الأطلسي يتهرّب من المنطقة الآمنة... ويوجه رسالة إلى موسكو

الأطلسي يتهرّب من المنطقة الآمنة... ويوجه رسالة إلى موسكو

16 مايو 2015
سيعتمد وجودنا في أفغانسان في المستقبل على العنصر المدني(الأناضول)
+ الخط -

انتهت أول من أمس قمة وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في مدينة أنطاليا التركية التي استمرت يومين، من دون تحقيق أي خروقات على مستوى السياسات الرسمية للحلف، سواء فيما يخص الأزمة الأوكرانية أو مهمة بعثة الدعم في أفغانستان، أو تهديدات "الجماعات الجهادية المتطرفة في كل من سورية والعراق". واستثنت التصعيد مع موسكو، وتوجيه القيادة التركية رسالة دبلوماسية مهمة لموسكو، عبر انضمامها لدول الحلف التي ستشكل قوات رأس الحربة العالية الجهوزية.

انتهت جلسات اليوم الأول للاجتماعات التي حضرها عن الجانب الأفغاني، وزير الخارجية صلاح الدين رباني، باتخاذ قرار مهم، باستمرار مهمة الحلف في أفغانستان، لما بعد انتهاء مهمة بعثة الدعم العام المقبل. وتمت الموافقة على ما أطلق عليه في وقت سابق الأمين العام لحلف الأطلسي ينس شتولتنبرغ، "برنامج الشراكة الدائم"، الذي يقضي باستمرار مهمة البعثة التابعة للحلف، لكن تحت إدارة مدنية وبتخفيف تعداد العسكريين الموجودين على الأرض.

اقرأ أيضاً: قمة أطلسية في أنطاليا اليوم

أمر أكده شولتنبرغ، قائلاً: "سيعتمد وجودنا في أفغانسان في المستقبل على العنصر المدني، وسيتم تخفيض أعداد العسكريين الذين ستنحصر مهمتهم بمساندة ودعم وتقديم الاستشارات لأجهزة الأمن الأفغانية، مبتعدة عن المهام القتالية، إذ تتولى المهام الناعمة من قبيل تدريب قوات الأمن الأفغانية".

وتداول الوزراء في اليوم الثاني الأزمة الأوكرانية وأمر "التهديد الجنوبي للحلف"، المتمثل بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وجبهة النصرة وباقي الفصائل المتشددة في كل من سورية والعراق.

وكان شتولتنبرغ قد أكد قبل انطلاق القمة، أنّ الحلف لن يتخذ القرار بإقامة منطقة عازلة في سورية، لأنها "ليست من صلاحيات الأطلسي. لقد تم تناول هذا الموضوع أكثر من مرة خلال الاجتماعات وفي مختلف الأوقات، لكن الأطلسي ليس من يقرر مسألة إقامة منطقة عازلة أو عدمها في سورية، مشيراً إلى أن الحلف لا يشارك بشكل مباشر في عمليات التحالف الدولي ضد داعش".

جاء ذلك، على الرغم من الانتقادات التي وجهها وزير الخارجية التركية مولود جاووش أوغلو لسياسة الحلف الموجهة ضد "داعش"، ودعوته لاتخاذ سياسات أكثر فعالية في هذا الشأن، قائلاً "لقد أكدنا مراراً على وجوب اتخاذ سياسات أكثر فعالية ضد داعش، ومن ضمنها اتخاذ خطوات أكثر تقدماً ضد النظام السوري. للأسف، فإن سياسات الضربات الجوية المتبعة ضد داعش حتى الآن لم تكن كافية، ويجب علينا عدم إغفال النظام السوري الذي يعتبر أهم أسباب نشأة التنظيم، لذلك لا بدّ من عملية انتقال سياسي في سورية وتقوية الحكومة العراقية".

اقرأ أيضاً: روسيا ـ الأطلسي: عودة "الخط الساخن"

في غضون ذلك، استمر التصعيد ضد موسكو على مختلف الصعد. فمن جهة، أرسلت الدبلوماسية التركية رسالة مهمة لروسيا التي شارك رئيسها فلاديمير بوتن، في إحياء الذكرى المئوية الأولى لضحايا الأرمن في العاصمة الأرمنية يرفان، على الرغم من موقف أنقرة الذي يكاد يكون محايداً من الناحية العملية في ما يخص الأزمة الأوكرانية. كما عرض رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو انضمام بلاده لسبع دول أخرى في الحلف، لتشكيل قوات "رأس الحربة" العالية الجهوزية عام 2021، التي أقرت في قمة الأطلسي في ويلز العام الماضي، لمواجهة "التحديات الأمنية التي تشكلها روسيا بعد الأزمة الأوكرانية"، الأمر الذي رحب به شتولتنبرغ، "أرحب بقرار تركيا اليوم، أن تكون إحدى الدول الرائدة في تشكيل قوة رأس الحربة إلى جانب ست دول أخرى في التحالف". كما دعت أنقرة إلى تدعيم فكرة توسيع الحلف وانضمام أربع دول مرشحة إليه في القمة المقبلة عام 2016، الجبل الأسود، والبوسنة والهرسك، ومقدونيا وجورجيا، فيما بدا صفعة أخرى لموسكو. 

ومدد الحلف قراره بوقف التعاون مع روسيا، الأمر الذي أكده شتولتنبرغ، في مؤتمر صحفي عقده في ختام اجتماع وزراء خارجية دول الحلف، إذ أوضح أن "القرار الذي اتخذه حلف شمال الأطلسي في الربيع الماضي، وقف جميع أشكال التعاون العملي مع روسيا، رداً على أعمالها غير القانونية، مثل ضم شبه جزيرة القرم. وقررنا في الوقت ذاته ترك النافذة مفتوحة للحوار السياسي مع موسكو عند الضرورة. ويبقى هذا القرار من دون تغيير، ما يعني استمرار تجميد التعاون العملي مع روسيا".

اقرأ أيضاً: أفغانستان والرهان على مؤتمر المانحين في لندن

في هذا السياق، بحث الحلف مع فنلندا والسويد (ليسا عضوين في الحلف) إمكانية زيادة عدد المناورات العسكرية في بحر البلطيق، وتكثيف تبادل المعلومات معهما حول مجريات الأحداث في منطقة بحر البلطيق وفي محيطه، إذ قرر الحلف زيادة عدد التدريبات والدوريات على حدوده الشرقية المتاخمة لروسيا.

يأتي هذا، في الوقت الذي أعلنت فيه ليتوانيا أن دول البلطيق ( ليتوانيا وأستونيا ولاتفيا)، ستطلب رسمياً من حلف شمال الأطلسي نشر عدة آلاف من الجنود كقوة ردع في وجه روسيا، لكن الحلف لم يؤكد قبوله الطلب، الأمر الذي أكده شتولتنبرغ، "هذا الطلب كان متوقعاً، لكن الوقت مبكر للموافقة عليه".