واشنطن وحلفاؤها في خندق واحد مع الجيش السوري لمحاربة الإرهاب". وجاءت باقي عناوين الصحيفة أقرب إلى التهليل والمباركة، لكل صاروخ يدك هدفاً داخل الأراضي السورية. وأبرزت الصحيفة تصريحاً للأسد يؤكد وقوف سورية إلى جانب الحملة، التي كانت قبل أسبوع واحد فقط عدواناً، وانتهاكاً للسيادة الوطنية.

ويبدو أن هذه الحملة الأميركية استطاعت أن تشق أواصر الخطاب الإعلامي المشترك بين إعلام النظام السوري وبين إعلام حلفائه سواء في حزب الله أو في الوسائل الحليفة له. فقناتَا "المنار"، و"الميادين" احتفتا بخطاب أمين عام "حزب الله"، حسن نصرالله، الرافض للعدوان،  فيما تجاهله تقريباً الإعلام السوري.

المساهمون